أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان تقرير جديد بعنوان "أداة فعالة.. دور الأعمال الدرامية في مكافحة خطابات الكراهية والتطرف العنيف" تناقش دور الأعمال الدرامية والفنية في مكافحة خطابات الكراهية والتحريض على العنف، حيث يرى التقرير أن الأعمال الدرامية تلعب دورًا هامًا للغاية في تشكل الوعي والتأثير على الرأي العام، ولهذا فهي سلاح هام للغاية في مواجهة خطابات الكراهية المتطرفة المبنية على أساس ديني.
وركز التقرير على توضيح أهم الأعمال الدرامية المصرية التي كان لها دورًا بارز في مناقشة موضوعات مكافحة الكراهية والتطرف العنيف، إذ تناولت بعض الأعمال الدرامية التنشئة الاجتماعية في المجتمع المصري على قبول أو عدم قبول الآخر على أساس الدين ودورها في المستقبل في بلورة أجيال متسامحة أو متطرفة دينًا، هذا إضافة إلى بعض الأعمال الأخرى التي ناقشت عملية التعايش ما بين الأديان ودورها في استقرار المجتمع.
و في المقابل ركزت أعمال أخرى على دور المفكرين في التصدي لخطابات الكراهية والأفكار الهدامة المبنية عليها تلك الخطابات، في حين أبرزت بعض الأعمال الدرامية بنية الجماعات المتطرفة وأفكارها وخطورة أفكارها التي تمثل منبعًا للكراهية على المجتمعات وذلك للتحذير منها، على الجانب الأخر عالجت أعمال درامية أخرى دور الأجهزة الأمنية في مكافحة الكراهية المجتمعية التي تصل إلى حد أعمال العنف وما يتخلل ذلك من مواجهات فكرية أثناء التحقيقات لكثير من الأفكار المبنية على خطابات ترفض الآخر.
وفي هذا الإطار قال أيمن عقيل رئيس مؤسسة ماعت، إن الأعمال الفنية لها دور رئيسي في تعزيز التعايش ما بين الأديان، إذ أن غياب هذا التعايش سيؤدي إلي كثرة الحوادث الطائفية وجرائم العنف
وأضاف عقيل، أن كثيرًا من الأعمال الدرامية سلطت الضوء على المشكلات التي تواجه عملية التنشئة الاجتماعية في المجتمع المصري من تربية الأطفال على خطابات الكراهية والإقصاء وعدم تقبل الأخر.
وأكد عقيل، أهمية الأعمال الدرامية في مكافحة خطابات الكراهية مطالباً الاستمرار في انتاج الأعمال الدرامية التي تناقش هذه الظاهرة على الرغم من التحديات التي تواجه صناع الدراما من بينها ارتفاع تكلفة هذه الأعمال مقابل انخفاض العائدات المادية منها بسبب أنها ليست أعمال تجارية، مؤكداً على أن تكلفة إنتاج عمل درامي لا تضاهي نتائج الإرهاب الوحشي المميت.
من جانبه قال محمد مختار الباحث بمؤسسة ماعت، إن الأعمال الدرامية التي تواجه خطابات الكراهية تواجه تحديات جسيمة من بينها قدرة صانعي العمل على ترويجه وجذب المشاهدين في ظل تعدد المنصات التي تقدم أعمال فنية أخرى فضلاً عن عدم مناقشة الأعمال الدرامية لكافة جوانب موضوعات الكراهية لاسيما تلك المتعلقة بدور وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للكراهية.
الجدير بالذكر أن هذا الإصدار جاء كمخرج أساسي لحلقة النقاش التي عقدتها مؤسسة ماعت لمناقشة دور الفن في مناهضة خطابات الكراهية باسم الدين والتي حضرها نخبة من المفكرين والأدباء والصحفيين المصريين المهتمين بالشأن الحقوقي على رأسهم الكاتب والسيناريست باهر دويدار والخبير الحقوقي الدولي أيمن عقيل.