الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

اليوم.. ذكرى ميلاد الشاعر والروائي أحمد باكثير.. صاحب «واإسلاماه»

علي أحمد باكثير
علي أحمد باكثير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحل اليوم ذكري ميلاد الشاعر والكاتب المسرحي والروائي المصري علي أحمد باكثير، الذي استقطب أدبه العديد من الباحثين الذين أخضعوه للدرس النقدي والمناهج المتعددة، التي أخرجت عشرات من الكتب القيمة والرسائل الأكاديمية، والبحوث العلمية الرصينة، التي تناولت تجاربه الأدبية في الر واية والمسرح والشعر، ولد في مثل هذا اليوم عام 1910م، بإندونسيا.
ظهرت مواهبه مبكراً فنظم الشعر وهو في الثالثة عشرة من عمره، وتولى التدريس في مدرسة النهضة العلمية وتولى إدارتها وهو دون العشرين، ترجم أثناء دراسته بالجامعة مسرحية "روميو وجولييت" لشكسبير بالشعر المرسل، وألف مسرحيته "إخناتون ونفرتيتي" بالشعر الحر، وأصبح رائدًا لهذا النوع من الأدب العربي، وتنوع إنتاجه الأدبي بين الرواية والمسرحية الشعرية والنثرية، وتعد من أشهر أعماله الروائية "واإسلاماه" : تعد واحدة من أهم الروايات التاريخية العربية، حيث يسرد فيها سيرة حياة السلطان "قطز" منذ ولادته حتى مماته وصراعه مع التتار والصليبين، وتعد هذه القصة تجلو صفحة رائعة من صفحات التاريخ المصري.
"الثائر الأحمر" : رواية تاريخية تروى أحداث حقبة من التاريخ الإسلامي، تقع بين (200-300) ه، حيث يروي قصة نشأة فرقة القرامطة الباطنية ومؤسسها حمدان القرمطي، وكيف ثار على الدولة العباسية التي كانت في حال جمود نسبي آنذاك،وكان الإقطاعيون مسيطرون على كثير من مقاليد الأمور، ويأتي في الرواية ذكر العديد من الوقائع ذات العلاقة مثل ثورة الزنج وفيها فض الغموض عن كثير من أحداث تلك الحقبة حيث أن تاريخ القرامطة مليء بالغموض، بالإضافة إلى أن قليل من وثقوا تلك الفترة من المؤرخين كانوا من كتاب بلاط الخلافة العباسية،وتناولت الرواية شخصيات عديدة أبرزها: "حمدان وعبدان وابن الحطيم والهصيم وحسين الأهوازي وصاحب الزنج"، والرواية على أربعة أجزاء (سماها الراوي أسفار)، ويبدأ كل "سفر" بآية قرآنية تضع عنوانا عريضا لمحتوى "السفر"،وتحاول تلك الرواية ان تجسد الحرب بين الشيوعية والرأسمالية، مبدأ العدل الشامل الذي اتخذه القرامطة، وسياسة الرأسمالية التي كان يتبعها الإقطاعيون أمثال ابن الحطيم، وقد اعتبر المستشرق المجري المسلم "عبد الكريم جرمانوس"، وتعد الثائر الأحمر واحدة من أخطر الروايات التاريخية في القرن العشرين وذلك لاستشرافها نهاية الشيوعية وفشل نظريتها في إسعاد الفقراء.
وألف العديد من المسرحيات الملحمية الشعرية والنثرية أشهرها" ملحمة عمر بن الخطاب ": وهي قصة شعرية عن حياة عمر بن الخطاب وتعد هذه الملحمة ثاني أطول عمل درامي في المسرح العالمي بعد مسرحية (الحكام) للكاتب الإنجليزي "توماس هاردي " التي كتبها في تسعة عشر جزءاً عن حروب نابليون.
صاغ بالكثير  مسرحيته الشعرية "همام في بلاد الأحقاف"  سنة 1933 أثناء إقامته في الطائف، متأثراً فيها بمسرحيات" أحمد شوقى" الشعرية، وقد نشرها باكثير فى المطبعة السلفية فى مصر بعد قدومه إليها قادما من المملكة العربية السعودية عام 1934 ثم أعادت مطبعة الصبان بعدن نشرها مع تغيير طفيف في عنوانها ليصبح "همام أو في بلاد الأحقاف".
وتناقش المسرحية أوضاعا اجتماعية وسياسية فى بلاد اليمن متمثلة فى مكان الأحداث "مدينة سيئون" والشخصيات المسرحية المختارة، وأيضًا الموضوعات التي ناقشتها مثل: تعليم المرأة، الاعتقاد بالقبور والأولياء والإيمان بهم، هجرة الأزواج والأبناء للخارج بحثًا عن المال وترك عائلاتهم لسنين طويلة، الزواج والحب والتقاليد المتبعة في تلك البلاد.

ومن أبيات المسرحية الشعرية:

أنا لا أعرف إرشادية

لا ولا رابطة أو جنبا

إنما أعرف إسلامية

تجمع الناس على عهد الصفا

تجعل الناس سواء لا ترى

فيهم ربّا ولا مستضعفا.
أما شعره فلم ينشر باكثير أي ديوان في حياته وتوفي وشعره إما مخطوط وإما متناثر في الصحف والمجلات التي كان ينشره فيها، وقد أصدر الدكتور محمد أبو بكر حميد عام 1987 ديوان باكثير الأول "أزهار الربى في أشعار الصبا" ويحوي القصائد التي نظمها باكثير في حضرموت قبل رحيله عنها ثم صدر مؤخراً عام 2008 ديوان باكثير الثاني "سحر عدن وفخر اليمن".
اتسمت أعمال باكثير الأدبية خاصة المسرحية بأنها تكاد تتنبأ بما سيحدث على مدى الأعوام القادمة على صعيد الأحداث التي تمر بالأمة العربية والإسلامية، فكان واحداً ممن حكوا عن "مأساة فلسطين" عام 1944 بملحمته المسرحية "شيلوك الجديد" التي أعقبها النكبة عام 1948 بقيام دولة إسرائيل، وتحدث باستفاضة عن القضية الفلسطينية وعن دولة إسرائيل وإرثها من قديم الأزل ما بين الماضي والحاضر والمستقبل في أعماله التي أرخت لهذا الموضوع "إله إسرائيل، التوراة الضائعة، شعب الله المختار، مسرح السياسة".
رحل عن عالمنا باكثير في مصر في غرة رمضان عام 1389 هـ، في 10 نوفمبر 1969 م، إثر أزمة قلبية حادة ودفن بمدافن الإمام الشافعي في مقبرة عائلة زوجته المصرية.