الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

رئيس الوزراء الفلسطيني يشارك في احتفالات ميلاد السيد المسيح

إضاءة شجرة الميلاد
إضاءة شجرة الميلاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحتفل العالم أجمع فى هذه الأيام بذكرى ميلاد السيد المسيح واستقبال عام جديد، وسط تحديات جديدة أبرزها متحور كورونا أوميكرون، والتغيرات المناخية، والميتا فيرس وغيرها من القضايا الأخرى التى تعم وتشغل كل بقاع الأرض، ولكن نجد وسط كل هذا الزخم بريق من الأمل والنور فى الاية الكتابية التى ذكرت فى الكتاب المقدس بالعهد الجديد «فَقَالَ لَهُمُ ٱلْمَلَاكُ: لَا تَخَافُوا. فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ» لوقا 2: 10، وقررت هذه الشعوب والقبائل التخلى عن خوفها من المستقبل الذى لا يعرفه أحد اللا الله، والتمسك بإيمانها بالله والالتزام بالقواعد والإجراءات الاحترازية واستخدام المعرفة للحفاظ على الإنسانية والاستمتاع بالحياة، وبدأت الشعوب والعالم تتخذ قرارها فى أنها تبدأ احتفالها بذكرى الميلاد رغم القيود الموضوعة دون نظر إلى الجنس أو اللون أو العقيدة أو غيرها من الأمور، فنجد مثلًا الأراضى المقدسة رغم قرار السلطات الحكومية بغلق المعابر الحدودية بسبب متحور كورونا، لكنها أخذت على عاتقها ببدء انطلاق الاحتفاليات بذكرى الميلاد حتى ليلة 25 ديسمبر، وشاهد العالم خلال الأيام الماضية عبر القنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعى حفل إضاءة شجرة الميلاد وسط الترانيم والموسيقى والفنون الشعبية، وشارك بحضور الاحتفالية عدد كبير من القيادات التنفيذية والمحلية والدينية داخل الاراضى المقدسة، كما تم وضع برنامج متكامل للاحتفال خلال هذه الفترة تشمل كل انحاء فلسطين والأماكن المقدسة.


وتغيب عن الاحتفالات هذا العام مرِنمين دوليين وفِرق عالمية وعدد كبير من المسئولين الأوروبيين والأجانب بالاضافةِ إلى الوفود السياحية التى كان جميعها مفترض أن تصل بيت لحم للمشاركة بهذه الاحتفالات إلا أن هذه الزيارات ألغيت نتيجة التطورات الفجائيِة لوباءِ كورونا- أوميكرون.
وشاركت فِرق فلسطينية محلية ومن الداخلِ المحتل بعروضٍ فنية ومسرحيات دينية.
وقال رئيس الوزراء الفلسطينى محمد شتية فى كلمتِهِ خلال الاحتفال «إن فلسطينَ على أبواب متحور جديد داعيا لتلقى اللقاحات واتخاذ الإجراءات اللازمة، مشددا على أهمية الفرح والميلاد الذى انطلق من بيت لحم». 
بينما قال أنطون سلمان رئيس بلدية بيت لحم، عيد ميلاد آخر يحل علينا هذا العام والبشرية تعانى من انتشار جائحة كورونا التى ألمت بالعالم أجمع وألحقت به اضرارًا فادحة. فقد تسبب هذا الوباء بفقدان العديد من أحبتنا وأدى إلى زيادة البطالة وارتفاع نسبة الفقر فى مجتمعنا بعد توقف الحجيج والحركة السياحية إلى بيت لحم وما رافق ذلك من ركود اقتصادى تسبب بخسارة مادية كبيرة للمدينة.
ولولا الأمل والتفاؤل لما وقفت بيت لحم وكنيستها شامخة صامدة تتحدى هذا الفيروس الرهيب متمسكة بإيمانها ومتشبتة برسالتها، تذكر العالم بالميلاد وبالبشرى التى أتى بها نجم بيت لحم حين قاد المجوس إلى مغارتها، إلى مكان الميلاد الطفل يسوع له المجد.
فبالميلاد نستذكر ترنيمة الملائكة فى سماء بيت لحم «المجد لله فى العلى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة»، وبالميلاد نجدد العزم على البناء والبقاء، وبالميلاد نحى الامل فى المستقبل وبغد أفضل، ونعزز فى نفوسنا الإيمان بمشيئة الله تعالى وبوصيته إلينا بأن نعيش فى سلام ومحبة وفرح عظيم لنمجده فى كل مكان وزمان بعيدًا عن الحقد والكراهية ورفض الأخر.
لذلك ارتأينا فى هذا العام برغم المعاناة أن نرتقى فوق كل الصعوبات ونتسلح بقيم الميلاد ونغلب الأمل على الألم لنحتفل بالعيد بفرح عظيم ونعيد للميلاد بهجته وفرحتة ومعانيه السامية، ونضىء على مكانة بيت لحم ودورها، ونؤكد للعالم بان الظلم لا يمكن أن يسود إلى الأبد لأن عداله الله عز وجل قادمة لا محاله، وباننا ماضون قدمًا نحو تحقيق أهدافنا الوطنية بالحرية والاستقلال وبناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
إننا ندعو جميع شعوب العالم المؤمنة والمحبة للسلام أن تأتى لزيارة بيت لحم وفلسطين والحج إلى الأماكن المقدسة فيها بتجديد ايمانهما، وبذلك يتحقق دعم الوجود الفلسطينى على هذه الأرض، ويعزز من صمود شعبنا ليبقى كما كان دائمًا عبر الأزمنة شاهدًا على ميلاد طفل المغارة له المجد ورسالته الخالدة رسالة الفرح والمحبة والسلام.
السلام الداخلي
و قال المهندس جورج حزينة المدير الإدارى للجمعية الخيرية الوطنية الأرثوذكسية، يحتفل المسيحيون السائرون على التقويم الغربى بعيد ميلاد السيد المسيح ويحتفل المسيحيون السائرون على التقويم الشرقى بهذه المناسبة فى السابع من يناير، كما ورد فى الكتاب المقدس إنجيل لوقا «أخبر الملاك مريم بأنها ستحبل بقوة الروح القدس وتجيبه مريم بأنها لا زالت عذراء ويقول لها الملاك لا يوجد شيء مستحيل عند الله»، فى تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة فصعد يوسف من الجليل من مدينة الناصرة إلى مدينة داود وعشيرته ليكتتب مع خطيبته مريم، لم يجدا مكانا للإقامة فى فندق أو نزل. فقضيا ليلتهما فى مغارة استخدمت كإسطبل وحان وقت وضع مريم وولدت ابنا ووضعته فى مزود «وهو مكان وضع علف الحيوانات»، وكما ورد فى الكتاب المقدس فى سفر أشعياء 14: 7 «ها إن العذراء تحبل وتلد إبنًا وتدعو إسمه عمانوئيل».
عيد وميلاد ملك المجد يعنى عند المسيحين عيد التجسد الإلهى أى تجسيد كلمة الله فى جسم بشري، وكما ورد فى الكتاب المقدس «عظيم هو سر التقوي، الله ظهر فى الجسد».
بالنسبة للمسيحيين فى فلسطين لعيد الميلاد رونق خاص يلتقى فيه الأحبة ويفرحون ويتواصلون للاطمئنان والتهنئة والسعادة تغمر الجميع وخاصة الأطفال الذى يستمتعون بما تقدمه الفرق الكشفية من استعراضات جميلة ويزدادون فرحًا بما يقدمه لهم الأهل من هدايا خلال الزيارات المسائية التى يقوم بها بابا نويل.
ونحن اليوم على أعتاب عيد الميلاد المجيد فرحنا ممزوج بالألم فرحنا نابع من حالة السلام الداخلى فى كل فرد منا التى تجعل المجتمع الفلسطينى أكثر تماسكًا وأكثر متانة وقوة والعلاقة التى تجمع الأديان فى فلسطين علاقة تكامل عميقة عمق التاريخ لان فلسطين مهد الديانات السماوية وذلك يحمل معانى عظيمة وألمنا ناجم عن معاناة شعبنا بسبب الأوضاع السياسية الصعبة وغياب آفاق الحل الذى يلبى طموحات الاجيال القادمة وآثار جائحة الكورونا التى اجتاحت منطقتنا والعالم وأفقدتنا أناسا أعزاء على قلوبنا. وبهذه المناسبة نرفع قلوبنا إلى السماء ضارعين إلى الله تعالى أن نحتفل بهذه المناسبة وقد أنعم علينا بسلام عادل بعيد الحق لأصحابه ويوفر الأمن والأمان والازدهار لشعبنا المكلوم وأن يتخلص شعبنا من آثار الجائحة وتعود السياحة وعجلة الحياة إلى سابق عهدها.