لا تزال أزمة نشر روسيا لجنود على حدودها مع أوكرانيا يثير الجدل والنقاش في الأورقة الأمريكية والأوروبية على حد سواء، بعد تضامن أمريكي فرنسي وأوروبي كامل ضد التحركات الروسية التي رأت أن موسكو تتجه لغزو كييف قريبًا.
وإزاء ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنه أوصل لنظيره الروسي "قلق" فرنسا البالغ وعن عزمها "الدفاع عن وحدة أراضي أوكرانيا"، ردا على نشر قوات روسية عند الحدود الأوكرانية، في الوقت الذي دعا فيه وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا في بيان مشترك، روسيا إلى تنفيذ بنود اتفاق مينسك المعني بحل الأزمة الأوكرانية.
وفي نفس السياق صدرت تهديدات أمريكية من وزير الخارجية أنتوني بلينكن مؤكدًا أن واشنطن بصدد تجهيز إجراءات مختلفة تجاه موسكو في حال شنها هجومًا على أوكرانيا، معتبرا أن ذلك سيعني عمليا أن الغاز لن يتدفق عبر "السيل الشمالي 1".
ونقل بلينكن تأكيدات الرئيس الأمريكي جو بايدن لنظيره الروسي ووزير الخارجية سيرجي لافروف أن واشنطن ودول أوروبا تستعد لاتخاذ خطوات مختلفة امتنعنا عنها سابقا، ما يمكن أن يؤدي إلى تبعات وخيمة لروسيا".
وهددت الولايات المتحدة الأمريكية بوقف ضخ الغاز عبر السيل الشمالي 2 ما يمثل مصدر ضغط على روسيا" في الوقت الذي يريد فيه بوتين أن يرى تدفق الغاز عبر هذا الخط، متابعًا: "هذا الأمر غير مرجح على الإطلاق ومن الصعب رؤيته في حال استئناف روسيا عدوانها على أوكرانيا".
وتدعي الولايات المتحدة بإصرار أن روسيا تكثف أنشطتها العسكرية على الحدود مع أوكرانيا في ما تقول إنه يمكن أن يكون استعدادا للهجوم عليها دون تقديم أي أدلة على ذلك.
يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه موسكو في أكثر من مناسبة أنها لا تنوي شن أي عملية عسكرية ضد أوكرانيا، مشددة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة والغرض من هذه الإدعاءات تصعيد التوتر في المنطقة.
وفي إطار ذلك قالت وسائل إعلام أمريكية، أن ثلاثة نواب أمريكيين طالبوا إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بفرض عقوبات وقائية على موسكو وإرسال مزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا لردع روسيا عن غزو جارتها الغربية.
وقال النواب، وهم جمهوري وديموقراطيان وثلاثتهم عسكريون سابقون، إنّهم مقتنعون بأنّ الرئيس الروسي بوتين يفكّر بغزو أوكرانيا عندما حشد عشرات آلاف العسكريين على الحدود مع جارته الغربية.