تمر السنون ويشع بريقا وروحانية وتلمع أيقونة الكنيسة بروح شابة وفرح ونورانية وسلام عجيب فى صورة متجسدة تحمل تقوى الله الطبيب الذى أحب الله وداوى القلوب، ولد فى نجع سبع بأسيوط فى 1938/11/30
عائلة البدراوى
كان له ستة أخوة منهم ثلاثة أطباء ومهندس ومحام، واهتم والده بتعليمهم وكذلك أخواته البنات ودرس بمدرسة الأمريكان بأسيوط ثم مدرسة الثانوية بأسيوط وتخرج فى كلية الطب جامعة عين شمس 1960م وكانت دعوته للتكريس، حضر اجتماع كان فيه الأب متى المسكين ووهيب عطا الله «أنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى» الذى قال «حاجة الكنيسة لمكرسين» وكانت هذه رغبة قلبه محب البتولية والخدمة وعمل طبيب امتياز بقرية شنرا بالفشن ودعاه مهندس شاكر( مؤسس خدمة الشباب ببنى سويف) ليقدم كلمة لخدام الشباب وكان العدد قليلا فأندهش لذلك وعرض عليه مهندس شاكر فكرة التكريس وذهب وعرض ذلك على الأنبا أثناسيوس الذى شجعه وكانت بداية التكريس وخدم ببنى سويف مكرس منذ 1963م لمدة 15سنة وبعد ذلك ذهب لدير الأنبا صموئيل.
وجاء إليه البابا شنودة وأخذه معه وتمت رهبنته بدير البراموس باسم الراهب أنجيلوس البراموسى 1976/4/24 ونال الكهنوت فى 1976/6/4 وطالب به أنبا أثناسيوس مطران بنى سويف أن يرسم مساعد له وذلك لاتساع الإيبارشية «كما جاء فى عدد مجلة الكرازة السنة الثامنة 1977/10/7» وتمت سيامته خورى إبسكوبس «أسقف مساعد» ومعه أنبا متاؤس فى 1978/7/18 والأسقفية فى 1980/5/25.
وقال أنبا موسى إنه أرتوى من مدرسة أنبا أثناسيوس الذى خدم 11 مدينة و400 قرية كان يزورها بيت بيت وشقة شقة حريصًا على الرعاية وكان شعار أنبا أثناسيوس «نخدم كل إنسان وكل الإنسان فى كل مكان وكل زمان» وكتب القمص برنابا إسحق «وكيل مطرانية مغاغة والعدوة» عن خدمة الأنبا ببنى سويف: «كان دكتور أميل، أنبا موسى صاحب فكر سابق عصره يتكلم عن الكمبيوتر والانفتاح الخارجى والإنترنت والبطالة والتزايد السكانى والهجرة والاختلاط والتفكك الأسرى يشجع على الحوار والاختلاط السليم فى المجتمع المعاصرو المسيحية والإنسانية، وله أسلوب مشوق ومميز وكانت قرية إشنين النصارى مركز إشعاع للخدمة والفكر الرعوى التى يذكرها بخدامها حتى الآن وأفكارها السابقة لعصرها فيذكر فكرة (مشروع القرش) هذه الفكرة التى تعتمد على التكافل حيث يقوم الشباب بجمع قرش أسبوعيًا من كل بيوت القرية لشراء احتياجات القرية وتدبير الخدمة وكانت قرية إشنين النصارى تخدم عدة قرى طنبدى ودهروط وعزبة بطرس والعدلية والعقالية وٱبا وقفادة والعباسية ومنذ الأربعينيات يوجد مبنى كان يتم فيه عمل مؤتمرات واجتماعات ولقاءات الخدام».
ويذكر الأستاذ كمال جرجس «أمين خدمة كنيسة إشنين النصارى فى الستينيات»: «أنبا موسى كان يفرح لوجود عود أخضر فى الخدمة ويتعهده بالرعاية ويسنده»، ويذكر الأستاذ كمال إبراهيم «من قدامى خدام إشنين» عن علاقته بالأنبا موسى: «منذ كان مكرسا وأنه زاره وهو راهب وعند نياحة البابا كيرلس رسمت صورة للبابا كيرلس فأثنى عليه وأن ابن أخى أبونا أرسانيوس أنبا موسى يرسله لخدمة الشباب بأمريكا».
ولقرى وكنائس إيبارشية بنى سويف والبهنسا والتى صارت بعد وفاة أنبا أثناسيوس «إيبارشية مطاى -إيبارشية بنى مزار والبهنسا -إيبارشية مغاغة والعدوة -إيبارشية ببا والفشن-إيبارشية بنى سويف» لها مكانة خاصة فى فكره وقلبه يتذكر خدام الإيبارشية وكهنتها ويشجع الكل وأذكر أننى قابلته فى أحد المؤتمرات وذكر قريتى وكنيستى بخدامها القدامى وأفكار الخدمة.
الأنبا موسى ركيزة أساسية فى تنمية خدمة الشباب ببنى سويف ويذكر أنبا موسى أنه أخذ بركة البابا كيرلس عندما قدمه أنبا أثناسيوس لقداسة البابا كيرلس السادس وقال له: «أنا مكرس معايا شباب» فوضع البابا كيرلس يده على رأس أنبا موسى وقال له: «ربنا يباركك» وفكرة مهرجان الكرازة نابعة من إيبارشية بنى سويف وحب أنبا أثناسيوس لتعليم أولاده ودراسة الكتاب المقدس.
فالأنبا موسى بخدمته وتكريسه فى بنى سويف بمدرسة الفكر التنموى التنويرى الوطنى للأنبا أثناسيوس هى شعلة البداية لتنشئة شباب وطنى محب لوطنه مفكر واع ودائما يقول إنه أسقف الشباب الذى شاب وما زال أنبا موسى بقلب شاب ينبض بالعطاء والبذل وفكره السابق لعصره وقلبه المتسع بالحب وكيفية استغلال طاقات الشباب، وأنبا موسى أيقونة جميلة فى سماء الوطنية مرسومة بخطوط قبطية صميمة ممزوجة بطمى نيل مصر معطرة بأحاسيس ومشاعر متعبدين، دخل عيون وقلوب المصريين من خلال شباب واع وتوعية الشباب هذا الأب الذى تتلامس فيه وتتنفس عمل الله للإنسان المحب للكل.