تحل اليوم الثلاثاء ذكرى ميلاد الكاتب المسرحي علي أحمد باكثير الذي ألَف أكثر من ستين قصة ورواية، بين مسرحية شعرية ونثرية تناولت التراجيديا، والكوميديا ، وقد اتسمت أعماله بالتنبؤ بما سيحدث بالمستقبل .
كتب باكثر الكثير من الأعمال الروائية والمسرحية ومن ضمن أعماله كتابه الذي جاء تحت عنوان " فن المسرحية من خلال تجاربي الشخصية "
ذكر باكثير في بداية تقديمه لهذا الكتاب انه كان يود الاعتذار عن كتابة هذا العمل لأنه يرى نفسه رجل متمرسا بكتابة المسرحيات وليس بناقد الى ان اقنعه رئيس المعهد العربي ان العبرة من هذا العمل هو سرد تجاربه في كتابة المسرحيات .
قال الكاتب علي أحمد باكثير في هذا الكتاب : إن النثر هو اللغة الطبيعية للمسرحية ، والشعر لا ينبغي له ان يكتب به إلا إذا كانت المسرحية غنائية يراد ان تغنى أو تُلحن ، وقد قام بتجربة من هذا النوع في مسرحيته " قصر الهودج" التي كتبها بعد مسرحيته " إخناتون ونفرتيتي" بعد سنوات .
حرص باكثير من خلال هذه المسرحية أن يجعل نظمها موسيقية ما أمكن لتكون صالحة للتلحين والغناء ، ولم يقيد نفسه ببحر واحد بل استعمل مختلف البحور وذلك حسبما يقتضي المقام مراعيا مطابقتها لحالات التعبير المختلفة ومتحاشيا إطراد البحر الواحد والقافية الواحدة ما أمكن حتى لا تكون المسرحية مجموعة من القصائد مضموما بعضها إلى بعض ، كما حرص على التنويع في القوافي ليكون ذلك أبلغ في التنغيم والموسيقى .
بيَن باكثير أنه ينبغي أن يكون واضحا أننا نقصد بالشعر في المسرحية هو الكلام المنظوم ، أما الشعر بمعناه الواسع الشعر غير المقيد بالنظم فهو صالح للمسرحية إذا اقتضى الحال في بعض المواقف أن يرتفع التعبير إلى هذه المرتبة ، وهذا دليل آخر على إمكان استغناء المسرحية عن النظم في كل حال ، لأن الكاتب المسرحي يستطيع أن يتبع أسلوب الشعر كلما احتاج إلى ذلك دون الحاجة إلى نظم .
وتبع باكثير : لا ريب أن للموضوع دخلا في اختيار لغة المسرحية فلا مجال للغة الشعرية في كتابة الموضوعات الاجتماعية والسياسية وإنما مجالها في الموضوعات التي تعالج المشكلات الكبرى في الوجود والتي تتجاوز حدود الواقع المادي والنفسي وتتطلع إلى آفاق المجهول أو تضرب في سراديب اللاشعور ، وتقف اللغة العادية عاجزة عن التعبير عن تلك المعارض الحافلة بالصور المتذبذبة والأخيلة الرفافة فلا تنفع فيها غير لغة الشعر ولا يتعين في الشعر ان يكون نظما ما ذكرنا من قبل، بل من الممكن أن يكون نثرا لكن المهم أن يحتوي على جوهر الشعر والخاصية الأصلية فيه.
ذكر باكثير في هذا الصدد أيضا أن اللغة الشعرية التي نراها في أعمال شكسبير ليس مأتاها من أنه اتّخذ أسلوب النظم فإنه لو لم يتقيد بالنظم لبقيت له لغته الشعرية وسبحاتها العلوية كما هي ، وما كان إيثاره النظم على النثر إلا جريا على العادة المتبعة في عصره من التزام النظم في المسرح أسوة بالمسرح القديم عند اليونان والرومان.
ثقافة
في ذكرى ميلاده.. تعرف على الأسلوب الأمثل لكتابة المسرحية عند باكثير
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق