الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

خسارة أفريقية فادحة في معركة اللقاحات.. فايننشيال تايمز: الدول الغنية تستحوذ على مضادات فيروس كورونا.. والقارة السمراء تمتلك فرصة ضئيلة للتعافى

فيروس كورونا
فيروس كورونا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

نشرت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية مقالًا تحدثت فيه تداعيات استحواذ الدول الغنية على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وعدم توزيعها بشكل عادل على الدول الأفريقية، وكان المقال بعنوان "أفريقيا تُعاقب من قبل الدول الأكثر ثراء في معركة كوفيد". وتقول أيواد ألكيجا، الرئيسة المشاركة للتحالف الأفريقي لتوصيل اللقاحات والمنسقة السابقة لشئون المساعدات الإنسانية في نيجيريا، إن اللامساواة في توزيع اللقاحات وحظر السفر الصارم وعملية اتخاذ القرار المنغلقة تؤثر على البلدان الأفريقية.

وتضيف أنه في السباق بين المتحورات الجديدة للفيروس واللقاحات، يمكن أن يكون ظهور متحور "أوميكرون" اللحظة الحاسمة لهذا الوباء. 

وتشير إلى أن بعض القارات تعاني بشكل أسوأ من غيرها، وخاصة أفريقيا. في هذا الأسبوع فقط، اتهم رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، الدول الغنية بخلق "تمييز عنصري باللقاح" من خلال تخزين الكميات التي لا تحتاج إليها وإعطاء الدول الفقيرة فقط "فتات من مائدتها". 

وترى ألكيجا أنه لكسب الحرب على الفيروس، يجب أن نقاتل على جميع الجبهات من خلال التشخيص والعلاج واللقاحات. وكما تم تشكيل التعددية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، يتطلب "كوفيد ١٩" تفكيك طرق التفكير القديمة ووضع منظور جديد لمستقبلنا. 

وتوضح ألكيجا أن الفكرة التي مفادها أن معدلات التطعيم المنخفضة في أفريقيا، حيث تم تلقيح أقل من ثمانية بالمائة من إجمالي عدد السكان البالغ ١.٣ مليار نسمة، بسبب التردد وليس توافر اللقاح هي فكرة خاطئة وساذجة. 

وبينما تستطيع الدول المتقدمة توفير شبكات أمان، فإن البلدان منخفضة الدخل لا يمكنها توفير الحد الأدنى لمواطنيها. وتعاني بلدان مثل أوغندا وموزمبيق من ارتفاع معدلات الفقر وعدم المساواة، حيث قضى الفيروس على مكاسب التنمية على مدى السنوات العشرين الماضية. والتباين بين الدول الغنية والفقيرة آخذ في الازدياد، وسيستمر إذا حدثت موجات عدوى جديدة، وتجدد حظر السفر، وتراجع الثقة يعيق الانتعاش. وأظهر تقرير جديد نشر الاثنين الماضى، أن أفريقيا لديها فرصة ضئيلة للتعافي من جائحة "كوفيد ١٩" خلال العام المقبل بسبب "التمييز الشديد في توزيع اللقاحات". 

 

وأشار التقرير الذي أصدرته "مؤسسة محمد إبراهيم لدعم الحوكمة والتنمية الاقتصادية في أفريقيا" إلى أن منظمة الصحة العالمية حددت هدفًا يتمثل في تحصين ٤٠ بالمائة من سكان القارة بشكل كامل بحلول نهاية عام ٢٠٢١، لكن خمسة فقط من دول القارة البالغ عددها ٥٤ دولة مستعدة لتحقيق هذا الهدف. وأوضح التقرير أنه تم تطعيم واحد فقط من بين كل ١٥ أفريقيا بشكل كامل، حسبما أوردت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية. 

وذكر التقرير أن هذا الواقع يعني أنه من غير المرجح أن تحقق القارة هدف تحصين ٧٠ بالمائة من سكانها بحلول عام ٢٠٢٢، وهو أمر ضروري لأفريقيا "لكي تحظى بفرصة السيطرة على جائحة كوفيد ١٩". 

وأشار إلى أن الجائحة كشفت عن ضعف أنظمة التسجيل المدني في أفريقيا، إذ إن ١٠٪ فقط من الوفيات في القارة يجري تسجيلها رسميا.

وبحسب التقرير، أدى ظهور متحور "أوميكرون" في جنوب أفريقيا إلى زيادة المخاوف بشأن الأماكن ذات معدلات التطعيم المنخفضة المعرضة لمتغيرات فيروس "كوفيد ١٩". 

وأشار التقرير إلى أن "ظهور "أوميكرون" يذكرنا بأن "كوفيد ١٩" لا يزال يمثل تهديدا عالميا، وأن تحصين العالم بأسره هو السبيل الوحيد للمضي قدما. ومع ذلك، ما زلنا نعيش في ظل تمييز شديد خاص بتوزيع اللقاحات، وأفريقيا على وجه الخصوص متروكة في الخلف". 

وأشار التقرير إلى أن إمدادات اللقاحات زادت في أفريقيا في الشهور الأخيرة، غير أن ضعف أنظمة الرعاية الصحية والبنية التحتية يعرقل بدء حملات التطعيم بعد وصول اللقاحات.