داعبت رقة كلماته قلوب الملايين عبر عشرات الأغاني العاطفية، فمن ينسى "حكاية العمر كله" لفريد الأطرش، و"رايداك والنبي رايداك" لليلى مراد، و"نخلتين في العلالي" لوردة، و"قاهرتي" لفايزة أحمد، و"الفن" لعبدالوهاب، و"الثلاثية المقدسة لكوكب الشرق أم كلثوم.
كتب جودت للحب، وأنشد للوطن، ومدح الزعماء، وأجاد في كل هذا، وكيف لا والإجادة والجودة جزءًا من اسمه إنه الشاعر الكبير صالح جودت الذي ولد في مثل هذا اليوم 12 ديسمبر 1912م في مدينة الزقازيق بالشرقية، تلميذ أمير الشعراء و"مداح الملوك"، وصاحب الثلاثية المقدسة.
تعتبر الثلاثية المقدسة لصالح جودت من روائع الأغنيات الدينية التي شد بها كوكب الشرق "أم كلثوم" في 25 نوفمبر 1972م، ومن كلمات جودت ولحنها الموسيقار رياض السنباطي.
رحاب الهدى يا منار الضياء
سمعتك في ساعة من صفاء
تقول أنا البيت ظل الإله
وركن الخليل أبي الأنبياء
أنا البيت قبلتكم للصلاة
أنا البيت كعبتكم للرجاء
فضموا الصفوف
وولوا الوجوه
إلى مشرق النور عند الدعاء
وسيروا إلى هدف واحد
وقوموا إلى دعوة للبناء
يزكي بها الله إيمانكم
ويرفع هاماتكم للسماء
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا
جئت بالأمر المطاع
يا عطاء الروح من عند النبي
وعبيرا من ثنايا يثرب
يا حديث الحرم الطهر الذي
يطلع النور به في اللهب
قم وبشر بالمساواة التي
الفت بين قلوب العرب
والإخاء الحق والحب الذي
وحد الخطو لسير الموكب
والجهاد المؤمن الحر الذي
وصل الفتح به للمغرب
امة علمها حب السماء
كيف تبني ثم تعلو بالبناء
فمضت ترفل في وحدتها
وتباهي في طريق الكبرياء
بيد توسع في ارزاقها
ويد تدفع كيد الأشقياء
ورحل عن عالمنا الشاعر الكبير جودت عام 1976 عن عمر يناهز 63 عاما، وبعد وفاته بعام واحد قام الأديب محمد رضوان بإصدار دراسة له بعنوان "شاعر النيل والنخيل"، وهذا تكريمًا له وإحياءً لذكراه.