ساعات قليلة وتحتفل الكنائس حول العالم بمختلف طوائفها بعيد الميلاد المجيد، بتحديات جديدة ومتغيرات عالمية تعم المسكونة، ولكن في ظل هذه الظروف أرادت الكنيسة أن تعلن عن إيمانها وتخبر بالخبر السار لكي تشهد المسكونة جمعاء بسلام الله الذي يفوق كل التحديات والصعاب، فنجد الكنيسة حول العالم بمختلف طوائفها قررت أنها تحتفل بالميلاد بشكل مختلف هذا العام، فنري البعض الذي قرر إقامة حفلات الميلاد بعد عامين من الانقطاع عن التجمعات بسبب جائحة كورونا، وفق الضوابط الاحترازية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات للحفاظ على صحة المحتفلين بعيد الميلاد.
من الأراضي المقدسة نجد هذا العام وفق ما أصدرته الحكومة غلق الحدود أمام الحجاج والمعتمرين إلى الأراضي المقدسة، بسبب فيروس كورونا ومتحوراته، ولكن كل كنائس القدس وكل ضواحيها احتفلت بإنارة شجرة الميلاد في بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور والبلدة القديمة وغيرها من المناطق الأخرى، ووضعت برنامجا يتضمن الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد وحتي عيد الغطاس بأماكن ووقت مناسب لكل مكان ومرحلة من مراحل الاحتفال.
ثم تخرج أول أمس قرارات جديدة بتقليل أعداد المحتفلين نظرا لاستعدادات جديدة من وضع خيام وأدوات لاستخدامها نظرا للتطورات التي ستحدث إذا كانت تقلبات جوية أو ضوابط أكثر حزما بشأن فيروس كورونا.
وقال المطران الدكتور سني إبراهيم عازر مطران الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، في عيد ميلاد مجيد من الأرض المقدسة، يجد الكثير منا في عيد الميلاد هذا أنهم لا يزالون يعيشون في ظروف صعبة، لا سيما جائحة كورونا المستمرة التي تسبب في الكثير من المعاناة الإنسانية وعدم اليقين بشأن المستقبل. هنا في الأراضي المقدسة، نأمل أن يتمكن الكثير من الاجتماع معًا في عيد الميلاد بطرق اشتقنا إليها وافتقدناها، ومع ذلك، فإننا نعلم أنه في أماكن أخري، ستؤدي عمليات الإغلاق والقيود الجديدة إلى فصل الأحباء عن بعضهم البعض. نشكر الله على اللقاحات وتعاون المجتمع الذي سيسمح لنا بالاحتفال بعيد الميلاد بأقل خوف من الوباء، ونأمل أن نسمح للحجاج والزائرين بالعودة والمساعدة في استعادة الاقتصاد. في الوقت نفسه، تتزايد الصعوبات الأخري. لقد شهدنا هذا العام منازل الفلسطينيين في القدس الشرقية مهددة، وموجة جديدة من الدمار تنهال على سكان غزة، وتضع عقبات جديدة أمام المنظمات التي تعمل من أجل حقوق الفلسطينيين الأطفال منهم والكبار. مرة أخري، يحتاج الشعب الفلسطيني – وجميع الناس – إلى الأخبار السارة أكثر من أي وقت مضي.
ومع ذلك، فإننا نشعر بالراحة، لأننا على وجه التحديد نعلم أن عيد الميلاد آت. تذكرنا هذه الأوقات بمعجزة عيد الميلاد، وتجسد يسوع باعتباره "كلمة الله المتجسدة "، بحضور الله معنا في جميع الظروف، ووعد الله بأن لا أحد منا بمفرده. فوق كل شيء، لم يولد يسوع وحده: لقد جمعت ولادته مريم ويوسف، رعاة ومجوس، وسماء وأرض. جمعت حياة يسوع اليهود والأمميين، الصيادين وجامعي الضرائب، الأغنياء والفقراء، الرجال والنساء، الصغار والكبار.
وقد جمع موت يسوع وقيامته العالم كله معًا في محبة الرب، وهزم قوة الخطيئة والموت الذي كان ليفصلنا عن الله وعن بعضنا البعض.
هذا هو معني عيد الميلاد الذي يجلب لنا الأمل والفرح. إن قوة الروح القدس في حياتنا وفي كنيستنا وفي مجتمعنا تعني أنه مهما كانت الصعوبات في هذه الأوقات الحالية، فإن الوضع لا يصنعنا – نحن نصنع الموقف. نحن نواصل خدمتنا، نستمر بحياتنا. نحن نواصل حياتنا بالأمل، بالإيمان بالله، عالمين أننا لسنا وحدنا. ونستمر في الشكر لكم، شركائنا الكثيرين في الإنجيل حول العالم.
الفاتيكان
وقال البابا فرنسيس قبل الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بأيام وفي لقائه مع منظمي وفناني الحفل الموسيقي للعيد بأن يدعونا عيد الميلاد لكي نُحدق النظر على الحدث الذي حمل حنان الله إلى العالم، وولّد هكذا ولا يزال يولِّد الفرح والرجاء. إن الحنان والفرح والرجاء هي المشاعر والمواقف التي تعرفون أنتم الفنانين أيضًا كيف تحيوها وتنشروها بمواهبكم.
تابع البابا فرنسيس: يولد الحنان من الحب. في المغارة نرى حب أُمٍّ تحتضن ابنها المولود حديثًا، وحب أب يحرس عائلته ويدافع عنها، نرى رعاة يتأثَّرون أمام مولود جديد، وملائكة يحتفلون بمجيء الرب، وجميع هذه الأمور مطبوعة بحس الدهشة والحب الذي يقود إلى الحنان. لقد أراد القديس فرنسيس الأسيزي، من خلال مغارة الميلاد الحيّة في غريتشو، أن يُمثِّل ما حدث في مغارة بيت لحم لكي نتمكن من أن نتأمّل بهذا الحدث ونعيش العبادة. لقد كان فقير أسيزي ممتلئًا بالحنان الذي دفعه إلى التأثُّر إذ فكّر في الفقر الذي ولد فيه ابن الله.
أستطرد البابا فرنسيس أن الحب الذي يظهر في هذا المشهد يولد الفرح. إن ولادة الحياة هي على الدوام دافع للفرح يساعد في التغلب على الآلام. إنَّ ابتسامة طفل ما تذوِّب حتى أقسى القلوب. في الحفل الموسيقي لعيد الميلاد، أنتم تقدمون مزاياكم الفنية لكي تدعموا المشاريع التعليمية، المخصصة بشكل خاص للأطفال والشباب في دولتين تعيشان ظروفًا محفوفة بالمخاطر: هايتي ولبنان. إنَّ موسيقاكم، وأناشيدكم تفتح القلب لكي لا ننسى الأشخاص الذين يتألَّمون، ونقوم بتصرفات مشاركة ملموسة تحمل الفرح للعديد من العائلات التي ترغب في أن تمنح أبناءها مستقبلًا من خلال التعليم.
تابع البابا فرنسيس: يقول الحنان والفرح والرجاء. في مغارة بيت لحم اتَّقد الرجاء للبشريّة. إنَّ الوباء للأسف قد أدى إلى تفاقم الفجوة التعليمية لملايين الأطفال والمراهقين الذين تمَّ استبعادهم عن أي نشاط تعليمي وتربوي. وهناك "أوبئة" أخرى تمنع انتشار ثقافة الحوار والادماج. إنَّ نور عيد الميلاد يجعلنا نكتشف مجدّدًا روح الأخوة ويدفعنا للتضامن مع المحتاجين. وبالتالي فالاستثمار في التعليم يعني أن نجعل الأشخاص يكتشفون ويقدرون القيم الأكثر أهميّة ونساعد الأطفال والشباب لكي يتحلّوا بالشجاعة للنظر إلى مستقبلهم برجاء. إنَّ بذار الرجاء تُقيم في التربية: رجاء السلام والعدالة، رجاء الجمال والصلاح ورجاء التناغم الاجتماعي.
مصر
وفي مصر تحتفل الكنيسة الكاثوليكية بكل طوائفها وبعض الكنائس الإنجيلية (الألمانية – الأمريكية)، والكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بعيد الميلاد المجيد، وذلك يوم الجمعة 24 ديسمبر، فيترأس البطريرك الأنبا إبراهيم إسحاق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك قداس عيد الميلاد المجيد يوم الجمعة الموافق 24 ديسمبر 2012 وفي تمام الساعة 9 مساءً بكاتدرائية العذراء مريم مدينة نصر.
بينما يترأس البابا ثيودروس بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، قداس عيد الميلاد المجيد صباح يوم 25 ديسمبر بكنيسة بطريركية الروم الأرثوذكس بالحمزاوي.
بينما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فيترأس القداس الاحتفالي الإلهي قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية يوم 6 يناير وفي تمام الساعة 8 مساءً بالكاتدرائية الجديدة، أما الطائفة الإنجيلية بمصر فستحتفل بعيد الميلاد المجيد يوم الأربعاء الموافق 5 يناير وفي تمام الساعة السادسة مساءً بمقر الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة برئاسة الدكتور القس أندرية زكي رئيس الطائفة وبحضور رؤساء المذاهب الإنجيلية الـ"18" وأعضاء المجلس الإنجيلي العام.