قال المستشار عبد الوهاب عبد الرزاق رئيس مجلس الشيوخ، يَحتَـفِي العالَـمُ هذه الأيامَ باليومِ العالميِّ لِلُّغةِ العربيةِ، تلكَ اللغةُ التي تُعدُّ ضميرَ هذهِ الأمةِ، فَبِها نقرأُ ماضينا، وبِها نُسطِّرُ حاضرَنا، وبِها نُفكِّر لِبناءِ مُستقبلِنا، وَلِم لا وهيَ رُكنٌ مِنْ أركانِ هُويتِنا الوطنيةِ.
وتابع رئيس مجلس الشيوخ في كلمته بالجلسة العامة بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية ، لقدْ باتتِ اللغةُ العربيةُ عَصِيَّـةً على الانسِحاقِ الحضاريِّ، بما اشتملتْ عليهِ في طياتِها مِن عناصرِ البقاءِ والخلودِ، واستيعابِ مُستجداتِ العصرِ بما حباها اللهُ تعالَى مِن استراتيجياتٍ جعلتها صامدةً في وجهِ حملاتِ التغريبِ وما ضنَّتْ على أبنائِها يومًا.
و أوضح قائلا، لقدْ حازتِ اللغةُ العربيةُ قيمتَها ومكانتَها بين لغاتِ العالَمِ لِما امتنَّ اللهُ بهِ عليها بأنْ جعلَها وِعاءَ كتابهِ العزيزِ، تلكَ اللغةُ التي وسِعتْهُ لفظًا وغايةً، الأمرُ الذي أَسهَمَ في انتشارِها فتجاوزَتْ حُدودَ الزمانِ والمكانِ.
ولقدْ قامَ أسلافُنا بواجبِهم تجاهَها فأدُّوا الأمانةَ على أتمِّ ما يكونُ، وَلبُّوا حاجاتِ أزمانِهم نحوَها عنايةً ورعايةً؛ لإدراكهِمْ عِظمَ المسئوليةِ وشريفَ المكانةِ التي أقامهُم اللهُ فيها، فاستوتْ -بفضلِ جُهودِهم- على سوقِها لغةً قويَّةَ البُنيانِ، ثابتةَ الأركانِ، عظيمةَ الشانِ بينَ لغاتِ العالمِ.
ولا تزالُ اللغةُ -في عصرِنا- تحتاجُ مِنا الجهودَ العظيمةَ؛ بِسببِ ما يتهدَّدُها مِنْ أخطارٍ مُـمَنهجةٍ تسعَى إلى النيْلِ مِنها؛ فالشانئونَ دائمًـا في محاولاتٍ مع طمْسِها، واغتيالِ معنويَّاتِ المتمسِّكينَ بها، واتهامِها بعَدمِ استيعابِ الجديدِ، إضافةً إلى محاولاتِ العابثينَ شرقًا وغربًا إزاحتَها جانبًا لتحِلَّ محلَّها اللغةُ الرقميةُ والفِرنْكوأربُ وغيرُها مِن النداءاتِ المتعاقبةِ بدعوَى المُعاصرةِ، إضافةً إلى نمطِ الحياةِ الجديدةِ، والتسارعِ البادِي في مناحيها الُمختلفةِ، والذي ساعدَ عليهِ وضاعَفَ مِن انتشارِهِ وسائلُ التَّواصُلِ الاجتماعيِّ، وما خلَّفتْهُ مِن سلبياتٍ تكادُ تعصِفُ بهُويتِنا العربيةِ؛ لذلكَ فإنَّ بَـواعثَ الانتهاضِ والقيامِ بواجبِ الوقتِ تجاهَ هذهِ اللغةِ الشريفةِ والحفاظِ عليها تتزايدْ، إضافةً إلى كونِ ذلكَ مِن أعظم ِالواجباتِ الوطنيةِ والشرعيةِ والعِلميةِ.
واختتم قائلا “لِذا يحثُّ المجلسُ على تعزيزِ قيمةِ اللغةِ العربيةِ في نفوسِ كُلِّ المشتغلينَ بِتدريسِها، وإبرازِ قيمتِها وسُموِّها بينَ لغاتِ العالَمِ، وتشجيعِ الدارسينَ بها إلى التزوِّدِ مِنْ مُفرداتِها وأسالِيبها، والحديثِ بها في شتَّى المحافلِ مُراعينَ في ذلكَ أحوالَ الُمـتَلقِّينَ و ذلك تنفيذا لنص المادة ٢ من الدستور التى تنص على ان اللغه العربية هى لغة الدولة الرسمية”