حرص مهرجان القاهرة السينمائي على تكريم عدد من الشخصيات التي أسهمت في صناعة السينما، ليست المحلية وحسب وإنما العالمية أيضاً، فبداية من الفنانة القديرة نيللي إلى النجم كريم عبد العزيز، وصولاً للمنتج السينمائي المرموق لورانس بندر؛ كرم القاهرة السينمائي أيضاً على هامش فعاليات دورته الـ43 المخرج الفرنسي ومدير مهرجان كان السينمائي تيري فريمو، الذي قدم مبادرة في 2011، لتكون مصر ضيف شرف في الحدث السينمائي الأرفع في العالم، في سابقة كانت الأولى في ذلك الوقت.
تيري فريمو، لا يقتصر حدود منصبه عند إدارة الحدث السينمائي الأهم عالمياً، وإنما هو واحد من أولئك الذين يحددون ملامح الخريطة السينمائية دوليا، وذلك بفضل اختيارات المهرجان السنوية التي تكون محط أنظار ومتابعة عشاق السينما حول العالم ويصل عدد كبير منها لمنصات التتويج المرموقة كالأوسكار.
وخلال تكريمه في ختام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أعرب فريمو عن سعادته لتسليمه الجائزة بواسطة المخرج المصري يسري نصر الله، أحد الوجوه السينمائية المعروفة في كان؛ كما أوضح أيضاً أنها الزيارة الأولي له لمصر، وأنه فخور بالحضور الجماهيري الذي شاهده في حفل الختام، متمنياً أن يرى مثل هذه الأعداد في مهرجان كان.
وأثناء تواجده في القاهرة، حرصت "البوابة" على إجراء لقاء صحفي معه، تحدثنا خلاله عن كواليس زيارته الأولى لمصر وتكريمه من مهرجان القاهرة السينمائي، وتفاصيل الحرب الشرسة التي خاضها قبل 4 سنوات بشأن مشاركة المنصات الرقمية في مهرجان كان، وما هى رؤيته لمستقبل السينما في ظل هيمنة المنصات الرقمية على الصناعة.
ما هو شعورك حيال تكريمك من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نسخته الـ43؟
حسنا.. لقد أردت القدوم إلى مصر منذ سنوات طويلة ماضية، وذلك كون مهرجان القاهرة السينمائي الدولي واحد من أهم الفعاليات السينمائية في العالم؛ بالطبع مهرجان كان السينمائي هو الحدث السينمائي الأهم في العالم، ولكن من المهم أيضاً القدوم إلى هنا لمعرفة كيف يدير زملائنا مهرجان بهذا الحجم، لأن إقامة مهرجان سينمائي في مدينة مثل القاهرة مهمة ليست بالسهلة على الإطلاق، كونها مدينة كبيرة، وانا مهتم لمعرفة كيف ينظم حفظي ورفاقه هذا الحدث.
كمدير لمهرجان كان السينمائي، خضت حربا ضد مشاركة بعض المنصات الرقمية في المهرجان .. حدثنا عن الأمر
نحن لدينا قواعد تحكم المسابقات الرسمية لمهرجان كان، فلكي يشارك أي فيلم في أي من مسابقات المهرجان المختلفة عليه أن يُعرض في صالات السينما الفرنسية، وهو ما وافقت عليه بعض المنصات في حين أن البعض الآخر فضل الإنتظار على أمل أن تتغير القواعد. وكانت منصة "أمازون" من بين المنصات الرقمية التي شاركت مؤخراً في المهرجان بفيلم ليو كاراكس "Anette"، والذي عرض في افتتاح النسخة الـ74. بالطبع العالم في حالة تغير مستمر، ومنذ سنوات طويلة ماضية ومهرجان كان السينمائي ينتبه لوجود هذه المنصات وهو ما سنستمر بفعله.
.. وكيف ترى مستقبل السينما في ظل هيمنة هذه المنصات؟
أشك في مقولة هيمنتهم على صناعة السينما، السينما تبقى السينما، إن هذه المنصات ترغب وتتطلع إلى السينما، فإذا أخذنا نتفليكس على سبيل المثال، وهى منصة مرموقة، هم يريدون العمل مع مخرجين كبار أمثال: جاين كامبيون، ومارتن سكورسيزي، وألفونسو كوارون، وباولو سورينتينو، لإظهار كم هم قادرين على صنع أفلاما جيدة، وهو ما يثبت أن هناك تواصل ما بين السينمات والمنصات الرقمية. دعني أقول إنها البداية وحسب، ومتأكد أننا سنتشارك لتقديم الكثير من الأعمال الجيدة في المستقبل.