لاشك أن العالم بأسره بات أسير الثورة الرقمية، وتطوراتها التكنولجية المتلاحقة، التي جعلت كل فرد على كوكب الأرض لا يستطيع العيش بدونها.
ولعل ما حدث منذ عامين منذ اكتشاف فيروس كورونا المستجد وتفشيه بين البشر، كشف لنا ما نستطيع أن نؤديه من أعمال وتواصل إجتماعي بشكل افتراضي دون أن نبرح أماكننا في بيوتنا.
في هذه الأزمة دارت عجلة الحياة بشكل افتراضي بديل عن الشكل الحقيقي المعتاد. فكانت المؤتمرات والمراجعات الطبية والدراسة في جميع مراحلها تتم عن بعد عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنصاتها المختلفة. في هذه الفترة المحورية من عمر العالم التصق الأطفال أكثر بهه الوسائل ولم لا وهي المتنفس الوحيد لهم بعد تواريهم في المنازل خوفا عليهم من الجائحة، مما زاد التصاقهم بأجهزتهم المختلفة بدءا من قنوات الأطفال وحتى هواتفهم المحمولة التي يجد الوالدين صعوبة في انتزاعها من أيديهم فهم يتابعون من خلالها القصص والأغاني ويشاهدون الرسوم المتحركة بكل أريحية.
وصارت هي موردهم الأساسي والمنبع الرئيسي لثقافتهم التي ربما لايشاهدها والديهم بنفس الدرجة،حتى صارت هناك فجوة ثقافية رقمية بينهم -لا تخفى على أحد - ولم لا وطفل الحضانة يتنقل بين الأفلام والقصص كيفما شاء ووقتما شاء بالبحث الصوتي وهو لا يعرف القراءة والكتابة وحينما نسأل أو نتابع ما يشاهدونه نجده قصصا وحكايات فنطمئن هل فعلا من حقنا أن نطمئن؟ أم يجب علينا أن نتعب أنفسنا ونهتم بمضمون القصص لا عنوانها؟ هناك العديد من الأفلام والمسسلسلات بها ما يقلقنا ونحن لا ننتبه.
الكثير منا يعرف أن الكارتون يدفع الطفل إلى الانفصال عن الواقع، ويزيد لديه العنف، والغرق في عالم جذاب،، خيالي، أعني طفل ماقبل الـ ٨ سنوات الذي لا ييفرق بين الخيال والواقع، الذي يشاهد الكارتون ليس من باب إنه وسيلة تسلية بل ليقتدي به ويقلد ما يحدث.
وهناك من الكارتون ما لا يتناسب مع مرحلة الطفولة كعلاقات الحب بين البطل والبطلة مثل ملكة الثلج، وعروس البحر، وطرزان، والأميرة النائمة، كرات التنين، والمحقق كونان والبوكيمون.
وهناك ما يهدم صورة الأب ويجعل الأبناء يسخرون من أبيهم مثل جامبل. ومنها أبطال 99 الذي تم إيقافه لأن أبطاله يحمل كل منهم اسما من أسماء الله الحسنى مثل عليم وصامد وجبار.
هذا غير الاغتراب وتشتت الهوية فيما يخص ثقافة الملبس والعادات والتقاليد المجتمعية والمدرسية.
أعرف أننا جميعا نتساءل الآن هل نمنعهم عن كل ذلك لنحميهم؟ أم نتركهم لمستقبلهم القادم وعالمهم الذي صار رقميا منذ نعومة أظافرهم ككل أطفال العالم.؟ أظن أن الاجابة أصبحت سهلة الآن فقط نشاهد العمل أو نقرأ عنه قبل أن نقدمه للطفل.
وإذا كانت قنوات الأطفال برامجها محددة سلفا ولا نستطيع تغييرها فهناك الموجود على اليوتيوب ونستطيع أن ننتقى منه ونفلتر ما نقدمه لأطفالنا بقليل من الجهد والكثير من الحب والرعاية والصحة النفسية.