تحذيرات متتالية على متسوى العالم من المتحور الجديد لفيروس «كورونا» المستجد «أوميكرون»، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية أنه هناك أدلة متسقة على أن المتحور الجديد ينتشر أسرع بكثير من المتحور دلتا، ومن المرجح أن يصيب الذين تم تطعيمهم أو تعافوا من كوفيد 19.
وأوضح «تيدروس أدهانوم غيبريسوس» مدير منظمة الصحة العالمية، أنه من الأفضل إلغاء الفعاليات الآن والاحتفال في وقت لاحق بدلًا من الاحتفال الآن والحزن لاحقًا"، وأوصى العائلات والأشخاص الذين يرغبون في قضاء بعض الوقت معا خلال موسم الأعياد بأن «حدثا يتم الغاؤه أفضل من خسارة إحدى الأرواح».
وعبر مدير المنظمة، عن أمله أن يكون 2022 عام نهاية وباء كورونا، مطالبًا بعدالة توزيع اللقاحات مع الدول المحرومة، مضيفًا أن العام المقبل تلتزم منظمة الصحة العالمية بذل كل ما في وسعها للقضاء على الوباء، مكررًا دعوته إلى تحسين فرص الحصول على اللقاحات في البلدان المحرومة، قائلًا: «إذا أردنا إنهاء الوباء في العام المقبل، يجب أن ننهي عدم المساواة (في اللقاحات) عبر ضمان تطعيم 70% من السكان في كل بلد بحلول منتصف العام المقبل».
وأكد، أن منظمة الصحة العالمية لا تعارض الجرعات المعززة، لكنه شدد على وجوب حصرها في الأشخاص المعرضين للخطر أو الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما، ونصح البلدان التي تقدم جرعات معززة للبالغين أو الأطفال الذين يتمتعون بصحة جيدة على أن تشارك تلك الجرعات مع دول أخرى مع إقناع الأشخاص غير الملقحين بالإقبال على التطعيم.
قيود على دول العالم
شددت دول مثل «فرنسا وألمانيا»، القيود التي تستهدف الحد من فيروس «كورونا» المستجد، وفرض المزيد من القيود على السفر للسيطرة على السلالة الجديدة، كما أعلنت هولندا فرض حالة الإغلاق أثناء فترة الاحتفال بعيد الميلاد ورأس السنة، كما حذر «أنتوني فاوتشي» كبير مستشاري الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، من إمكانية زيادة معدل الإصابة بأوميكرون بسبب السفر أثناء عطلات الكريسماس حتى بين من تلقوا تحصينا كاملا باللقاحات المضادة للفيروس.
أوصى مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة ووزارة الخارجية الأمريكية بعدم السفر إلى 8 دول، من بينها إسبانيا، وفنلندا، وتشاد، ولبنان، موضحًا أن 73% من الإصابات بفيروس كورونا كانت من سلالة أوميكرون.
حالات أوميكرون في مصر
أعلنت وزارة الصحة والسكان، الجمعة الماضية، ظهور ثلاث حالات إيجابية للمتحور أوميكرون، ضمن 26 حالة مصابة بفيروس كورونا تم اكتشافها عن طريق نقاط الفرز والحجر الصحي بمطار القاهرة الدولي، وجرى عزلهم بمستشفيات العزل واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للمخالطين، مؤكدة أنه طبقا لنظام الترصد فإن هناك حالتين لا تعانيان من أي أعراض، والحالة الثالثة تعاني من أعراض إصابة خفيفة، وتخضع الثلاث حالات للعزل والمتابعة من الفريق الطبي، وتم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للمخالطين، ولم تسفر جهود الترصد والمتابعة عن اكتشاف أي إصابة أخرى بالمتحور أوميكرون في أي من المطارات أو الموانئ.
وبدوره، يقول الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن المتحور الجديد من فيروس كورونا المستجد «أوميكرون» ينتشر بسرعة كبيرة،، يحتوى على عدد مرتفع جدًا من الطفرات، فهناك ٥٠ طفرة إجمالية أكثر من ٣٢ بينها طرأت على البروتين الشوكي الذي يحيط بالفيروس، وهو الجزء الذي تستهدفه معظم اللقاحات والمفتاح الذي يستخدمه الفيروس للوصول إلى خلايا الجسم، ويساعد الفيروس على غزو خلايا الجسم عن طريق المستقبلات الخلوية التى تعلو خلايا الجهاز التنفسى.
ويواصل بدران، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن أوميكرون سريع الانتشار وشديد العدوى وتتزايد حالات الإصابة به في أوروبا خاصةً غير المطعمين بلقاحات كورونا، مشددًا على ضرورة ارتداء الكمامات في أماكن التجمعات المزدحمة ووسائل المواصلات، وتنظيف الأيدي باستمرار، وتطهير الأشياء التي يتم استخدامها، ومنع المصافحات والقبلات والعناق، مطالبًا بضرورة تعزيز المناعة والإكثار من شرب المياه والتغذية السليمة، والحرص على تلقي اللقاح المتوفر خاصةً لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، حيث تسعى الدولة بكافة السبل لضمان الوضع الصحي المصري من خلال فحص منافذ الدخول للبلاد وترقب الحجز الصحي والتأكد من خلو السائحين من أي سلاسة من سلالات الفيروس.
كما شدد الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية والحرص على تلقي لقاح ضد فيروس كورونا المتسجد، لأنها ذات جدوى وفعالية، موضحًا أن اللقاحات التي يتم توفيرها للمواطنين تعمل على تخفيف حدة أعراض الإصابة بالمرض، ولا تتطلب من الشخص المصاب الدخول إلى المستشفيات، حيث توفر الدولة المصرية اللقاحات للمواطنين على مستوى الجمهورية.
ويتابع عز العرب، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن المتحور الجديد أوميكرون ينتشر بسرعة بما أجبر بعض الدول على اتخاذ قرارات الغلق وعدم إقامة الاحتفالات هذا العام، مطالبًا بزيادة الوعي بأهمية اللقاحات، مؤكدًا أن اللقاحات ضد فيروس «كورونا» المستجد ذات جدوى وفعالية في التصدي لمتحور دلتا المنتشر فهو الثابت في الوقت الراهن، فإن الدولة المصرية تستهدف تطعيم 40 مليون مصري بنهاية العام الجاري، وتتعدى الجرعات المتوفرة نحو 500 ألف جرعة يوميًا، فمن المستهدف تطعيم نحو 35% من الشعب المصري.