الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر.. أرض الكنانة ومهد الحضارات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مصر هذا البلد العظيم المتفرد الذى رسخت فيه الأصول الطيبة واتسم أهله بصفات الشعوب المرتبطة بأرضها المحبة لتراثها وترابها وعلي مر العصور لم يستطع غازٍ أن يغزو بثقافته أو بتقاليده، أو ينزع عن أهله خصوصيتهم وتميزهم فكانت مصر دائمًا وستظل هي حائط الصد الذى تنهار عنده أحلام وأوهام الطامعين، فمصر هى مهد حضارات متتالية فقد ذكرت مصر بأسمها الصريح في القرآن والأنجيل والتوراة، تاريخ مصر هو تاريخ الحضارة الانسانية حيث أبدع الإنسان المصرى وقدم حضارة عريقة سبقت حضارات شعوب العالم، حضارة رائدة في ابتكاراتها وعمائرها وفنونها حيث أذهلت العالم والعلماء بفكرها وعلمها فهي حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصرى وتركت في عقله ووجدانه بصماتها لقد كانت مصر اول دولة في العالم القديم عرفت مبادىء الكتابة وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، وكان المصريون القدماء حريصين على تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث التى صنعوها وعاشوها وبهذه الخطوة الحضارية العظيمة انتقلت مصر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة في العالم لها تاريخ مكتوب، ولها نظم ثابتة ولذلك اعتبرت بكافة المعايير أمًا للحضارات الإنسانية.
لقد تتابعت على أرض مصر حضارات متعددة فكانت مصر مهدًا للحضارة الفرعونية، وحاضنة للحضارة الإغريقية والرومانية ومنارة للحضارة القبطية، وحامية للحضارة الأسلامية، لقد اتسم شعب مصر على طول التاريخ بالحب والتسامح والود والكرم الذى تميز به هذا الشعب حيث امتزج أبناء مصر دائمًا معًا، مصر هى مهد حضارات متتالية كما أنها همزة الوصل بين الماضي والحاضر، فلقد ظلت مصر في اوقات قوتها ولحظات ضعفها محافظة علي شخصيتها القومية الفريدة التى تكونت من مقوماتها الذاتية وتفاعلها الحضارى مع غيرها من الحضارات. 
من يقرأ تاريخ مصر يرى عجبًا ويقف على حقيقة تقدم الأمم وصناعة الحضارات ويعرف أن المصريين جزء من عبقرية مصر، لأن الرجال والنساء في مصر هم الذين صنعوا هذه الحضارة وفضلهم ليس علي مصر وحدها ولكن علي العرب جميعًا، مصر هى مكان أكثر منها شعب وإنسان هى بؤرة الجاذبية الكونية التى كانت تهوى اليها قلوب وعقول النابغين والمتميزين من العلماء والأدباء والفنانون والتجار والصناع، لم يبق شعب من شعوب الأرض إلا وامتزج بها وذاب جزء منه في المصريين.
أصبح حب مصر أمرًا فطريًا لدى كل عربي ولم يأت هذا الأمر من فراغ فهى ولادة الرجال حيث أنجبت العديد من رجال الثورة الذين تغنى بهم التاريخ كسعد زغلول وأحمد عرابى الذى قاد ثورة ضد الخديوى توفيق كما احتضنت عملاقة الغناء العربي ككوكب الشرق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ولفيفًا من أهل الطرب والفن كالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب والموسيقار عمار الشريعي، والعديد من نجوم العلوم والفكر الذين خرجوا منها: كالعالم أحمد زويل وعالم الفلك فاروق الباز والدكتور مجدى يعقوب ،و الدكتورة سميرة موسى.
مصر هى أم الحضارات وأم الدنيا وبلد الأهرامات هي ألقاب كثيرة أطلقها الناس فى العالم والوطن العربى فهى بلد الجمال والأصالة والمعاصرة وأهلها أهل الرحمة والمودة الذين قال عنهم سيد الخلق أنهم في رباط إلي يوم الدين، أهل الكرم والضيافة للقريب والغريب وملجأ جميع العرب فهى الأخت الكبرى والداعم الرحيم بأخوات العروبة، مصر هى منارة الشرق وخير الأوطان ومهد الحضارات.