شهدت العاصمة الإدارية الجديدة المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي، في دورته الثانية، في الفترة من ٨-١٠ ديسمبر ٢٠٢١. كان المنتدى الذي شرفه بالحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد غير قليل من السادة الوزراء، حدثا هاما وعلامة فارقة في توجهات الدولة المصرية نحو تطوير وتحديث التعليم والبحث العلمي، باعتباره مفتاح التقدم ومدخل التنمية ودعامة اساسية في تشكيل الجمهورية الجديدة، التي بدأت معالمها تتضح من خلال هذا المنتدي الرائع في الاعداد والمبهر في التنفيذ وفي اختيار موضوعاته وضيوفه.
جاء انعقاد المؤتمر متزامنا مع استضافة مصر للدورة الرابعة عشرة للمؤتمر العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وفي حضور عدد كبير من ممثلي الدول الإسلامية والمنظمات الدولية، بالإضافة إلى حوالي ٢٤ ألف مشارك من مختلف دول العالم. تناول المنتدى على مدار ٣ أيام عددًا من المحاور المتعلقة بعدة دوائر متداخلة مع بعضها البعض، ومرتبطة بالتعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة (الثورة الصناعية الرابعة والخامسة). بالإضافة إلى التركيز على التحديات الحالية المتمثلة في جائحة كورونا، والمستقبلية المتمثلة في التوظيف وإدارة الأعمال. شملت المحاور خطة التنمية المستدامة (SDG 2030) وضرورة ربط مخرجات التعليم بسوق العمل والصناعة، وفرص العمل في المستقبل. شهد المنتدى سلسلة من الفاعليات وحلقات النقاش شملت السادة الوزراء ورؤساء الجامعات ولفيف من الخبراء الأكاديميين (خاصة من المصريين المغتربين)، ورجال الصناعة (خاصة صناعة البرمجيات) وممثلي المنظمات الدولية، ورجال الأعمال. شهد المنتدى كذلك معرضًا كبيرا ضم العديد من الأجنحة الخاصة بالمُشاركين من وزارتي التعليم والتعليم العالي، شملت كل الجامعات الأهلية والحكومية والخاصة والدولية. بالاضافة الي مشاركة بعض الدول العربية وشركات التكنولوجيا المُتخصصة في التعليم والبحث العلمي.
شهد فخامة الرئيس الجلسة الافتتاحية التي أدارها باقتدار معالي الوزير الدكتور خالد عبد الغفار تحت عنوان "رؤية المستقبل" وبمشاركة وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، الدكتورة هالة السعيد والتي تحدثت فيها عن خطة الوزارة لتنفيذ اهداف التنمية المستدامة (مصر ٢٠٣٠) والتي تشمل عدة محاور متعلقة بالتعليم والبحث العلمي. لفت نظري ان السيد الرئيس كان يتابع الكلمات باهتمام شديد، ويدون بعض النقاط في اجندة صغيرة. وفي نهاية الجلسة تحدث فخامة الرئيس بعمق، وعلق فيها علي بعض ما ذكره المتحدثون، من وجهة نظر (التنفيذي) علي حد وصف سيادته. ثم تحدث الرئيس عن ضرورة توفير التعليم الجيد الذي يؤهل الشباب إلى سوق العمل. وتساءل سيادته عن جودة التعليم في دول العالم الإسلامي، وضرورة مواكبة العالم الاسلامي لمستجدات العصر، واللحاق بالثورة الصناعية الرابعة والخامسة. ثم اختتم سيادته كلمته بالتأكيد علي التزام مصر بالنهوض بالتعليم والبحث العلمي، ودعوته للدول المتقدمة للدخول في شراكة فعالة مع الجامعات والمؤسسات المصرية، وتقديم عدد ١٠٠ منحة من الجامعات المصرية الجديدة لدول العالم.
كانت جلسات المؤتمر على مدار الأيام الثلاثة ثرية ومتقنة وعملية، وكان التركيز علي مستقبل التعليم والجامعات والبحث العلمي وتحديات المستقبل. وفي ثالث أيام المنتدي، انعقدت جلسة هامة عن تدريب الاطباء، دعيت اليه الكلية الملكية للأطباء والجراحين بجلاسجو (اسكتلندا). كان المتحدثون هم رئيس الكلية والمدير التنفيذي، واثنان من الاطباء المصريين اعضاء في مجلس ادارة الكلية. تم عرض النظام الذي تتبعه المملكة المتحدة الخاص بالتدريب الطبي، بعد التخرج من كليات الطب وطب الاسنان. كان الموضوع عن تدريب الاطباء في المملكة المتحدة هو بحق الاختيار الأمثل لاحد أهم الموضوعات التي تخص الاطباء المصريين، خاصة في ظل غياب استراتيجية موحدة لتدريب الاطباء تتفق عليها كل من الجامعات ووزارة الصحة. في نهاية هذه الجلسة قام الدكتور خالد عبد الغفار بمطالبة الكلية الملكية بافتتاح فرع لها في مصر للمساعدة في اتباع نظام تدريب موحد يستوعب كل الاطباء وفق معايير الجودة العالمية. وكانت الاجابة "بنعم"، فقد تمت الموافقة المبدئية علي افتتاح فرع للكلية الملكية في مصر. وكان السؤال التالي" متي سيتم ذلك؟ وكانت الاجابة من رئيس الكلية والمدير التنفيذي "في القريب العاجل". ثم أضاف الدكتور محمود المتيني، رئيس جامعة عين شمس، وأحد أعضاء اللجنة التي كلفها الوزير بالتفاوض مع وفد جلاسجو، والتي شملت ايضا الدكتور أشرف عبد الباسط رئيس جامعة المنصورة، بأن مصر بحاجه الي تبني نظام تدريب موحد للأطباء ينتهي بالزمالة علي غرار الزمالة التي تمنحها الكليات الملكية.
وفي النهاية أتقدم بخالص الشكر والتقدير لمعالي الوزير خالد عبد الغفار، ولطاقم الوزارة المساعد، ولكل من أسهم في الإعداد والتنفيذ لهذا المنتدى شديد التميز، والذي خرجنا منه جميعًا بطاقة ايجابية وتفاؤل كبير بأن مصر تستطيع. نعم مصر تستطيع ان تطور تعليمها وان تحقق تطلعات الشعب المصري في تعليم متطور يواكب متطلبات العصر ويحقق التنمية المستدامة للأجيال الجديدة من المصريين.
آراء حرة
المنتدى العالمي للتعليم العالي والبحث العلمي
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق