أكد تقرير جديد أن الموساد الإسرائيلى يرغب فى ضرب إيران بالتزامن مع غضب الوكالة الدولية للطاقة الذرية من استمرار البرنامج النووى الإيراني.
وقال التقرير الذى نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن تل أبيب ستضرب إيران عندما ترى ذلك ضروريا، لكنها تحب أن تفعل ذلك بالتزامن مع الوقت الذى أغضبت فيه طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقبل أسابيع فقط، احتفل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسى بقطع أول اتفاق جديد له مع الحكومة القادمة للرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسي. لكن فى ٢٦ سبتمبر الماضي، سربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن رئيسى تراجع عن الاتفاق.
وفى نفس اليوم، تعرضت مجموعة شهيد همت الصناعية، وهى جزء من الحرس الثورى الإسلامى ومنظمة الصناعات الجوية الإيرانية المسئولة عن برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية التى تعمل بالوقود السائل، بما فى ذلك صاروخ شهاب- ٣ متوسط المدى، إلى انفجار وحريق.
ومع روتين إيران المتمثل فى محاولة القضاء على إمكانية انتشار المعلومات السلبية، لم يكن من الواضح فى البداية مدى أهمية الحادث، رغم أنهم أعلنوا مقتل عنصرين فى الحادث.
وبحلول ٢٧ سبتمبر، أفادت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أن الموقع كان عبارة عن منظمة جهاد البحث والاكتفاء الذاتى التابعة للحرس الثورى الإيراني، والتى فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليها فى عام ٢٠١٧ بسبب عملها فى «البحث عن الصواريخ البالستية وتطويرها».
وفى ٣٠ سبتمبر، كانت الدولية كشفت تفاصيل إضافية حول الهوية والموقع والتأثير الخطير على قاعدة الصواريخ البالستية السرية التابعة للحرس الثورى الإيراني.
وتبين أن القاعدة متصلة بنفس الصواريخ الباليستية التى يمكن استخدامها لتركيب رأس نووى إذا تمكنت إيران من استكمال تخصيب اليورانيوم.
ومع ذلك، حدثت انفجارات فى كثير من الأحيان حول إيران على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية، وتم تأكيد ثلاثة حوادث فقط على أنها أعمال تخريبية، مع اتهام إيران للموساد الإسرائيلى فى تنفيذ هذه الهجمات.
فيما لم تؤد حادثة ٢٦ سبتمبر إلى توجيه اتهامات من جانب إيران، وعلى عكس الحالات السابقة، لم يُنسب الفضل إلى مصدر إسرائيلى مجهول.
والآن بعد أن وصفت المصادر «التى يُحتمل أن يكون الأمريكيون يحاولون ردع إسرائيل عليها» إسرائيل باعتبارها الجاني، يبدو من الواضح أن القدس اتخذت قرارًا بضرب قاعدة الصواريخ الباليستية التابعة للحرس الثورى الإيرانى بعد أن سربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تراجع رئيسى عن اتفاقه مع جروسي.
ويتبع هذا نمطا سابقا عندما أدان مجلس محافظى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فى ١٩ يونيو ٢٠٢٠، إيران لأول مرة منذ ما قبل الاتفاق النووى لعام ٢٠١٥.
ومنذ ٢٥ يونيو ٢٠٢٠ حتى أوائل أغسطس ٢٠٢٠، تعرضت إيران لموجة من عشرات التفجيرات غير المبررة، حيث كان بعضها عبارة عن بنية تحتية ضعيفة بالفعل أدت إلى تسرب الغاز وحوادث أخرى، لكن بعضها، مثل ٢ يوليو ٢٠٢٠، الذى ضرب مفاعل نطنز، كان بمثابة تخريب قوى وفعال للبرنامج النووي.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ضربة ٢٦ سبتمبر «ضربة سرية» من قبل طائرات تابعة للجيش الإسرائيلى مثل F-٣٥، أو ربما بطائرة بدون طيار أو بطريقة أخرى للهجوم من قبل الموساد.
ويظهر أن اهتمام الموساد وإسرائيل تحول من اليورانيوم إلى تطوير الأسلحة.
وربما لم يتخل الموساد وإسرائيل عن إحباط أو إبطاء اندفاع رئيسى لاستكمال تخصيب اليورانيوم، لكن على الأقل تحول جزء قوى من تركيزهما إلى تخريب التسليح.
وهذا لا يتضح فقط من كون هدف ٢٦ سبتمبر هى الصواريخ البالستية، كما أكد تقرير التايمز أن مدير الموساد ديفيد بارنيا قدم معلومات استخباراتية جديدة حول مجموعة الأسلحة الإيرانية.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه إذا وصلت إيران إلى ٩٠٪، فإن الجدار النارى التالى لإسرائيل لوقف سلاح نووى إيرانى هو إبطاء وتخريب مجموعة الأسلحة لديها.
وظهر جدل واسع حول مدى التقدم الذى أحرزته مجموعة الأسلحة منذ عام ٢٠٠٣، وهو تاريخ انتهاء جزء كبير من الأرشيف النووى السرى الذى استولى عليه الموساد من إيران فى عملية مذهلة فى ٣١ يناير ٢٠١٨.
ويسرب العديد من مسئولى المخابرات الأمريكية أن إيران لم تحرز أى تقدم تقريبًا منذ ذلك الحين.
ويوافق الموساد على أن تقدم طهران تباطأ بمجرد أن اضطرت إلى الانطلاق تحت الأرض، لكنه جادل بأن جوانب التسليح، أنشطة تتراوح من أنشطة التفجير، إلى تصميم مركبات للصواريخ البالستية لإعادة دخول الغلاف الجوى السفلى للأرض، إلى تصغير الرءوس الحربية النووية، استمرت سرا.
وسيأخذ هذا النقاش الآن مستوى جديدا من الأهمية بالنسبة إلى الموساد وجيش الدفاع الإسرائيلي، حيث من المحتمل أن تكون إيران أسابيع فقط من مستوى ٩٠٪ من تخصيب اليورانيوم كأسلحة.