كان يوم السبت الموافق ١١ ديسمبر سنة ٢٠٢١، يومًا استثنائيا في تاريخ الجامعة البريطانية في مصر (BUE)، حيث تم تنصيب الرئيس الخامس للجامعة الأستاذ الدكتور محمد لطيف. كان الحدث عظيمًا من حيث الإعداد، مبهرًا من حيث الإخراج، واستثنائيًا من حيث قيمة وقامة الحضور من كبار الشخصيات العلمية والسياسية، ومندوبين عن الحكومة في كل من مصر والمملكة المتحدة.
هذه ليست المرة الأولى التي أزور فيها مقر الجامعة البريطانية في مصر، حيث تعود معرفتي بالجامعة إلي سنة ٢٠١٥، عندما كنت عميدًا لطب المنصورة. أستاذنا الدكتور أحمد أمين حمزة، رئيس جامعة المنصورة الأسبق، والذي تولي أيضا رئاسة الجامعة البريطانية خلفًا للدكتور مصطفي الفقي، كان قد تقدم بطلب للمساعدة في إنشاء كلية الطب بالجامعة البريطانية علي غرار برنامج المنصورة مانشستر. وجاء بخطاب رسمي من رئيس الجامعة البريطانية السابق (أ. د. أحمد حمد) إلى أ. د. محمد قناوي، رئيس جامعة المنصورة، بحاجة الجامعة البريطانية بأن أعمل مستشارًا للجامعة للمساعدة في إنشاء كلية الطب بها. تم بالفعل استقدام وفد من جامعة مانشستر إلى الجامعة البريطانية في سنة ٢٠١٦، وذهبت أنا مع أستاذنا د احمد حمزة وقابلنا مجلس الجامعة ووفد طب مانشستر علي مدار يومين، واتفق الطرفان علي استمرار التفاهم بينهما لإنشاء كلية طب في الجامعة البريطانية، ولكن المشروع لم يتم بسبب شرط المجلس الأعلى للجامعات إنشاء مستشفي جامعي أولا، وهو ما كان يصعب تنفيذه في ذلك الوقت.
جاءت الدعوة هذه المرة، ضمن دعوة رؤساء الجامعات المصرية للمشاركة في تنصيب الرئيس الخامس للجامعة البريطانية من الأستاذة فريدة محمد فريد خميس رئيس مجلس الأمناء. ذهبت في الموعد المحدد، وكان في استقبالنا رئيس مجلس الأمناء وبعض أعضاء المجلس مثل الأستاذة الدكتورة نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي الأسبق. ثم حضر سفير بريطانيا الأسبق في مصر (السير جيوفري آدامز)، والذي يتحدث العربية، وبدأ حديثه بسعادته للعودة إلى القاهرة للاستمتاع بالطقس الجميل مقارنة ببروكسل التي قدم منها، والتي تعيش في ظلام وطقس شديد البرودة عكس طقس القاهرة المشمس. أثناء الحديث جاء معالي الأمين العام الأسبق للجامعة العربية السيد عمرو موسي، وأستاذنا الدكتور السير مجدي يعقوب، والدكتور مصطفي الفقي، والدكتور حسام بدراوي، والسيدة مديرة أعماله، وامتلأت القاعة بأعضاء مجلس الأمناء والمدعوين للحفل من رجالات الدولة المصرية، ورؤساء الجامعات ورجال الصحافة والإعلام وأعضاء المجالس النيابية وأصدقاء الجامعة.
بدأ الاحتفال بعرض جميل أشبه بحفلات التخرج، يتقدمه رئيس مجلس الأمناء ورئيس الجامعة (الذي تم اختياره)، وجلسا في منتصف المسرح، ثم جاء أعضاء مجلس الأمناء وجلسوا علي اليمين، ثم أعضاء مجلس الجامعة وجلسوا علي اليسار. جاء الاحتفال رائعًا وممتعًا بدءًا من الكلمة الافتتاحية لرئيس مجلس الأمناء مرورًا بكلمة ممثل الجامعة، وهو عضو هيئة تدريس من خريجي أول دفعة في الجامعة، ثم سفير المملكة المتحدة الجديد في القاهرة (جاريث بايلي)، والذي تقدم بتهنئة الأمير تشارلز ولي عهد انجلترا للدكتور لطيف، ثم كلمة الوزيرة نبيلة مكرم (الرشيقة الأنيقة)، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والتي ألقتها باللغة العربية وأشارت فيها إلى أهمية ومغزى عودة الدكتور محمد لطيف إلى تولي رئاسة الجامعة البريطانية بعد استقراره وأسرته في إنجلترا لعشرات السنين. ثم تم تنصيب رئيس الجامعة الجديد وتسليمه قرار التنصيب ومفتاح الجامعة وأخيرًا القي الدكتور محمد لطيف كلمته في اختتام الاحتفالية.
الرئيس الجديد، الدكتور محمد لطفي، ولد في الإسكندرية سنة ١٩٦٧، وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية، ودرجة الماجستير حول نظم المعلومات في جامعة الإسكندرية. ثم حصل علي الدكتوراه في جامعة برجن في النرويج في الأبحاث المتعلقة بتصميم ومحاكاة وتطوير ديناميكيات النظم الاجتماعية. الدكتور محمد لطفي من أهم أساتذة تدويل التعليم العالي (Globalization of higher education)،
وله خبرة واسعة وعمل في أكثر من ٢٥ دولة. وفي انجلترا، عمل مستشارًا لمؤسسة قيادة التعليم العالي، وعضو المجلس الأكاديمي لبرنامج القادة. وعلي المستوى الأوروبي، شغل منصب عضو مجلس إدارة الماجنا كارتا في بولونيا، وهي المؤسسة الداعمة للقيم والحقوق الأساسية واستقلالية التعليم والبحث بالجامعات. كذلك عمل عضوًا في مجلس إدارة هيئة ضمان الجودة الأوروبية. كما عمل د. لطيف كنائب الرئيس السابق لجامعة كارديف متروبوليتان للشئون الدولية، وأستاذ زائر في التطوير والقيادة بجامعة يورو-آسيا بالصين. وأخيرًا شغل الدكتور لطيف منصب المبعوث السامي لجامعة كوفنتري (الفرع الدولي بالعاصمة الإدارية الجديدة) قبل انتقاله إلى الجامعة البريطانية في مصر.
وبعد انتهاء الحفل، عادت إلى ذاكرتي الاحتفالات التي شهدتها في انجلترا، والتي شملت حفل التخرج في جامعة مانشستر بعد الحصول علي الدكتوراه في شهر نوفمبر سنة ٢٠٠١، ثم حفل الانضمام إلى زملاء الكلية الملكية للنساء والتوليد في لندن في شهر مايو سنة ٢٠٠٢، وأخيرًا مشاركتي مع عميد كلية طب المنصورة الأسبق الدكتور إيهاب سعد سنة ٢٠١٣ في حفل الخريجين الذي نظمته جامعة مانشستر في قاعة الاحتفالات الكبرى بشارع أكسفورد.
ألف مبروك للدكتور محمد لطيف وتمنياتي لسيادته وللجامعة البريطانية في مصر كل النجاح والتقدم.