رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

بستنظرك.. بستنظرك رغم القساوة في منظرك (1)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


(بستنظرك (يناير ١٩٧٢ )
غربت شمس الثورة خارجنا قبل أن تشرق داخلنا، لم تعد أغاني فيروز تدفء القلب، بعد أن فقدنا عواطفنا في حادث سير، نفس المدرج الذي كان يخطب فيه أحمد عبدلله رزة، الكوفية الحمراء صارت ذقن، تحيا مصر تحولت إلي تكبير ورحيق العمر يذوب علي كف سجين انفرادي لا تؤنس وحدته إلا أحزانه، كانت زنزانتي بالقلعة تحمل أسماء ورسوم ودموع، وصوت أحمد فؤاد نجم يأتي من خلف نبض قلب الوطن: (بستنظرك بستنظرك رغم القساوة في منظرك
لحظة هروبك يا رباب م الحب لما استنصرك
باستنظرك رغم الشـــــتا والبرد والرعد المخيف
باستنظرك ف الشارع المشغول باوحال الرصيف
أنا اصلي حاســــب موعدك
 وعارف اللي بيبعدك 
وأنا اللي خابر تبقي مين
وأنا اللي صابر من سنين 
وباعدّ لك مطرح ف بســــتان الامل
وبامدّ لك وف كل خطوة أمدّ لك ايدي اللي شققها العمل
(2) يناير ١٩٧٧:
كان الحلم يطل من خلف عيون الوطن وكانت مصر حبلى بالثورة، تتمخض من ألف عام منذ أن بكت اوروريس حتي فاض النهر بعشرات الأجساد لملوك وسلاطين ورؤساء، لكنها لم تعثر علي جسد محبوبها "اوزوريس" بل أغرقت دموعها "ست"، ليخرج "حورس" من رحم القهر، العائلة المقدسة تقترب من الشط بعد ولدت العذراء جنينها بالروح، وما زالت إيزيس تتوجع بحثا عن حورس علي طول الشط، يحتضن حورس المسيح، يلغي السادات قرار رفع الأسعار، وتغلق الأسوار على الثوار.
(3) يناير 2011: الفيضان
يفيض النهر لأول مرة حتي بعد بناء السد، دموع ايزيس تعود بحثا عن حورس التائة، بين ذقون وكابات.. وهلال يبكي علي صدر صليب.. ولحية "ست" تغطي آثار دماء الشهداء، وأبناء الصمت يهتفون بلا إدراك ان خلف اللحية أنياب "ست"، ويلتف الحلم حول حورس يخفيه من أنياب ست، ويبقي الحلم يبحث عن الحقيقة وما زالت دموع ايزيس تبكي بحثا عن حورس التائة. باستنظرك يا جرحي يا حلمي العنيد باستنظرك يا مصر يا حبي الوحيد وحتيجي يوم وتصدّقي عشقي الأصيل وتحققي حلمي الجميل وتزوقي عمري اللي ضاع مستنظرك باستنظرك)
يبدأ حمل  إيزيس في ينايرولكن المولود جاء ابن ستة لا هو ابن تسعة ولا ابن سبعة، يهرب "ست".. ويظهر حورس من جديد 
(4) 30 يونيو: حورس  يحلق لحية ست
يتقدم حورس نحو ست يحلق له لحيته، ويطرحه أرضا ولكنه يهرب إلى الصحراء بحثا عن فريسة، يطارده حورس ولا زال.. ولا زال عمري يضيع في الانتظار؟!