كرمت الجامعة الأمريكية، الدكتور مصطفى يوسف، الأستاذ بقسم علوم وهندسة الكمبيوتر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، لاختياره زميلًا للجمعية الدولية للحوسبة، وذلك لإسهاماته في مجال تقنيات تتبع المواقع. وهو أول عالم والوحيد الذي يتم اختياره زميلًا من الشرق الأوسط وإفريقيا من قبل الجمعية الدولية للحوسبة منذ انشائها وهي أكبر جمعية علمية وتعليمية للحوسبة في العالم.
وفقًا للجمعية، فإن درجة "زميل" هي درجة مرموقة مخصصة للـ1٪ الأفضل من أعضاء الجمعية لإنجازاتهم البارزة في مجال الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات أو الخدمة المتميزة لـلجمعية ومجتمع الحوسبة الأكبر.
وقال الدكتور مصطفي يوسف، "إنه لشرف ومسؤولية أن أحصل على زمالة الجمعية الدولية للحوسبة. أشعر بمسؤولية الاستمرار على المسار الصحيح، خاصة أن هذا التكريم يعد نادرا في منطقتنا. وأشارك فريق البحث الخاص بي مسؤولية الحفاظ على هذا المستوى الرفيع من العمل ومواصلة الإنجاز وكذلك الحفاظ على قيمة التقدير التي حصلنا عليها."
تضم اهتمامات يوسف البحثية شبكات الاستشعار اللاسلكية المتنقلة، والحوسبة المتنقلة، وتقنيات تحديد المواقع، والحوسبة المنتشرة في كل مكان (Pervasive Computing) وأمن الشبكات.
تابع يوسف: "نستخدم الأجهزة المحمولة لتقديم خدمات مبتكرة للأشخاص بناءً على نتائج أبحاثنا. أحد مجالات خبرتنا الرئيسية هي تتبع المواقع، والذي يحتوي على العديد من التطبيقات للمواقع الخارجية والداخلية." تتضمن تلك التطبيقات الملاحة الداخلية والخارجية، وتتبع الأصول /الممتلكات، والإعلانات الموجهة، والتحليلات الداخلية، وخدمات الطوارئ (العثور تلقائيًا على موقع الشخص الذي يتصل بخدمة الطوارئ من هاتفه المحمول) وتتبع العدوى المحتملة/الاختلاط لمن تعرض لـفيروس الكورونا.
يركز بحث يوسف على محدودية تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في تحديد المواقع الداخلية والخارجية. يقول: "على سبيل المثال، لا يعمل نظام تحديد المواقع العالمي بكفاءة في المدن ذات المباني العالية وداخل المباني والأنفاق حيث تٌحجب الإشارات. كما أن استخدام خدمات نظام تحديد المواقع العالمي يستهلك بطاريات الهواتف المحمولة." يعمل يوسف وفريقه على تقديم تقنيات مختلفة لتحديد المواقع الداخلية والخارجية التي لا يقوم بتغطيتها نظام تحديد المواقع العالمي، "مما يوفر دقة أفضل ويستهلك فقط عُشر طاقة الهاتف المحمول التي يستهلكها نظام تحديد المواقع العالمي." قام يوسف وفريقه البحثي بتطوير تقنية Dejavu والتي تقدم نظام تحديد للمواقع الخارجية بشكل دقيق وموفر للطاقة، وفازت بجائزة أفضل بحث في مؤتمر ACM SIGSpatial لعام 2013 المرموق.
ركز يوسف في أبحاثه الأولى على الاستفادة من إشارات ال WiFi لتحديد المواقع الداخلية كخدمة ذات قيمة مضافة لشبكات الWiFi. نتج عن هذا البحث تصميم وتنفيذ نظام حورس لتحديد المواقع المستند إلى شبكةWiFi ، والذي حصل على جائزة اختراع العام من جامعة ميريلاند في عام 2003.
وواصل يوسف استكشاف وسائل مبتكرة لمعالجة تحديد المواقع الداخلية. ومع فريقه البحثي، قدم نظام CrowdInside الذي يستخدم مستشعرات الهواتف الذكية لإنشاء مخططات المباني تلقائيًا.
ونظرا لتميز أبحاث يوسف وفريقه البحثي في أنظمة وتقنيات تتبع المواقع، حصلت أبحاثهم على تمويل من جهات فاعلة مختلفة في الصناعة مثل معامل أبحاث Microsoft، و معامل Intelوأبحاث Uber كما حصلت على العديد من جوائز أبحاث جوجل. ويقول يوسف: "رخصت عدة شركات كبرى ابتكاراتنا، بالإضافة إلى ذلك، تستخدم الشركات الناشئة في مصر والخليج والولايات المتحدة تقنياتنا كعنصر يميزها عن غيرها."
يعود شغف يوسف بالحوسبة إلى سنوات طفولته المبكرة، ففي الصف الرابع الابتدائي، منحه والده أول جهاز كمبيوتر. وفي الصف السادس، ابتكر أول لعبة كمبيوتر وباعها لشركة الكمبيوتر وحصل على جائزته الأولى: ثلاث ألعاب كمبيوتر جديدة.
وحصل يوسف على المركز الثالث على مستوى الجمهورية في اختبار الثانوية العامة وقرر دراسة هندسة الحاسب والنظم بجامعة الإسكندرية بدلاً من دراسة الطب. بعد حصوله على درجة الماجستير في هندسة الحاسب والنظم من جامعة الإسكندرية، سافر إلى الولايات المتحدة للحصول على الدكتوراه من جامعة ماريلاند.
بعد عودته إلى مصر عام 2007، أنشأ يوسف مركز الأبحاث اللاسلكية. منذ ذلك الحين حصل المركز على دعم بحثي بملايين الدولارات من وكالات تمويل محلية وإقليمية ودولية.
حصل يوسف لاحقًا على جائزة TWAS-AAS-Microsoft للعلماء الشباب لعام 2010، وجائزة الكوميسا للابتكار لعامي 2013 و2014، وجائزة الدولة المصرية للتفوق لعام 2017، والعديد من جوائز Google للأبحاث، بالإضافة للعديد من الجوائز الأخرى.
في عام 2019، تم تعيين يوسف زميلًا في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE) لمساهماته في تقنيات تتبع المواقع اللاسلكية.
تم إدراج يوسف أيضًا في قائمة جامعة ستانفورد الأمريكية لأفضل 2٪ من العلماء الذين يتم الاستشهاد بهم في مختلف التخصصات في جميع أنحاء العالم في 2021.
منذ عام 2015، تم تعيينه أستاذًا زائرًا في المعهد الوطني للمعلوماتية (NII) باليابان، وكان أيضًا باحثًا زائرًا منتظمًا في جوجل منذ عام 2016.
يعمل يوسف وفريقه البحثي الآن على موضوع من أهم الموضوعات في عالم الحوسبة حيث يجمع بين الحوسبة الكمية وتتبع المواقع ويأمل أن يزدهر هذا المجال البحثي في مصر خاصة مع الاهتمام المتزايد بهذا المجال في جميع أنحاء العالم. ويشيد يوسف بدور طلابه الهام في عمله البحثي، ويقول إن إنجازاته لم تكن لتتحقق لولا عملهم المتميز، والذي يقوم بالإشراف عليه. وأضاف قائلا: "أتمنى أن يحصل المزيد من طلاب المنطقة على درجة زميل من الجمعية الدولية للحوسبة في المستقبل وأن يستمروا في التأثير في العالم بإنجازاتهم."
قام يوسف بالإشراف خلال فصل الصيف على مجموعتين من طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة للتحضير لمسابقة مؤتمر ACM SIGSPATIAL لأبحاث الطلاب الجامعيين والتي أقيمت عبر الإنترنت في الصين هذا العام.
وفاز فريق الطالبتين إسراء فهمي وسماح حمدي بالمركز الثاني بينما فاز فريق الطالبين جوزيف بولس ومحمد حمدان بالمركز الثالث.