وسط تحديات كبيرة يشهدها العراق؛ تمر الذكرى الرابعة لإعلان الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، إذ أعلن، السبت، مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي عن انتهاء مهمة قوات التحالف الأجنبية في البلاد، والتي سيقتصر دورها على مجالات الاستشارة، مؤكدا مغادرتها خلال الأيام المقبلة، وأن العراق يستعيد عافيته ووضعه الطبيعي.
وكانت العراق أعلنت في ديسمبر من العام 2017 دحر تنظيم داعش الإرهابي، على لسان رئيس وزرائها السابق حيدر العبادي، الذي قال في خطاب بثه التلفزيون العراقي: "نعلن لأبناء شعبنا ولكل العالم أن الأبطال الغيارى وصلوا لآخر معاقل داعش وطهروها ورفعوا علم العراق فوق مناطق غربي الأنبار التي كانت آخر أرض عراقية مغتصبة.. وأن علم العراق يرفرف اليوم عاليا فوق جميع الأراضي العراقية وعلى أبعد نقطة حدودية".
وبعد إعلان الانتصار واصل العراق تطهيره لفلول التنظيم من خلال عدة عمليات عسكرية لتمشيط المناطق الجبلية وخاصة جبال حمرين، إلى جانب رصد وتتبع العناصر الهاربة والمختفية في المدن المختلفة.
الباب الخلفي لعودة التنظيم الإرهابي
وحول بقاء داعش في العراق، قال مصطفى أمين، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن عناصر التنظيم لا تزال باقية ومتواجدة في العراق، وبالتحديد في المناطق الحدودية مع سوريا، ويمكن ملاحظة تناقص دوره مع النمو الواضح له في أماكن أخرى مثل غرب ووسط أفريقيا وخراسان
وتابع "أمين" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن التنظيم يمارس في العراق كل عملياته النوعية بداية من المفخخات مرورا بالقصف، واستهداف قتل عناصر تابعة لقوات الحشد والجيش العراقي والشرطة العراقية، إلى جانب محاولات السطو على بعض القرى، مع الاعتبار بالجهود الأمنية العراقية التي قامت بها الأجهزة المختلفة على مدار السنوات الماضية، لكنها لم تحقق النتائج المرجوة، لذا فالتنظيم موجود بشكل متوسط، وقادر على مضايقة الدولة العراقية، لكنها حينما تكون مستنفرة ضده فإنها تستطيع إسكاته مثل وقت الانتخابات الماضية.
وحول إمكانية نجاح داعش في استعادة قوته وتأثيره، أشار "أمين" إلى دور الخلافات السياسية والمذهبية والصراعات الطائفية التي تدعم وجود تنظيمات إرهابية في العراق، وتفتح الباب أمام انتشاره وتوسعه، لأنه بالفعل يحاول العودة منطلقًا من تواجده الحقيقي، والدولة العراقية تشعر بهذا الوجود بشكل كبير.
القارة السمراء.. تعزيزات جديدة ومناسبة
ومن جانبها قالت الدكتورة نرمين توفيق، الباحثة في الشئون الأفريقية، أن داعش اتجه لتعزيز تواجده في القارة السمراء، موضحة أن سبب انتشار الجماعات المسلحة في أفريقيا يعود إلى عاملين مهمين: الأول الطبيعة الجغرافية المتمثلة في الصحاري والجبال وهي جغرافيا مفضلة لدى داعش والقاعدة والتنظيمات المتطرفة مثل بوكو حرام التي كانت من أوائل التنظيمات التي أعلنت ولاءها لداعش، أما العامل الثاني فيتمثل في هشاشة الأنظمة الحاكمة في كثير من الدول الأفريقية وضعفها، إلى جانب عدم امتلاكها لجيوش قوية قادرة على المواجهة الأمنية، بل إن الدول التي تمتلك جيوشًا قوية في أفريقيا تكاد تُعد على أصابع اليد الواحدة.
فرنسا تبحث مكافحة الإرهاب
استقبل نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن عبد الأمير كامل عبدالله الشمري، الفريق أول تييري بوركارد ، رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية في مقر قيادة العمليات المشتركة ببغداد.
ووفق بيان نشرته لجنة الإعلام الأمني، اليوم السبت، ناقش الجانبان سبل التعاون المشترك بين البلدين، وعمل المستشارين الفرنسيين العاملين ضمن التحالف الدولي في مساعدة القوات المسلحة العراقية وسبل تعزيز التعاون والتنسيق في مكافحة الإرهاب.
وثمن نائب العمليات المشتركة جهود القوات الفرنسية في عمليات التحرير ودورها الفاعل كجزء من قوات التحالف الدولي طيلة السنوات الماضية وبدوره أشاد رئيس الأركان الفرنسي بقدرة القوات العراقية وخبراتها في مجال مكافحة الارهاب وتحقيق النصر على داعش بوقت قياسي، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذا النصر الكبير ، مشيرا إلى أن دور المستشارين الفرنسيين الموجودين في العراق هو لتقديم الاستشارة والتدريب ومساعدة القوات العراقية في هزيمة داعش .
الدعم الأمريكي لمواجهة الإرهاب
وشدد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، خلال كلمة ألقاها بجلسات حوار المنامة، 20 نوفمبر الماضي، على أهمية تواجد القوات الأمريكية بالعراق من أجل التدريب والدعم، موضحًا التزام بلاده بمواصلة حرب الإرهاب لضمان عدم عودة تنظيم داعش إلى العراق وسوريا مجددا.
وأكد "أوستن" أيضا أن واشنطن ستظل تدعم مكافحة الإرهاب بالعراق، وإنهاء النزاعات المستمرة، إلى جانب مساندة استقلال العراق وكسب سيادته ضد أي طرف يحاول انتهاكهما.