إيران تغرق في أزمة.. نهر زيانده رود، في أصفهان يجف.. إنه يحتضر منذ عام 2000.
يوماً بعد يوم، يختفى النهر.. مساحات شاسعة تبدو وكأنها صحراء غير صالحة للسكن.. مجرى النهر يتحول إلى طريق يسير عليه الناس أو يتظاهرون احتجاجاً على ندرة المياة وتأثير ذلك على الزرع والضرع والإنسان.
سوف يأتى يوم يقال فيه: "كان يتواجد هنا نهر طبيعى، هبة من الله، تجرى مياهه عبر السنين، لكن الإدارة السيئة قضت عليه تماماً حتى مات النهر".
تسيء الجمهورية الإسلامية إدارة مواردها المائية، كما يذكر تقرير لصحيفة "لوموند". سمحت الدولة للمحاصيل بالتكاثر، والمزارعون يسحبون المياه الزائدة من النهر. كما أن مصانع الصلب في "أصفهان" و"يزد" جشعة فى طلبها للماء. نتيجة لذلك، يختفي النهر الذى كان يجرى وحوله البساتين الزاهرة والزراعات الكثيرة والمتنزهات الجميلة.
هذا الموقف يشبه الانتحار البطيء.. ما تستطيع الدولة أن تقوله للفلاحين إن غالبيتهم محكوم عليهم بالاختفاء أو تغيير وظيفتهم.
يتظاهر الناس احتجاجاً، لكن الأوان قد فات.. ينظم سكان أصفهان مظاهرات عديدة تنطلق عادةً فى هذا المكان، اشتكوا من الجفاف الرهيب، واتهموا السلطات بتحويل المياه من نهر زاينده رود في هذه المدينة الواقعة في وسط البلاد على بعد 400 كيلومتر جنوب طهران، لتزويد محافظة يزد المجاورة، والتي هي أيضًا بأمس الحاجة إلى المياه.
قال شاب عبر الهاتف: "كنت أسير في قاع النهر الجاف (!) مع أصدقائي، لكن شرطة مكافحة الشغب طاردتنا وانتشرت بأعداد كبيرة بالقرب من الجسر، ليطلبوا من السكان تجنب هذه المنطقة".. قال شاب آخر: زمان، كنا نخاف أن نغرق فى النهر.. اليوم نرى أنفسنا غارقين فى الجفاف وعواقبه على المنطقة بأسرها، فى ظل غياب الدولة الغارقة فى أوهامها.