قال الناقد الأدبي الدكتور السيد ضيف الله، إن عباءة طه حسين واسعة ومنها تخرج عدد كبير من أهم المفكرين المصريين على رأسهم، الدكتور شوقي ضيف، والشيخ أمين الخولي، والدكتورة سهير القلماوي، أول وآخر مصرية تولت رئاسة هيئة الكتاب، وأستاذ الأدب الشعبي عبدالحميد يونس، ولذا كانت شجرة عميد الأدب العربي شجرة مثمرة يصعب اختزالها أو اختصارها.
وأضاف خلال كلمته في ندوة عن عميد الأدب العربي بمعرض كتاب نادي طلعت حرب: ما زالت أسئلة طه حسين مطروحة حتى الآن، مثل مستقبل الثقافة في مصر، مؤكدا أنه لم ينحرف عن رؤيته للدولة المدنية المصرية.
وأكمل: عقب سقوط الخلافة الإسلامية بالدولة العثمانية، اهتزت الأرض تحت أقدام السياسيين، وعجبت من رفض طه حسين لطلب محمد حسين هيكل، بإعلان موقفه من ذلك، وكان يخشى من رد الفعل الجماهيري وطلب من هيكل أن ينتظر، حتى تتضح الرؤية.
وواصل: طه حسين كان في صراع بين أفكار تعلمها ويريد أن ينقل أمته له وبين واقع يفرض عليه ألا يتسرع في طرح رؤاه، والكثير من التشوهات التي أصابته كانت كثيرة، ومن الأقاويل التي نسبت إليه ولم تكن حقيقية أنه يمكن أن يمسك القلم الأحمر ويصحح القرآن، وهو أمر غير حقيقية.
واستطرد: من الأقاويل التي نالت من عميد الأدب العربي، أنه كان مبصرا ولكنه آثر أن يطرح نفسه ضريرا حتى يتعاطف الناس معه، مشيراً إلى أن المنهج الذي تعلمه طه حسين في أوروبا وهو التفكير النقدي، يضع النص موضع فحص وتمحيص.
ولفت إلى أنه عندما طبق طه حسين منهجه على الشعر الجاهلي، جاء كتابه المثير للجدل حيث طرح تساؤلا مشروعا كيف يمكن أن يحفظ أحد ألف بيت من عيون الشعر العربي في تلك الفترة؟
واستطرد: أهمية طه حسين بالنسبة للنشء، هو تعليمهم عبر منظومة تعليم عبر التفكير النقدي باعتباره الحصن الحصين للهوية، لكي يميز الطالب بين ما ينفعه وما يضره، مشيرا إلى أنه صدم في عدد من السياسيين مثل سعد زغلول، الليبرالي، ورغم ذلك لم يثنه هذا الأمر عن الاستمرار في مهامه الأدبية والثقافية التي آمن بها.
جاء ذلك خلال ندوة ضمن معرض نادى طلعت حرب، عن عميد الأدب العربى د٠ طه حسين، حيث تم اختيار الرائد المجدد (شخصية المعرض).