ترأس وفد من البطريركية الروم الأرثوذكس الاورشليمية، على رأسهم غبطة البطريرك كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث ويرافقه رؤساء الكنائس في المدينة المقدسة، مساء امس حفل استقبال في فندق الإمبريال في باب الخليل للاحتفال بإضاءة شجرة عيد الميلاد.
وقال بطريرك المدينة المقدسة في كلمته إن إقامة الاحتفال في فندق الإمبريال يهدف إلى إرسال رسالة واضحة للعالم أجمع مفادها أن البطريركية لن تتنازل أو تتراجع عن ممارسة حقها المشروع في الدفاع عن ممتلكاتها، لإثبات أن معركة الدفاع عن ممتلكات باب الخليل هي قضية وجودية للبطريركية الأرثوذكسية في القدس؛ وأن جميع كنائس الأراضي المقدسة تدعمها في ذلك.
وأشار إلى أن “المتطرفون هم الخطر الحقيقي، لأن المجتمع المسيحي في القدس يعاني على أيديهم من جرائم الكراهية وكذلك التكتيكات المخادعة والترهيب والمحاولات المنهجية لتقليص قدرة المسيحيين على البقاء في منازلهم التاريخية وأحيائهم،”
وقال غبطته خلال خطابه الذي ألقاه أمام الشعب من شرفة الفندق .
“إن جهودنا المستمرة من أجل رفاهية مجتمعاتنا دون تمييز، تجعل التحديات والتهديدات التي تواجه المجتمع المسيحي أكثر جدية وقلقاً. إن المجتمع المسيحي ليس فقط مهدد بمثل هذا النشاط، وإنما أيضًا استقرار وصحة المجتمع بأسره مهدد أيضاً.”
وأضاف : تضائل عدد المسيحيين في الأراضي المقدسة إلى مستويات منخفضة تاريخيًا، حيث تم إبعادهم عن منازلهم لعدة عوامل منها الصعوبات الاقتصادية، ونقص فرص العلم والعمل، والتحديات البيروقراطية، والعنف، وتخريب الممتلكات.الآن يمثل المسيحيون حوالي 1٪ من سكان الأراضي المقدسة، بعد أن كانوا يمثلون 12٪ قبل قرن.
حضر حفل الاستقبال القناصل العامين للدول الأوروبية في القدس، من ضمنهم اليونان وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا. أجواء الاستقبال الدافئة جمعت أيضا الرعايا المسيحية المختلفة في البلدة القديمة بالقدس، الذين انتهزوا الفرصة لتهنئة رؤساء الكنائس بمناسبة عيد الميلاد المجيد وإظهار دعمهم للبطريركية في معركتها للدفاع عن ممتلكاتها في باب الخليل، بما في ذلك الفندق المستضيف، الإمبريال.
بدأ الاستقبال بكلمة ترحبب من مستأجر فندق الإمبريال، أبو الوليد الدجاني، الذي شكر جميع الحاضرين خاصة غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث على دعمه الثابت للفندق في معركته المستمرة ضد الجماعات المتطرفة الهادفة لإخلاء المبنى.
بعد انتهاء الخطابات تبادل رؤساء الكنائس التهاني بعيد الميلاد مع القناصل، مؤكدين على أهمية الاحتفال والبهجة بميلاد السيد المسيح، وفهم العبر التي تحملها أعجوبة الميلاد القيم الإنسانية لميلاده المجيد.