قال الدكتور سالم الحامدي مدير عام الهيئه العربيه للطاقة الذريه، لقد انتبهت الدول العربية مبكراً إلى أهمية الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، فبادرت منذ القمة العربية الأولى التي عقدت بالإسكندرية عام 1964 إلى الدعوة لتأسيس جهاز عربي يعنى بتطوير التعاون العربي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، وتأسست اللجنة العربية للتعاون في مجال الاستخدام السلمي للطاقة الذرية التي أدت إلى إعلان إنشاء الهيئة العربية للطاقة الذرية وبدء العمل الفعلي لها في 15/2/1989.
وأضاف خلال كلمته بحفل افتتاح المؤتمر العربي للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية المقام بالقاهرة أنه منذ نشأة الهيئة وقد بذلت جهوداً مكثفة للنهوض بالإستخدامات السلمية للطاقة الذرية في الدول العربية وتعزيز التعاون بينها في هذا المجال الهام، وأولت بالباحثين العرب عناية خاصة وفتحت لهم فرصة اللقاء المشترك. فكان هذا الفضاء الذي نلتقي فيه اليوم تحت عنوان المؤتمر العربي للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية الذي عقدت دورته الأولى في مدينة طرابلس - ليبيا خلال العام 1992 وتوالت دوراته من القاهرة ودمشق وتونس وبيروت وصنعاء وعمّان وأربيل والخرطوم والحمامات وشرم الشيخ، وصولا إلى مؤتمرنا هذا الذي نلتقي فيه اليوم مجموعة خيرة من أبناء شعبنا العربي من العلماء والباحثين الأجلاء لإلقاء بحوثهم وعرض أهم نتائجها ومناقشتها وتبادل الرؤى والخبرات وتعزيز أواصر التعاون وتطوير البحث العلمي وتحقيق التراكم المعرفي النووي وتحقيق الإستفادة مما توصلوا إليه من نتائج.
وأضاف أنه منذ الإعلان الأول عن المؤتمر ورغم تداعيات جائحة كورونا وتأثيرها سلباً على جميع أنواع العمل فقد حرصنا على عقد المؤتمر والتخطيط الجيد لتنفيذه في أحسن الظروف حضوريا وعن بعد، حيث تقدم إلى المؤتمر 144 بحثاً من 10 دول عربية أجازت منها الأمانة العلمية للمؤتمر 140 بحثاً وزعت للتحكيم من طرف أساتذة ومتخصصين متميزين في 10 دول عربية، حيث انتهت اللجنة العلمية للمؤتمر بعد مراجعة نتائج التحكيم إلى إجازة 118 بحثاً مقبولة نهائيا للإلقاء في المؤتمر وتم توزيعها على محاور المؤتمر.
كما يتضمن برنامج المؤتمر عدد عشر محاضرات عامّة في مختلف مجالات العلوم النووية المرتبطة بمحاور المؤتمر وتغطي جوانب مختلفة من الاستخدام السلمي للطاقة الذرية.
ستتابع اللجنة العلمية للمؤتمر مختلف الجلسات اليومية وتسجل النقاشات والتوصيات الخاصة بكل جلسة وكل محور من محاور المؤتمر وستُضمن هذه التوصيات في التقرير الختامي للمؤتمر. وهذه التوصيات موجهة أوّلاً إلى المسؤولين في الدول العربية عن الطاقة الذرية، وثانياً توصيات موجهة إلى الهيئة العربية للطاقة الذرية بشأن برامجها وأنشطتها في كل محور من محاور المؤتمر. وأيضا ستكون هناك توصيات إلى السادة الباحثين، وخاصة الباحثين الشبان، حول طرق البحث ووسائله وكيفية الاستفادة من نتائج هذه البحوث.