الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

جوزيبي دي لامبيدوزا.. صاحب الرواية الواحدة

جوزيبي توماسي دي
جوزيبي توماسي دي لامبيدوزا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعد رواية "الفهد" العمل الاستثنائي للروائي وكاتب المقالات الإيطالي "جوزيبي توماسي دي لامبيدوزا" ،والذي عُرف بصاحب الرواية الواحدة،  الذي يتزامن اليوم ذكرى ميلاده لعام 1896م في باليرمو.

كان لامبيدوزا رجلاً صامتاً ومنعزلاً، أمضى قدراً كبيراً من وقته فى القراءة والتأمل، وقال لامبيدوزا عن نفسه "كنت فتى أحب العزلة، أفضل رفقة الأشياء على الناس"، يعرف لامبيدوزا بلقب مذدوج "دوق بالما "و"امير لامبيدوزا" درس في جامعة روما سابينزا.
تلقى لامبدوسا تعليمه الأساسي على أيدي معلمين خصوصيين في قصر العائلة في بالرمو، وكان يضم مسرحاً صغيراً تقدم فيه بعض الفرق الجوالة عروضها، وأتقن الإنجليزية والفرنسية، ثم أتمم تعليمه في روما، حتى التحق بكلية الحقوق بجامعة روما سابينزا. 
عند اندلاع الحرب العالمية الأولى شارك لامبيدوزا في معركة "كايورتو  الخاسرة"، فأسره النمساويون وسجن في معتقل مجري، لكنه تمكن الهرب منه والعودة إلى إيطاليا مشياً على الأقدام. 
بدأ لامبيدوزا يقضي بعض الوقت مع مجموعة من المثقفين الشباب، كان أحدهم هو جيواكشينو لانزا توماسى، ابن عمه، الذى طور معه علاقة وثيقة، فى العام التالى، تبناه قانونا، وغالبا ما كان توماسى ضيفا على ابن عمه الشاعر لوسيو بيكولو ، الذى سافر معه فى عام 1954 إلى سان بيليجرينو، لحضور حفل توزيع الجوائز الأدبية، وعند عودته من هذه الرحلة بدأ كتابة روايته "الفهد"، التى انتهت فى عام 1956م، خلال حياته ، تم رفض الرواية من قبل الناشرين.
ويكمن برواية "الفهد" قوة وجمال بحيث لم يستطيع مخرج متحدر بدوره، تعد رواية الفهد من الأعمال النفسية التاريخية التي تنتمي من حيث أسلوب السرد إلى تقاليد رواية القرن التاسع عشر الإيطالية، ففيها مجموعة من السمات تحيل الباحث الأدبي إلى مانزوني، ونييڤو، وفاكوتسارو، لكنها ظهرت عملياً في منتصف القرن العشرين حين كانت إيطاليا تمر بتحول اجتماعي وفكري جذري، ولاشك أن العلاقة المتوترة بين التمسك بتقاليد الماضي وبين عادات الوقت الحاضر قد انعكست في الشكل الروائي لها.
فالرواية برأي الناقد الفرنسي "كوبييه" غير حديثة حتماً، بل مضادة للحداثة، لكنها مثيرة من حيث تطورها، لدرجة تعد معها طليعة التقاليد، فالعنصر غير التقليدي فيها هو البنية المكونة من مجموعة أحداث متراصفة دونما روابط، إلا أنها تدور حول شخصية واحدة وموضوع محدد، هو انهيار الطبقة الأرستقراطية الصقلية.
إضافة إلى هذه الرواية كتب لامبيدوزا أعمالاً نشرت بعد وفاته ومنها قصص، ودروس حول ستندال، ومقدمة للأدب الفرنسي في القرن السادس عشر، وعدداً من المقالات مازالت تدرس في كليات الحقوق بإيطاليا حتي الآن.
اصيب لامبيدوزا بسرطان الرئة, ليرحل عن عالمنا فى 26 يوليو فى روما، ونشرت روايته فى العام التالى لوفاته، ليتم تصنيفها على أنها عمل متميز من الأدب الإيطالى، لتحصل الرواية فى عام 1959م، على جائزة ستريجا المرموقة للرواية.