الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

في معنى خُلِقَ الإنسان (فى كبد) !!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

*  فى محاولة لفهم وتدبر  قوله تعالى لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ
الآية رقم 4 فى سورة البلد

* قال تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) البلد

* وقبل أن نتدبر الآية علينا ان نصنفها أولا لنعرف نوعها وطبيعتها فآيات كتاب ربى نوعان آيات النبوة وآيات الرسالة، آيات بينات وأخرى آيات محكمات
* قال تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ... ﴾ آل عمران (7).

* وقال تعالى (وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ) ﴿١٦ الحج﴾

* وعلينا دائما قبل تدبر أي اية وهل هى من الدين من (الآيات المحكمات)  ام من ايات أمارة ألوهية الرسالة( الآيات البينات)

*  فطبيعة الآيات المحكمات تختلف تماما  عن طبيعة الآيات البينات، الأولى المحكمات  احكام دينيه محرمات ومجتنبات ونواهى وشعائر (صلاة وصيام وحج وزكاة) وفروض وربا ومواريث ووصية وزواج وطلاق واستدانة وجهاد وقتال واقساط فى اليتامى وبر للوالدين وامر بالمعروف ونهى عن المنكر،  أما الثانية الآيات البينات فأسرار كونية لكيفية الخلق  وتاريخية( اركيولوجيا )

* والآية التى نحن بصددها هى أية طبعا من( الآيات البينات) وليست من( الآيات المحكمات) وعلينا أن ندرك طبيعة الآيات البينات فهى ليست آيات دين أو شعائر أو تشريعات او محرمات أو مجتنبات أو أوامر دينية أو... لكنها  آيات عبارة عن أسرار خلق الكون وأسرار خلق الإنسان أى أن موضوعاتها  دائما تتعلق بأسرار الخلق عموما الكون والانسان بالاضافة الى الاثار التاريخيه لحياة الانسان على الارض ومحطات التطور التاريخى الاساسية التى مرت بها البشرية مما قبل ادم  الى محمد مرورا بآدم اى الانسنه ثم ثم محطة نوح ثم محطة هود وعاد وثمود ثم محطة شعيب ثم محطة ابراهيم قم لوط ثم المحطات  وصولا الى محطة  موسى ثم المحطات التاليه لموسى وصولا الى محطة عيسى ثم محطة خاتم المرسلين

* ونحن مع الآيات البينات ننصح باستخدام جميع جذور الالفاظ المختلفة وتقليبها وتجريب كل منها مع السياق حتى يقبل أو نستخدم أداة الاشتقاق اللفظى  كى نصل الى المعنى الذى يقبله العقل ويستقيم مع المنطق، فنشتق من اللفظ لفظا آخر، اذا هناك طريقان مع الآيات البينات عموما، جذور اللفظ او معانيه الغير مألوفة   ٱو الاشتقاق اللفظى.

* فلا يجوز مثلا ان يقول تعالى و(الفجر ) فى سورة الفجر  الاية (1)  ان نقول ان ربى يقسم بصلاة الفجر، او بركعتى  الفجر  لان الآية ليست من الدين او الشريعة  وليست من الايات المحكمات ولكنها من امارة ألوهية الدين من الآيات البينات، ومع الآيات البينات لابد من استخدام الجذور وتقليبها حتى يقبل المعنى أو نذهب الى الاشتقاق اللفظى حصرا

*  فالفجر من الانفجار وهو مشتق منه اى مأخوذ منه  والاشتقاق هو خروج لفظ من لفظ وهنا نفهم ان الله يتحدث عن كيفية خلق الكون واسرار ذلك الخلق، ولايتحدث فى الدين او الشريعة نهائيا وهنا قد يفيدنا الاشتقاق اللفظى لفك طلاسم الاية وفهم دلالات ٱلفاظها

* لكن فى حالة فى كبد لن يفدنا الاشتقاق من اللفظ كبد، ولكن علينا ان نذهب الى جذوره فى مصنفات اللغة، ونذهب الى معانيه الشاذة والنادرة بعيدا عن المعنى الظاهر للفظ، ولا نتعجل فأنخذ بالمعنى المشهور لدى الناس او فى عربيتهم

* فعندما نتعجل ونترجم الكبد بأنها المشقه  ويقول تعالى عن الانسان انه خلق فى (كبد) ونفسر كبد على انها (المشقه) فلن يستقيم المعنى ابدا فهناك اناس مرفهين للغايه لايعرفون عن المشقة شئ وعليه ان نبحث عن جذور كبد  ومعانى اخرى للفظ  أو نذهب الى مشتقاته كما أن الاية التالية فى السياق العام ترفض ذلك وهى مرتبطة بالاية 4 وليست منفصلة عنها

* فكيف سيقصد الله انه خلق الانسان  فى مشقة وتعب ثم يقول ربى فى مباشرة وارتباط بين الاية 4 والاية 5 وفى استنكار عائد على الاية 4   👈ايحسب  ان لن يقدر عليه احد؟!، لن يستقيم المعنى ابدا، السياق العام سيرفض لان المعنى العام سيكون (خلقت الانسان فى مشقة فحسب ان لن يقدر عليه احد!! ) وهذا تفسير لايقبله العقل ويرفضه المنطق وغير متسق المعنى

* ولكن  إذا قرأنا الآية التي تلي اية خلق الانسان فى كبد مع الآية التى تليها  {أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ} (البلد 5)  فقد نسير فى اتجاه المعنى المقصود وفى (أحد المعاني في لسان العرب لكبد ) يقول الفراء  ان خلق فى كبد  اى 👈خلق منتصبا فالإنسان هو  المخلوق المنتصب، وقال المنذرى سمعت أبا طالب يقول( ان الكبد  هو  الاستواء والاستقامة)

*  وربما يمكننا الان فهم المعنى العام، ان الله تعالى يقول أننا خلقنا الانسان  قائما منتصبًا وهنا قد يكون المقصود ان الانسان خلق منتصبا قائما على الامور فى الحياة  الدنيا فدب فيه الغرور فحسب أن لن يقدر عليه أحد،

* وعلينا ونحن نتدبر فى الآية 4 ان نضع فى اعتبارنا ما جاء في الآية 5 لأنه عائد على الاية 4 ومرتبط به اى  ان نضع فى حساباتنا سياق الآية التى تليها كي يستقيم المعنى العام ويقبله العقل والمنطق ويصبح المعنى له معنى مقبول ومتسق ومفهوم

* وعموما مع الآيات البينات لابد من استخدام  أداة الاشتقاق اللفظى فالفجر من الانفجار مثلا، فإن فشلت، فعليك ان تستخدم جذور اللفظ جميعا   وتقلبها مع السياق حتى يقبل ويستقيم المعنى، فإن فشلت، فعليك بمعانى اللفظ الشاذة وغير المستخدمة حاليا فى عربيه الناس، وعليك ان تجربها مع السياق حتى يقبل، فنساء معناها المألوف( جمع امرأة) ولكن معناها غير المألوف الشاذ (جمع نسئ)، وكبد معناها المألوف (المشقة) ومعناها غير المألوف( الانتصاب) والاستقامة والاعتدال.