تدخل دولة الإمارات العربية المتحدة مرحلة جديدة ومهمة من الرعاية الصحية للمرأة، مدفوعة بتعزيز الوعي والانفتاح حول مواضيع صحة المرأة، وتغيير المفاهيم حول قضايا صحة المرأة، وإمكانية الاستفادة من الفرص المتاحة للشركات في السوق المحلية، وزيادة الطلب على منتجات وخدمات الصحة الإنجابية، والاهتمام المتزايد من المستثمرين في قطاع التكنولوجيا الأنثوية، والجهود الحكومية الداعمة، وعدد مشاريع التكنولوجيا الأنثوية المقرر إطلاقها في عام 2022 وما بعد، وذلك وفقًا لأحدث تقرير حول قطاع التكنولوجيا الأنثوية العالمي لعام 2021 الصادر عن وكالة "تحليلات التكنولوجيا الأنثوية".
وفقًا للتقرير، تواصل الولايات المتحدة هيمنتها على سوق التكنولوجيا الأنثوية باحتوائها على أكثر من 50% من شركات التكنولوجيا الأنثوية على مستوى العالم، تليها أوروبا (25%) وآسيا (9%).
وتحظى كل من المملكة المتحدة وإسرائيل بأكبر عدد من شركات التكنولوجيا الأنثوية في منطقتهما، بنسبة 10% و6% من إجمالي عدد الشركات على التوالي، في حين أن الهند تتخذ مركز الصدارة بلا منازع في السوق الآسيوية.
ولا تزال الولايات المتحدة تتصدر حجم الاستثمارات بالتكنولوجيا الأنثوية مع أكثر من 10 مليارات دولار تم ضخها في شركات مقرها الولايات المتحدة، وتليها إسرائيل بحجم استثمارات يبلغ 1.25 مليار دولار، والمملكة المتحدة بحجم استثمارات يبلغ 611 مليون دولار، وسويسرا بحجم استثمارات يبلغ 398 مليون دولار ويتواجد 65% من المستثمرين بالتكنولوجيا الأنثوية في الولايات المتحدة، و7% في المملكة المتحدة، و3% في كندا وسويسرا، وتستضيف الولايات المتحدة أيضًا أكبر عدد من شبكات التكنولوجيا الأنثوية وبرامج تسريع الأعمال بنسبة 32% من الحصة العالمية، تليها المملكة المتحدة وسويسرا بنسبة 23% و 14% على التوالي.
وتعليقًا على نتائج التقرير، قالت كايت باتز، مديرة وكالة "تحليلات التكنولوجيا الأنثوية": على مدى السنوات القليلة الماضية، شهدنا ارتفاعًا حادًا في حلول التكنولوجيا الأنثوية نتيجة انتشار تقنيات مبتكرة واعتماد نماذج أعمال جديدة، مما أدى إلى تغيير طريقة وصول الإناث إلى مرافق وخدمات الرعاية الصحية وتعمل العديد من الدول على تطوير استراتيجياتها الخاصة بالتكنولوجيا الأنثوية بما يتماشى مع سياساتها في مجال تمكين المرأة، ومن المتوقع أن ينمو سوق التكنولوجيا الأنثوية بشكل ملحوظ في السنوات القليلة المقبلة، إذ توفر دراستنا رؤى قيمة حول هذا السوق تخدم جميع أصحاب المصلحة.
وتتمتع الإمارات بمكانة بارزة تمكنها من تحقيق نمو هائل في صناعة التكنولوجيا الأنثوية نظراً لمجموعة الشركات الناشئة التي تقدم حالياً المنتجات النسائية والأدوات التعليمية، فضلاً عن العديد من الشركات الأخرى المتوقع ظهورها خلال السنوات القليلة المقبلة.
وتمثل منصات التجارة الإلكترونية التي تركز على الرعاية الصحية للمرأة محركًا رئيسيًا لقطاع التكنولوجيا الأنثوية في الإمارات وتشمل المنصات الرقمية في القطاع الفرعي "الحمل والتمريض" منتجات استهلاكية للحوامل والأمهات الجدد والأطفال للاستمتاع برحلة الأمومة.
وأضافت كايت: أكثر من ثلث شركات المنطقة للتكنولوجيا الأنثوية تتواجد في دولة الإمارات، حيث يعتبر الابتكار وتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين من الأمور ذات الأولوية الوطنية وتقوم دول مثل الإمارات بلعب دور ريادي وكسر الحواجز المحيطة بصحة المرأة تدريجياً، وذلك بفضل ثقافة الانفتاح والمستويات العالية من الوعي الصحي والبراعة التقنية للحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ونتيجة لذلك أصبح المجتمع ككل أكثر فأكثر تقبلاً للانخراط في محادثات حول هذه الموضوعات واحتضان التغيير الإيجابي لدعم قطاع التكنولوجيا الأنثوية.
استنادًا إلى تحاليل حول أكثر من 1300 شركة في مجال التكنولوجيا الأنثوية و1290 مستثمر و14 مركز للبحوث والتطوير و22 منظمة اجتماعية في أرجاء العالم، يعرض تقرير قطاع التكنولوجيا الأنثوية العالمي لعام 2021 اتجاهات السوق والابتكارات وفرص النمو وآفاق الاستثمار بهذا القطاع سريع النمو ويتضمن التقرير أيضًا مقابلات مع أبرز القادة في مجال التكنولوجيا الإنثوية، وقائمة بأكبر 150 شخصية مؤثرة في هذا المجال، ومجموعة من دراسات الحالة تضم شركات بارزة ضمن القطاع.
وفقًا للتقرير، بلغ إجمالي القيمة السوقية لـ 28 شركة عالمية للتكنولوجيا الأنثوية المدرجة بسوق الأسهم ما يقارب 70 مليار دولار اعتبارًا من ديسمبر 2021، ويعد الحمل والتمريض أكبر القطاعات الفرعية التي استحوذت على 68% من إجمالي حجم السوق.
ومع ذلك، لا يزال مستوى الاستثمارات بالتكنولوجيا الأنثوية منخفضًا، كما أوضح استطلاع التكنولوجيا الأنثوية العالمي لعام 2021 الصادر عن وكالة "تحليلات التكنولوجيا الأنثوية" في أكتوبر 2021.