* الجعل يتطلب الوجود المسبق للشئ فأنت لن تجعل حسين طبيبا إلا إذا أدخلته كلية الطب وإلا إذا كان حسين موجودا أصلا.
* حيث كانت البداية خلق الله للبشر (ككائن ثديي)،( ثم) وماأدراك ما ثم هذه فى العربية وهى التى تفيد التراخى الزمنى، حيث تلت مرحلة خلق البشر، مرحلة جديدة هى آدم مرحلة الإنسان والتحول إلى الأنسنة وهو ماتطلب أولا الاصطفاء لمجموعة من البشر وليس كل البشر من أجل تحويلهم الى الأنسنة إجراءات ربانية عديدة اختص الله بها البشر كى يحول البشر إلى إنسان فكانت( التسوية) و(العدل) و(النفخة) والتى غيرت صيرورة البشر تماما، وماصار إليه وحولته إلى إنسان حيث صار قادرا على الربط بين الصوت والمدلول وإصبح يتمتع بأحاسيس ومشاعر لم تكن قد خلقت له، من قبل وىدم عندما أخطأ شعر بالخطأ ووضع على نفسه ورق الشجر كى يختبأ من ربه كسوفا وخجلا وشعورا بالخطأ وهو مالم يكن لديه فى المرحلة البشرية وقبل الأنسنة والتحويل الربانى له قال تعالى ( فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى ( 121 ) ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ( 122 ) طه.
* قال تعالى( وعلم آدم الأسماء (السمات) كلها لغيره من المخلوقات،ثم قال تعالى( فتلقى آدم من ربه كلمات..) وكلمات ربى (مخلوقات) جديدة تلقاها آدم وهى المشاعر والأحاسيس
* قال تعالى {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿٣٧﴾البقرة
* وفهمنا أن آدم تعلم وآدم تلقى، إذا آدم لم يتعلم فقط بل تلقى أيضا، وكل هذا حدث بعد قرار ربى بالجعل فقد وقع اختيار ربى على أحد مخلوقاته وقرر أن يجعله خليفة فى الأرض قال تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴿٣٠ البقرة﴾.
* قال تعالى إنى جاعل فى الأرض (خليفة) ولكن ماذا تعنى تلك اللفظة وكيف نفهمها نحن وهل خليفة فى الأرض تعنى ماذهب اليه فقهاء التفسير التراثى القديم حيث حملوا المعنى أكثر مما يحتمل وأعطوه دلالات هى بعيدة كل البعد عن السياق والنظم القرآنى فخليفة أى كائن يخلف بعضه بعضا أى يبدأ كل خلف من حيث انتهى سابقه، أى مخلوق متطور دائما وخبراته تراكمية لايبدأ أبدا من الصفر وإنما من حيث انتهى سابقوه وكلما تغيرت سيرورته الزمنية تغيرت صيرورته التى صار عليها، ووصل لها.
* فالانسان كائن تاريخانى صاعد فى سلم التطور لأعلى دائما بينما كل المخلوقات الأخرى غيره محلك سر، لاتخلف بعضها بعضا وتبدأ دائما من نقطة الصفر مجددا ولاتخضع لأى تطور فالكلب من مليون سنة هو الكلب والأسد والقرد والثعبان والقطة هى القطة والبقرة والجاموسة هى كما هى لاتزال تحلب وترعى وتذبح وتبول وتتبرز فى أى مكان ثم تموت ومن يأتى من بعدها يبدأ مرة أخرى من الصفر ولايصنع جديدا أبدا ويموت وهكذا دواليك ولكن الإنسان لايعود إلى الصفر ولا يبدأ من الصفر فهو خليفة يخلف بعضه بعضا قال تعالى (ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ) ﴿١٤ يونس﴾.
* وقال تعالى ( وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا) ﴿٧٣ يونس﴾
*وقال تعالى ( هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ) ﴿٣٩ فاطر﴾
*ولقد ذهبت التفاسير القديمة إلى المعنى المعجمى للفظ فقالت بأن الخليفة هو من ينوب عن غائب أو عن الغير يقول الأصفهانى فى المفردات: والخلافة النيابة عن الغير إما لغيبة المنوب عنه وإما لموته وإما لعجزه وإما لتشريف المستخلف، وعلى هذا الوجه الأخير استخلف الله أولياءه فى الأرض، قال تعالى: { وهو الذى جعلكم خلائف...).
وعليه ذهبت التفاسير إلى أن الخلافة هى إنابة عن الله وعليه هى تشريف وتكليف وكأنها مهمة والإنسان ينوب عن الله فيها، بينما الله لاخليفة له ولا نائب ينوب عنه، هو رب كل شئ وخالق كل شئ وهو واحد وليس له ثان أو نائب أو خليفة، وحيث خلط البعض بين سياقات عديدة مغايرة وردت فى المصحف للفظ دونما إدراك أن اللفظ فى المصحف له معانى سياقية مختلفة وعديدة فى كل مرة حسب السياق وعلينا أن نفرق بينها فلا نطابق بين السياقات ولا تنطابق بين دلالات اللفظ المختلفة فى كل مرة فمثلا لايجب أن نخلط بين دلالات لفظة خليفة فى جميع الآيات فلكل آية معنى للفظ فمثلا فى قوله تعالى معنى ودلالة لفظة خليفة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴿٣٠ البقرة﴾ تختلف عن دلالتها فى قوله تعالى (... وَقَالَ مُوسَى لأخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ الأعراف 142، وقوله تعالى (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ﴿٢٦ ص﴾.