لا ينكر عاقل أن محافظات الصعيد عاشت عقودًا من الإهمال والتهميش، وهذا يعرفه أكثر وأكثر أهلنا فى الصعيد، الذين عانوا وتألموا منه وبسببه طويلا، وقد زرت عددًا من محافظات الصعيد، وتجولت فى عدد من القرى منذ سنوات مرت، وكنت أسأل نفسى سؤالًا: لماذا لا يتم الاهتمام بهؤلاء ووضعهم على خريطة التنمية؟، لماذا لا يجد الكثير منهم الوحدة الصحية التى تعالجهم، والمدرسة التى تعلم أبناءهم، والطريق الذى يعرفون من خلالها قضاء مصالحهم؟، لماذا يضطر المواطن فى محافظات الصعيد السفر إلى القاهرة من أجل إنها أوراق لا يجد سبيلًا لإنهائها فى محافظته؟، وأسئلة كثيرة غير ذلك كانت تثور فى الذهن دون إجابة من أحد.
أما الآن، فالواضح الجلى للجميع، أن محافظات الصعيد بلا استثناء وضعت على خريطة التنمية، وباتت فى قلب وعقل القيادة المصرية، فالمشروعات على كل شبر من أرض الصعيد، وصناع المجد فى كل محافظة من المحافظات الحبيبة على قلوبنا جميعًا، ويكفى أن تعرف أن ٣٧٤ مليار جنيه أنفقت كاستثمارات بالصعيد منذ تولى الرئيس السيسى.
هل تتخيل معى هذا الرقم الضخم، الذى ترجم لمشروعات فى محافظات الصعيد، ما بين طرق وكبارى، ومستشفيات، ومدارس، ومراكز ثقافية، وتبطين ترع لخدمة المزارعين هناك، وغير ذلك من المشروعات التى تهدف إلى تحسين جودة معيشة المواطنين، وتوفير الخدمات اللازمة، بشكل يليق بالمواطن المصرى فى الجمهورية الجديدة.
وإذا تحدثنا عن مبادرة حياة كريمة فى صعيد مصر، فستجد أن قرى الصعيد هى المستفيد الأول من مشروعات مبادرة حياة كريمة، تلك المبادرة الرئاسية التى تهدف فى المقام الأول إلى حدوث قفزة نوعية فى الأوضاع المعيشية لسكان الريف عموما، وفى الصعيد بوجه خاص، حيث يستفيد منها ٥٨٪ من سكان مصر، وتغطى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، وكذا البنية الأساسية والعمرانية، فى إطار رؤية تنموية متكاملة، علاوة على إنشاء مجمعات حرفية للاستفادة من المزايا النسبية للقرى، وتوفير قروض صغيرة ومتناهية الصغر لتوفير فرص عمل، وتعزيز قدرات ريادة الأعمال وتمكين الشباب والفتيات.
ولأن لغة الأرقام هى الأصدق، ولأنها لا تقبل التشكيك من هؤلاء الذين لا يجيدون إلا نشر الشائعات، وتكذيب وإنكار الإنجازات، دعونى أصحبكم فى جولة بالأرقام لنعرف جميعًا من خلالها ما يلى:
بلغ حجم الاستثمارات الحكومية الموجهة لمحافظات الصعيد خلال ٢٠٢١/٢٠٢٢ ٣٩ مليار جنيه.
كما بلغ نصيب محافظات الصعيد فى المرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة حتى مارس ٢٠٢٢، ٨.٥ مليار جنيه، وغير ذلك من الأرقام ومنها، ٩٤ ٪ من سكان قرى المرحلة الأولى لمبادرة حياة كريمة فى ٣٧٥ قرية فى محافظات الصعيد بعدد ٣٣٤ قرية، الصعيد استحوذ على ٩٦.٨٪ من جملة الاعتمادات المُنفذة فى المبادرة، ٩٧.٣ ٪ مشروعات الصرف الصحى، ٦٧.٦ ٪ لشبكات مياه الشرب المُضافة، ٩٠.٢ ٪ الوحدات الصحية، ٤٨.٨ ٪ من الفصول والمدارس التى تم إنشاؤها وتطويرها، ٨٥.٢ ٪ رصف ورفع كفاءة الطرق.
كل هذا وأكثر يحدث على أرض الصعيد، ولعل الأيام القادمة ستشهد المزيد والمزيد من الافتتاحات الرئاسية، التى ستضيف مشروعات جددة إلى سجل إنجازات مصر، وتؤكد للجميع أن الصعيد «مش منسي».