استضاف مركز التحرير الثقافي، بالمبنى التاريخي للجامعة الأمريكية بالتحرير، عرض فيلم وثائقي بعنوان "It Takes a Village"/بداية الخيط"، للمخرجة الشابة ريم أسامة، والذي تم إنجازه بدعم من السفارة الأمريكية بالقاهرة، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بالشراكة مع منظمة اليونسف.
الفيلم، الذي جاء ضمن أنشطة فعاليات الـ 16 يومًا من النشاط ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي في ديسمبر الجاري، ضمن الاحتفالات باليوم العالمي لحقوق الإنسان، والذي يوافق العاشر من ديسمبر كل عام. وتم عرضه لأول مرة ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي.
يُقدم الفيلم، قصص لثلاث فتيات مصريات من أعمار مختلفة، وهن أسماء وعلاء ونورا، وأعمارهن تترواح من الطفولة إلى نهاية المراهقة، وتحلم كل منهن بأن تكون من صانعات التغيير في مجتمعاتهن. كذلك يضم آراء ونقاش مع بعض الشباب والأهالي، ضمن مبادرة تدعو إلى الحماية وتمكين الفتيات.
السفير الأمريكي: يجب رفع مكانة النساء والفتيات
خلال كلمته، أعرب السفير الأمريكي في مصر جوناثان كوهين، عن أهمية "زيادة الاستثمار في المشروعات الداعمة لحقوق وفرص النساء والفتيات وتمكينهم في المجتمع. نحن هنا لتسليط الضوء السينمائي على هذه الحاجة"، مُقدمّا الشكر للمخرجة ريم أسامة على "تحقيق رؤيتها في الحياة". وأعرب كذلك عن شكره لـ "شركائنا في الحكومة المصرية على دعمهم للإمكانات الاقتصادية للمرأة هنا في مصر".
ولفت السفير الأمريكي إلى تقدير بلاده أهمية دعم اليونسف لمثل هذا الفيلم الذي "يدعو المشاهدين، وخاصة الشباب والمراهقين في صعيد مصر، للتفكير بشكل نقدي في الدور الذي تلعبه الفتيات في أسرهن وفي المجتمع وفي الاقتصاد".
وأضاف: "كما قال الرئيس بايدن، إن رفع مكانة النساء والفتيات على مستوى العالم هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله. إنها مسألة عدالة وإنصاف ولياقة، وستؤدي إلى عالم أفضل وأكثر أمانًا وازدهارًا". مُشيرًا إلى أن الحكومة الأمريكية "ملتزمة بالعمل مع مصر لتعزيز إمكانات المرأة من خلال البرمجة في مجالات الصحة والتعليم والحوكمة والنمو الاقتصادي".
وأكد كوهين أنه "بصفتي أبًا لابنتين، فإنني أقدر هذه المبادرات شخصيًا ومهنيًا. يجب علينا دعم الشابات والفتيات بكل طريقة ممكنة. فمستقبلنا يعتمد عليهم". ولفت إلى أن السفارة الأمريكية، من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ساهمت بأكثر من 15 مليون دولار لدعم جهود مصر لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات "وبالتعاون مع اليونسف، قمنا بتحسين العمليات والخدمات التي تقدمها 36 لجنة لحماية الطفل في 4 محافظات.
وتابع: "بالعودة إلى شهر سبتمبر، احتفلنا بإنجازات" مدن آمنة خالية من العنف ضد النساء والفتيات ". من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، قمنا بتنفيذ هذا النشاط الذي تبلغ قيمته 8 ملايين دولار لمكافحة التحرش الجنسي، وتعزيز الإصلاحات، وتحسين آليات الدعم للناجيات من العنف ضد المرأة".
أضاف السفير الأمريكي في مصر أنهم وصلوا إلى 60 مليون مصري من خلال حملات توعية، ودربوا 3000 مسؤول عن إنفاذ القانون ومقدمي الرعاية الصحية والأخصائيين الاجتماعيين لتقديم خدمات أفضل لضحايا العنف من النساء، وتحديث أربعة ملاجئ نسائية لاستيعاب المزيد من الناجيات من العنف المنزلي. لافتًا إلى أنهم يريدون الاستمرار في المساهمة في مثل هذا العمل "لأنه أمر حيوي".
منصة "دوِّي"
ويُعرض الفيلم الوثائقي حاليًا على "دوِّي"، وهي منصة رقمية تمولها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة والشراكة مع المجلس القومي للمرأة. وهي مبادرة وطنية لتمكين الفتيات. وتهدف لخلق مجتمع من الأشخاص والمؤسسات التي تدعم الفتيات لتحقيق إمكاناتهن الكاملة، وتغيير الطريقة التي يرى بها المجتمع الفتيات ويتحدثن عنهن.
وصلت منصة "دوِّي" الرقمية إلى 30 مليون متابع على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منذ إنشائها في أبريل 2019. وتُعّد جزء من أنشطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الأوسع نطاقًا لتمكين الفتيات المراهقات في مصر، وتعزيز السياسات والأطر القانونية لمساعدة الفتيات المعرضات لخطر ختان الإناث، وإشراك المجتمع المدني والحكومات المحلية في أسيوط وأسوان وقنا وسوهاج لتحسين وتوسيع خدمات حماية الطفل.
أمّا فعاليات "مدن آمنة خالية من العنف ضد النساء والفتيات" الممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بقيمة 8 ملايين دولار، فقد انطلقت في أكتوبر 2013 وتم تنفيذها بالشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعي والمجلس القومي للمرأة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة. حيث عززت المدن الآمنة قدرة المؤسسات العامة ومنظمات خدمة المجتمع على تقديم خدمات الناجين، بما في ذلك الملاجئ ومقدمي خدمات الاتصال الأول والخدمات المجتمعية لإعادة التأهيل والصحة والدعم القانوني للناجين وأسرهم.
مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية: ليس مجرد واجب أخلاقي ولكنه أيضًا ضرورة اقتصادية
أعربت مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، ليزلي ريد، عن سعادتها بأن أتيحت لها الفرصة لمقابلة بطلات الفيلم، أسماء وعلا ونورا، في العرض الأول للفيلم بمهرجان الجونة السينمائي. ووصفتهن بأنهن "فتيات مثيرات للإعجاب".
وقالت في تصريح خاص لـ "البوابة نيوز": فخورة بأن الولايات المتحدة تدعم جهودًا مثل مبادرة "دوِّي" مع اليونسف، كما أننا ندعم جهود الحكومة المصرية لتمكين النساء وإتاحة الفرص لهن. إنه لأمر رائع أن نرى كل هذه الجهود تؤتي ثمارها وأن هؤلاء الفتيات أخيرًا يحققن أحلامهن".
وأوضحت ريد أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لديها مجموعة واسعة من البرامج التي تهدف إلى تمكين المرأة، والتي تتراوح من برامج المنح الدراسية إلى المتسربين من التعليم، بالإضافة إلى تطوير هيئات التدريس في المراكز والجامعات.
وأضافت: "هذا ليس مجرد واجب أخلاقي ولكنه أيضًا ضرورة اقتصادية، لكي ينمو الاقتصاد المصري بالوتيرة التي يحتاجها، وعلينا أن نرى مشاركة النساء وأن يتمتع الجميع بفرص متساوية. عندما ننظر إلى فتيات مثل أسماء ونورا وعلا. علينا أن نسأل أنفسنا لماذا لا نتعامل مع هذا الأمر بجدية أكبر ولماذا لم نفعل ذلك. يجب علينا إحراز المزيد من التقدم في هذا الشأن. مسؤوليتنا أن نتأكد من أن هؤلاء الفتيات لا يتعرضن لأية ممارسات ضارة".
ممثلة الأمم المتحدة للنساء: يمكن استخدام الفيلم بطرق متعددة
وأوضحت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، كريستين أراب. أن هيئة اليونسف قامت بعدد من الفعاليات على مستوى المجتمع المصري كانت مهمة حقًا "كانت هناك فعاليات في الإسكندرية وصعيد مصر. كما قام المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة بعمل عدد لا يحصى من الفعاليات، وكان أحد الأشياء الرئيسية التي حاولناها ما يجب فعله هو عدم النظر إلى العنف فقط، بل النظر إلى كيفية ارتباط كل شيء".
وأضافت لـ "البوابة نيوز": النساء والفتيات دائما ما يقولن إنهن بحاجة إلى وظيفة جيدة، ويسألن أنفسهن لماذا لا يمكنني الحصول على وظيفة جيدة؟ كان عليَّ أن أعتني بالأطفال في المنزل، فلماذا لا يساعدني أحد في المنزل؟
وأكدت ممثلة الأمم المتحدة للمرأة أن فيلم مثل "بداية الخيط" يُمكن استخدامه بطرق متعددة في القرى لبدء محادثة "هذا ما نحاول القيام به، تقول النساء في القرية إنني أفعل هذه الأشياء لأنني أرى أنها ستساعد ابنتي، فأنا أفعل هذه الأشياء لأرى ابنتي آمنة، لذلك فهو أمر مثير للتساؤل وهذا شيء ممتاز. وعندما نتحدث إلى الشباب كأفراد يكون لديهم مخاوف جدية، يقولون لماذا تتحدثون فقط عن الفتيات، ولماذا لا ليس هناك حديث عن الأولاد، فنحن لدينا احتياجات أيضًا".
وأوضحت: "هم ليسوا ضد الفتيات. لكنهم يريدون أن تسمع أصواتهم أيضًا، إنه مهم لأن الكثير من الأشياء السلبية التي حدثت تأتي من عدم الاستماع".