فاز شريف سبعاوى الكندى من أصل مصرى بعضوية برلمان أونتاريو عن دائرة مسيساجا- إيرينميلز، ليكون أول نائب برلمانى منتخب من أصول مصرية فى تاريخ كندا، وذلك بعدما حصد 22 ألف صوت.
استطاع سبعاوى الفوز بمقعد فى برلمان مقاطعة أونتاريو، والتى تعتبر أكبر مقاطعة كندية، وتمثل مقر الحكومة الفيدرالية، وتولى نائب وزير الحضارة والسياحة والرياضة والتراث فى كندا. وفى 2020 أعلن حزب المحافظين الكندى فى مقاطعة (أونتاريو) اختيار النائب شريف سبعاوى لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة فى المقاطعة لعام 2022،ليؤكد تجديد ثقة رئيس وزراء حكومة المقاطعة، دوج فورد، للدورة الثانية على التوالى. وتعتبرمقاطعة أونتاريو أكثر مقاطعات كندا سكانا، ويبلغ تعدادها نحو نصف عدد سكان كندا، وهى القاطرة الرئيسية للاقتصاد الكندى.
فيما يلى نص الحوار:
■ كيف تقيم تجربتك كأول مصرى نجح فى دخول برلمان «أونتاريو"؟
أنا شريف سبعاوى كندى من أصول مصرية، عايش فى كندا من ٢٦سنة، بدأت أبحث عن عمل، وبعد مرور ٤سنوات، بدأت أصبح جزءًا من المجتمع الكندى، ورحلتى بدأت من خلال التطوع فى العديد من الأنشطة، و«لم أكن أتوقع أن أصبح نائبًا فى البرلمان».
وتجربتى فى العمل البرلمانى تمتد منذ ٧سنوات، قمت خلالها بتقديم المساعدات للجالية المصرية والعربية، لأن المجتمع الكندى يمتلك العديد من الثقافات المتنوعة والمختلفة من كل الجنسيات، ولم تكن دراستى لها علاقة بالسياسة، فأنا خريج كلية الهندسة المدنية، من جامعة الإسكندرية، ثم بالتدريس لمادة هندسة شبكات الكمبيوتر فى جامعتى جورج براون وسنتنيال».
هدفى الأول والأخير كسر العديد من الحواجز وتشجيع المصريين على أنهم يستطيعون الفوز والوصول إلى أى مكان مرموق على مستوى العالم»، متابعًا أنه لم يكن لدى الجالية المصرية ثقافة المشاركة السياسية على الإطلاق.
الإنجازالحقيقى يتمثل فى وصول ٥مرشحين للانتخابات الفيدرالية على قوائم حزب المحافظين، وأتمنى فوزهم جميعًا، واستمرار المشاركة المصرية والتجارب السياسية الناجحة.
■ منذ متى وأنت تعمل بالنشاط العام؟
بدأت العمل السياسى منذ ١٧سنة، بعدما شعرت أن الجالية المصرية فى كندا كبيرة وتستحق وجود أحد الأشخاص كممثل لها، لرعاية مطالبها، وفى عام ٢٠١٤خسرت انتخابات الحزب بفارق ٦أصوات، لكننى عملت جاهدًا من أجل النجاح مجددًا، وهو ما حدث بالفعل فى ٢٠١٨.
■ كيف يمكن لحكومة وبرلمان أونتاريو دعم مصر اقتصاديا؟
الاقتصادالمصرى يعد واحدًا من أفضل الاقتصاديات فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، من حيث النمو وهو ما أكدته تقارير رسمية صادرة عن مؤسسات مالية واقتصادية عالمية فى هذا الشأن، مشيرًا إلى أن قيمة التبادل التجارى بين مصر وكندا تبلغ نحو ١.٢٤٦ مليار دولار فى الفترة من يناير إلى نوفمبر ٢٠١٩،والذى تحظى مصر فيه بنصيب الأسد، حيث تقوم بتصدير الذهب والحديد والمنسوجات والأغذية بما يحقق طفرة كبيرة فى الميزان التجارى بين البلدين لصالح مصر.
وأبرز الصادرات المصرية لكندا هى السجاد، والملابس الجاهزة، والحديد والصلب، والخضروات، والملح، والفاكهة، والصناعات الغذائية، وتصدر كندا الخامات والمعادن، والمنتجات الورقية، واللؤلؤ الطبيعى، والألبان، والمنتجات الدوائية، والمنتجات البترولية إلى مصر.
والاستثماراتالكندية فى مصر تتضمن ٥٥٩شركة بإجمالى استثمارات ١.٧٥ مليار دولار أهمها القطاع الصناعى والتعدينى والسياحى، متابعة أن مصر وكندا ترتبطان بعلاقات قوية على كافة الأصعدة إلى جانب الاتفاقات الثنائية الموقعة بين الجانبين فى المجال الاقتصادى والتجارى وأهمها اتفاق منع الازدواج الضريبى واتفاق حماية وتشجيع الاستثمارات، بالإضافة إلى الطفرة التى شهدتها العلاقات التجارية والاقتصادية، والتى أصبحت بمقتضاها مصر الشريك التجارى الأول لكندا فى أفريقيا.
■ ما الذى تقدمه للجالية المصرية خلال تواجدك فى برلمان «أونتاريو"؟
يتم العمل على مساعدة الجالية المصرية فى أونتاريو، من ناحيتين، الأولى هى التفاعل مع أبناء الجالية، والتواجد الدائم فى أى أحداث، ومعرفة مشكلاتهم، ومحاولة المساعدة فى حلها، والجانب الثانى هو أننى اعتبر نفسى مندوب الجالية فى الحزب والبرلمان، قائلًا: «البرلمانيون الكنديون يسألوننى عن أى شيء يخص الجالية المصرية أو العربية، واذا حدث شيء ما، يستفسرون ما هو الصحيح لكى نفعله».
■ باعتبارك نائب وزير السياحة فى كندا ما اقتراحاتك لتشجيع السياحة فى مصر؟
مصر تقوم حاليًا بنشاط غير مسبوق فى افتتاح عدد من المشروعات الثقافية والسياحية الكبرى التى لم تكن موجودة من قبل وتم تنفيذها فى وقت قياسى، والتى من شأنها أن تجعل مصر واحدة من أكثر الدول إبهارًا فى العالم، بجانب شواطئها الطبيعية والمعالم الأثرية التى تجعلها مقصدا سياحيا متميزا.
واقترح أن تعمل الإدارة المصرية على خلق منتج سياحى جديد متكامل يجعل السائح يستمتع بتجربة سياحية فريدة ومميزة ويعطيه فرصة للاستمتاع بالأنماط السياحية المختلفة خلال زيارته لمصر من خلال دمج السياحة الثقافية بالسياحة الشاطئية والترفيهية وربط مدن وادى النيل بالمدن السياحية الساحلية فى منتج جديد عن طريق استحداث خطوط طيران داخلى تربط بين الأقصر وشرم الشيخ والغردقة وأسوان وأبوسمبل».
ولابد من تطوير البنية التحتية السياحية فى مصر من خلال العمل على افتتاح فنادق ومنتجعات سياحية جديدة، وإنشاء مدن سياحية كاملة جديدة لتكون مقصدًا سياحيًا يعمل طوال العام مثل مدينة الجلالة على خليج السويس، ومدينة العالمين الجديدة، والعمل على الترويج السياحى القائم على الأسلوب العلمى والعمل المشترك بين الحكومة والقطاع الخاص، لإظهار مقوماتها كأحد أهم المقاصد السياحية فى العالم وسوف تنال مصر نصيبها العادل والمستحق من حركة السياحة الدولية، مشيرًا إلى دور الدراما السينما المصرية فى تشجيع السياحة بين مصر وكندا.
■ هل يوجد أى نوع من التعاون فى الفترة الحالية بين مصر وكندا فى مكافحة الإرهاب؟
ظاهرة الإرهاب عالمية تقتضى تكاتف جميع الجهود الدولية وتبادل الخبرات وتنسيق التعاون لمكافحة انتشار الفكر الراديكالى والمتطرف فى المجتمعات، وكندا تحارب الإرهاب مع قوات التحالف الدولى، ولدينا قوات خاصة أيضا وندعم مصر فى حربها ضد الإرهاب.
وما قام به الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى القضاء على المؤامرات الدولية وخطط الإخوان وبناء الجمهورية الجديدة إنجازات نقلت مصر نقله اقتصادية وحضارية كبيرة وفتحت الطريق نحو «الجمهوريةالجديدة».
■ ما تقييمك لمستوى العلاقات المصرية الكندية فى الفترة الماضية، وماذا تتوقع للمستقبل؟
العلاقات السياسية بين البلدين هى علاقات قوية وراسخة تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون والتنسيق فى مواجهة الأزمات والتحديات وتحقيق الأمن والسلم الدوليين وترسيخ قواعد القانون الدولى والاستقرار فى العلاقات الدولية، خاصة فى ظل عالم مضطرب يواجه العديد من التحديات والصراعات وتصاعد خطاب الكراهية والتيارات المتطرفة.
والحكومة الكندية تقدر الدور المصرى فى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة وفى مكافحة الإرهاب وخطاب التطرف، مؤكدًا أن مصر تشكل نموذجًا رائدًا للتعايش الدينى وتكريس قيم التسامح والتعددية وإعلاء مبدأ المواطنة.
العلاقات الثقافية بين البلدين تتسم أيضا بالتميز والخصوصية، التى يمثلها وجود جالية مصرية كبيرة فى كندا تسهم بإنجازاتها وتميزها فى مختلف المجالات لتحقيق النهضة الكندية، وتشكل جسرًا للتواصل وتعزيز العلاقات بين البلدين، والاستفادة من تلك الخبرات المصرية فى كندا لتعزيز التنمية فى الداخل، وتقديم صورة حضارية لمصر فى الخارج.
المرحلةالقادمة ستشهد المزيد من التفاعل والتعاون على المستوى البرلمانى بين البلدين، مؤكدًا أنه تم إنشاء أول لجنة صداقة كندية مصرية فى تاريخ البرلمان الكندى فى يوليو الماضى.
■ كيف تواجه كندا التغيرات المناخية عقب انعقاد قمة المناخ الأخيرة؟
كندا توجهت إلى مؤتمر المناخ «كوب٢٦» والتى أقيمت فى مدينة جلاسكو الإسكتلندية، بإستراتيجية مشتركة مع هولندا تستهدف الضغط على الدول من أجل تكثيف جهودها فى مواجهة تغير المناخ.
نعمل مع حلفاء يتشاركون أفكارنا، بينهم ألمانيا ودول أخرى، لضمان أن يفى العالم بسرعة كبيرة بالتزامه بتخصيص ١٠٠مليار دولار لمساعدة البلدان النامية فى مكافحة التغير المناخى، والذى كان مفترضًا أن يتحقق هذا الهدف فى عام ٢٠٢١،وأصبح عجز الدول الغنية عن تحقيقه نقطة شائكة وحرجة.
■ كيف ترى الإدارة الكندية الدور المصرى فى المنطقة؟
مصر دولة صديقة وهى كيان مهم على الساحة الدولية فعلاقتنا جيدة جدًا ومليئة بالإيجابية والتفاهم وذلك ما يفسر التعاون مع مصر فى عدة مجالات اقتصادية وتجارية واستثمارية وثقافية، فهناك تقارب فى الرؤى بشأن القضايا الدولية أو الإقليمية، ومصر دولة كبيرة وسيظل دورها محوريًا ليس فقط بالمنطقة، بل فى العالم كله.
■ برأيك كيف يمكن زيادة الاستثمارات الكندية فى مصر؟
لا شك أن المشروعات القومية الكبرى فى مصر مثل هى محور التنمية بقناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة الجلالة والعلمين الجديدتين وغيرها، وتمثل فرصًا واعدة لجذب الاستثمارات الكندية، خاصة فى ظل مناخ الاستقرار الذى تعيشه مصر».
كما أن الميزان التجارى بين البلدين ارتفع إلى أكثر من مليار دولار، كما يوجد العديد من المشروعات المشتركة بين البلدين فى مجالات التعدين وإنتاج الأسمدة وفى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
■ ما سبب اختيارك لشهر يوليو ليكون شهرًا للتراث المصرى فى كندا؟
فكرت كثيرًا، كيف أعمل على تعزيز انتماء أبناء مصر بالخارج لها، حتى لمعت فى مخيلتى استيقاء موضوع عن الحضارة والتعريف بها من خلال حضوره فعاليات حضارية للتعريف بتراث عدد من الجاليات، وتطرق لذهنى لماذا لا يكون لمصر شهر يحتفل فيه أبناؤها بحضارتها وتراثها، ويتعرف الجيل الثانى والثالث عليها عن قرب، فأنا فخور بوطنيتى.
وعملت بجهد على أن يكون أول عام لى داخل البرلمان الكندى، فى إصدار قانون يقضى بتخصيص شهر يوليو من كل عام، للثراث والثقافة المصرية، من أجل تعزيز الهوية الوطنية لأبناء الجيل الثانى والثالث من المصريين فى الخارج، وتوطيد علاقتهم بثراث وحضارة وطنهم الأم مصر.
كندا تدعم مصر فى حربها ضد الإرهاب.. ولدينا استراتيجية لمواجهة التغيرات المناخية