تسللت ذئاب الأعراض فى غفلة من الراعى لتنهش جسد البراءة وتنتهك الطفولة، هؤلاء الشياطين الماثلين فى صورة بشر وجدوا من الأطفال الأبرياء ضالتهم، فتلك الذئاب تغرس فى أجساد الأطفال أنياب الخسة والنذالة ويهتكون أعراض تلك الزهور البريئة من أجل إشباع رغبة متوحشة ترى فى الأطفال صيدًا سهل المنال، وفى التقرير التالى ترصد «البوابة نيوز» بعض وقائع التحرش بالأطفال التى حدثت فى الآونة الأخيرة وكذلك عرض العقوبة القانونية والجانب النفسى للمتحرش.
«السائق المتحرش فى الشيخ زايد»..
تعتبر تلك القضية هى أحدث وقائع التحرش بالأطفال عندما أقدم والد طفلة على تحرير محضر بقسم ثان الشيخ زايد أفاد فيه بأن الأهالى قاموا بضبط أحد الأشخاص لتحرشه بنجلته داخل مدخل عقار كائن بدائرة القسم بعد استغاثة الطفلة بهم، وبالانتقال والفحص وسؤال الشهود أفادوا بتجمعهم على صراخ طفلة واستغاثتها حال قيام المتهم بالتحرش بها بمدخل العقار، وبالكشف عن هوية المتهم تبين أنه يعمل سائقا بإحدى شركات التوصيل «له معلومات جنائية مسجلة» قضية آداب، وتم اقتياد المتهم إلى ديوان القسم.
«متحرش الطالبية»
وشهدت محافظة الجيزة، خلال الفترة الماضية، واقعة شهيرة عندما أقدم ترزى على التعدى على طفلة جنسيًا داخل مدخل عقار بمنطقة كفر طهرمس بدائرة قسم شرطة بولاق الدكرور، وجاء فى التحقيقات أن المتهم تحايل على الفتاة بأنه سيجلب لها بعض الحلوى والألعاب، الواقعة المعروفة إعلاميا بمتحرش الطالبية، والتى عاقبت فيها المتهم بالسجن المشدد 7 سنوات وتعويض مالى قدره 100 ألف جنيه.
«عامل الأسانسير»
أقدم والد إحدى الأطفال ببلاغ يتهم فيه عامل مدرسة بالمعادى بهتك عرض نجلته بدورة ميتك بالمدرسة، وبعدها ورد إلى النيابة العامة عدة بلاغات متلاحقة من أولياء أمور تتهم نفس العامل بهتك عرض بناتهن، على الفور أبلغت النيابة العامة خط نجدة الطفل وأفاد تقرير المجلس القومى للأمومة والطفولة بتعرض الطفلات الأربع للاعتداء وأنهن يُعانين من اضطرابات نفسية، وأشارت لحاجتهن للمتابعة الدورية وجلسات دعم نفسى وتعديل السلوك.
واستجوبت النيابة العامة المتهم فأنكر الاتهامات المنسوبة إليه، وعرضته على الطفلات فتعرف بعضهن عليه مؤكدات أنه القائم بالتعدى على مواطن عفتهن بدورة المياه بالمدرسة، وأمرت النيابة حبسه ٤ أيام على ذمة التحقيقات.
تحليل نفسى
ومن الجانب النفسى نوه الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، عن خطورة تعرض الأطفال للتحرش بأنه قد يصيبهم بأمراض نفسيه خطيرة مثل الاكتئاب والانعزال والجلوس فى الظلام واضطراب النوم وقلة الأكل، وقد تصل فى بعض الحالات الخطيرة إلى الانتحار.
وأشار إلى أن المتحرشين بالأطفال نوعان، الأول يكون لديهم اضطراب نفسى يبدأ ظهوره منذ سن مبكرة فى حياتهم تقريبا مع بداية فترة المراهقة، ويكون عندهم رغبة فى الأطفال سواء بالملامسة أو إقامة علاقة جنسية.
والثانى هو الشخص البالغ الذى يعانى من ضعف جنسى ويجد ضالته فى الأطفال بسبب شعوره بالدونية والخجل، مبينا أن المتحرش هو مجرم ومدرك لما يفعله تماما ويفعل جريمته وهو بكامل وعيه وعلى علم بخطورتها.
وأوضح الخبير النفسى ضرورة علاج الطفل المعتدى عليه بأن يخضع إلى جلسات علاج ومتابعة لمدة لا تقل عن ٣ أشهر.
العقوبات
وفى هذا السياق قال الخبير القانونى «أيمن محفوظ» إن التحرش بالأطفال بملامسة أجسادهم أو بأى صورة للحصول على منفعة جنسية دون الإيلاج الكامل يسمى هتك عرض، وتكون العقوبة طبقا لنص المادة 269 عقوبات، والتى تنص على أن كل من هتك عرض صبى أو صبية لم تبلغ سن كل منهما ثمانى عشرة سنة ميلادية كاملة بغير قوة أو تهديد يُعاقب بالسجن، وإذا كانت سنه لم تجاوز اثنتى عشرة سنة ميلادية كاملة أو كان من وقعت منه الجريمة ممن لهم سلطة على الطفل مثل السلطة الأبوية أو المدرس أو صاحب العمل تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات.
ولو تم استدراجه أو اختطافه فإن المتهم يواجه عقوبة نص المادة 290 عقوبات كل من خطف بالتحايل أو الإكراه أما إذا كان المخطوف طفلا أو أنثى، فتكون العقوبة السجن المؤبد.
ويحكم على فاعل جناية الخطف بالإعدام إذا اقترنت بها جناية مواقعة المخطوف أو هتك عرضه، كما يواجه عقوبة الفعل الفاضح المعاقب عليها بالحبس.
وأشار الخبير القانونى إلى أنه فى جميع الأحوال تنص المادة 116 من قانون الطفل على أن أى جريمة تقع على طفل فإن العقوبة تتضاعف، وهذا رغبة من المشرع ومؤسسات الدولة فى حماية الطفولة من أخطار المتحرشين.