تحظى أضرحة ومقامات آل البيت في مصر باهتمام كبير من الرئيس عبدالفتاح السيسي، خاصة أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، حيث عقد الرئيس اجتماعًا لمتابعة أعمال تطوير وترميم المقامات والأضرحة، أمس الاثنين، ووجه بتطوير الأضرحة بشكل متكامل مع الخدمات والمرافق المحيطة بمواقعها والطرق والميادين والمداخل المؤدية لها.
وأعطى الرئيس، في يوليو الماضي، توجيهاته بضرورة ترميم وتجديد المقامات والأضرحة بشكل متكامل يشمل الصالات الداخلية بالمساجد وما بها من زخارف معمارية راقية وغنية، تماشيًا مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، وذلك جنبا إلى جنب مع تطوير كافة الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع.
وأعرب مصطفى زايد، الباحث والمختص في الشأن الصوفي، عن سعادته بقرار الرئيس السيسي بترميم مقامات أضرحة آل البيت وصيانة الميادين والخدمات والمرافق التابعة لها، مؤكدًا أنها خطوة منتظرة وعودة إلى نبع ديني عظيم وهو آل البيت الطيبين وصحابة رسول الله الأجلاء.
وقال "زايد" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن الأضرحة ظلت زمنًا طويلا لم يُمد لها يد الصيانة والتطوير، وكنا ننتظر ذلك، لأن الأضرحة والمقامات كالهواء بالنسبة للمتصوفة، وهي خطوة عاد فيها الرئيس إلى نبع ديني عظيم لدى المصريين، فنحن نستمد ديننا من القرآن الكريم والسنة النبوية وآل البيت والصحابة .
وأضاف أن الخطوة تعطي دعمًا وتشجيعًا للمتصوف كي يتحرك وينشر قيم التصوف السمحة بعدما يشعر بدعم الدولة له ووقوفها إلى جانبه، والكل يعرف أن التصوف يقع عليه عبء مقاومة الفكر المتطرف، لأنه المنج الذي لم يخرج منه متطرف واحد، وهو المسار الصحيح لجوهر الدين، وقد اتجهت له الأنظار بعد التجربة التي تأذى منها الجميع جراء سيطرة الجماعات المتطرفة.
وطالب "زايد" بإنشاء صندوق لصيانة أضرحة آل البيت ويقع إشرافه تحت رئاسة الجمهورية، لتستمر صيانة مساجد ومقامات آل البيت، لأن مصر ليس بها سيدنا الحسين والسيدة نفيسة فقط بل هي مليئة بالأضرحة في كافة المحافظات، منها جبانة أسوان التي تضم قبور 300 صحابي شهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغيرها، وتحمل المتصوفة على عاتقهم صيانة مثل هذه الأضرحة، لكن مع إنشاء صندوق سوف ينظم دعم الصوفية ودعم الدولة لضمان استمرارية صيانة أضرحة آل البيت.
يشار إلى أن المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أشاد بقرار الرئيس السيسي، موجها له الشكر على اهتمامه بترميم وتطوير الأضرحة والمقامات.
وجاء في بيان عن المشيخة العامة للطرق الصوفية، أن المشيخة حريصة على تجديد وتطوير مقامات آل البيت وأن اهتمام المشيخة يتوافق مع توجيهات الرئيس السيسي، بالاهتمام بمساجد آل البيت وأضرحة الأولياء الصالحين فى إطار مشروعات متكاملة بالإضافة تطوير الميادين والشوارع المؤدية إلى تلك المساجد من خلال بنية تحتية.
وأشاد الدكتور عبدالهادى القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية بتوقيع بروتوكول مؤسسة "مساجد" والمعنية بتطوير مساجد آل البيت، ضمن وفد رفيع المستوى من المشيخة العامة للطرق الصوفية حيث تم توقيع البروتوكول بين مؤسسة مساجد والمشيخة العامة للطرق الصوفية ووزارة الأوقاف ونقابة الأشراف حيث تساهم مؤسسة مساجد للتطوير بمبلغ 150 مليون جنيه مبدئيا في عملية التطوير والتي ستشمل كل أرجاء مسجد مولانا الإمام الحسين من أرضيات وحوائط وأسقف، كذلك معالجة الأساسات والتربة المحيطة بالمسجد بالإضافة إلى تحديث كل الأنظمة من الكهرباء والمياه والصرف والتكييف وأنظمة المراقبة بالكاميرات وأنظمة الإنذار ومكافحة الحريق وتزويد المسجد داخليا وخارجيا بأحدث أنظمة الصوت.
كما أن مؤسسة مساجد ستكون مسؤولة عن التشغيل والصيانة والنظافة بمسجد مولانا الإمام الحسين بعد انتهاء أعمال التطوير وذلك باستخدام الأساليب الحديثة والمتقدمة في التحكم في أنظمة ومرافق المسجد والوصول إلى أعلى معدلات الحفاظ على معدلات التشغيل داخله، وكذلك تطبيق أعلى معايير النظافة المعمول بها عالميًا والتي تساهم في الحد من انتشار الأوبئة والأمراض وتحافظ على الصحة العامة.