يعتبر التحرش على الإنترنت ظاهرة اجتماعية يعانيها العديد من المستخدمين، وبسبب انتشار الظاهرة أدرجت الأمم المتحدة على موقع الرسمى صفحة كاملة للتوعية بالتحرش الإلكترونى نظرًا لخطورته.
ووصفت الأمم المتحدة التحرش الإلكتروني بأنه تهديد يحدث على وسائل التواصل الاجتماعى ومنصات الرسائل والهواتف المحمولة، ويمكن أن يشمل التهديد والترهيب للضحية المستهدفة من قبل المتحرش.
الميتافيرس يزيد من خطر التهديد
فى حين أن الأعراض التى يتعرض لها ضحية التحرش فى عالم الإنترنت الآن لا يستهان بها إلا أن هذه الأعراض على الميتافيرس ستكون أشد وأكثر بكثير، وهذا الأمر ليس بالخيال العلمى فنحن ما زلنا فى مرحلة تجربة الميتافيرس الآن وتعرضت إحدى المختبرات للتقنية فى مختبرات هورايزون التابعة لشركة ميتا للتحرش فى العالم الافتراضى.
وكانت شركة ميتا قد فتحت الوصول إلى منصة VR Horizon للمستخدمين فى الولايات المتحدة كنوع من التجربة عن طريق تطبيق يسمى Horizon Worlds.
وذكر موقع ذا فيرج التقنى قال فيه إن التحرش الجنسى ليس مزحة على الإنترنت العادى، ولكن التواجد فى الواقع الافتراضى يضيف طبقة أخرى تجعل الحدث أكثر حدة.
وقالت ضحية التحرش فى الواقع الافتراض للموقع: «لم يقم أحد بلمسى، ولكن كان هناك أشخاص يدعمون هذا السلوك وهو الأمر الذى جعلنى أشعر بالعزلة».
الجدير بالذكر أن شركة ميتا لم ترد على هذا الأمر حيث تقول «يورو نيوز» إنهم حاولوا التواصل معها، لكنهم لم يلقوا ردا، إلا أنه فى مقابلة مع موقع ذا فيرج قال نائب رئيس ميتا هورايزون إن هذا الحادث مؤسف تمامًا.
وأوضح «فيفيك شارما» أن شركة ميتا ليست وحدها من تطور الميتافيرس، حيث هناك شركات أخرى تنافس ميتا، ومن المرجح أن الشركة لم تستخدم ميزات الأمان فى النسخ التجريبية والتى تمنع الأشخاص من التفاعل والتواصل معك.
ويعمل تطبيق Horizon Worlds بشكل بسيط الآن، حيث يسمح للمستخدمين فى سن 18 عامًا أو أكبر بناء عوالمهم وألعابهم المصغرة، كما يُمكن للمستخدمين إنشاء صورة رمزية للواقع الافتراضى والتفاعل مع الصور الرمزية الأخرى.
فيما قالت «كريستينا ميليان» المتحدثة باسم شركة ميتا لموقع Tech Review: «سنواصل تحسين واجهة المستخدم الخاصة بنا وفهم كيفية استخدام الأشخاص لأدواتنا بشكل أفضل حتى يتمكن المستخدمون من الإبلاغ عن الأشياء بسهولة وموثوقية فهدفنا هو جعل الميتافيرس آمن ونحن ملتزمون للقيام بهذا العمل».
من الأزمة الأخيرة يتضح لنا أن التحرش الجنسى على الإنترنت أخذ بالفعل منعطف خطير مع ظهور الميتافيرس فبالرغم من عدد المستخدمين القليل المتواجد على الميتافيرس الآن إلا أنه لا يمكن التحكم فيهم بشكل سهل ومع انتشاره فى السنوات المقبلة سيكون التحكم فيه أكثر صعوبة.
وتواجه الدول ظاهرة التحرش الإلكترونى بشكل كبير جدا، ففى مصر أقر الرئيس السيسي قانونًا يعاقب المتحرشين بأى وسيلة كانت بنفس العقوبة سواء كانت فى الواقع أو عبر وسائل التواصل اللاسلكية والإلكترونية بمعنى أنه إذا قام شخص بالتحرش الإلكترونى، سواء كان من خلال الهواتف الجوالة الآن أو من خلال الميتافيرس مستقبلًا سيحاسب الشخص بنفس عقوبة المتحرش فى أرض الواقع.
ومن ضمن الدول العربية التي أقرت قوانين للتحرش الإلكترونى هي السعودية والإمارات.
