كشف كريستيان يوكا رئيس قطاع أفريقيا بالوكالة الفرنسية للتنمية بباريس عن أن الوكالة تعتزم تنفيذ العديد من المشروعات والبرامج الجديدة فى مصر خلال العام المقبل، وذلك فى إطار الشراكة المتميزة التى تمتد إلى خمسة عشر عاما قامت خلالها الوكالة بدعم أجندة التنمية فى مصر بحوالى 7 ر 2 مليار يورو.
وقال يوكا - فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط على هامش زيارته الحالية للقاهرة - إن الشراكة مع مصر والتى نحتفى هذا العام بمرور 15 سنة على انطلاقها فى عام 2006 تتطور بشكل مستمر بل وتتنوع بشكل أكبر وبطريقة استثنائية.
وأضاف أن الوكالة الفرنسية للتنمية استطاعت على مدى ثمانين عاما منذ تأسيسها تأكيد وجودها كفاعل لا غنى عنه في مجال التنمية.. مؤكدا أن مصر تعد نموذجا للتعاون يحتذى به في كل القارة الأفريقية.
وأشار مسئول الفرنسية للتنمية على التزام الوكالة بدعم تنفيذ استراتيجية 2030 للتنمية المستدامة في مصر، وأوضح أن الوكالة الفرنسية للتنمية دعمت مشروعات هامة فى مصر فى مجال البنية التحتية وخاصة فى قطاعات النقل والطاقة.
ولفت إلى أن السنوات الأربع الماضية شهدت تكثيفا للتعاون بين الجانبين حيث قامت الوكالة بتمويل مشروعات عديدة شملت مجالات جديدة لاسيما قطاع التعليم العالى والضمان الاجتماعى وهو ما يتماشى مع الأولويات التى حددتها الحكومة المصرية، حيث تدعم الوكالة الفرنسية للتنمية منذ عام 2006 مصر في تنفيذ برامجها ذات الأولوية في مجال التنمية والاستثمارات القطاعية ودعم القطاع الخاص والتوظيف وتعزيز التلاحم الاجتماعي من خلال برامج تقدر بما يزيد عن 2.7 مليار يورو وتهدف من بينها إلى توفير وسائل نقل عالية الأداء والجودة والأمان لصالح 4 ملايين راكب يوميا في القاهرة والإسكندرية، ولاسيما السيدات، توصيل شبكة صرف صحي يستفيد منها 4 ملايين نسمة وشبكة مياه شرب نظيفة يستفيد منها 2.7 مليون نسمة وتوصيل الغاز الطبيعي لـ2.4 مليون منزل، لاسيما في المناطق العشوائية؛ إدارة أكثر إنصافا للموارد المائية لصالح 250000 مزارع (يستفيد منها 105 ملايين نسمة)، مرافقة مصر في تنفيذ الـتأمين الطبي الشامل لصالح كل المواطنين المصريين، بخلاف بروتوكول للحد من انبعاث ثاني أكسيد الكربون بما يوازي انبعاثات مليون سيارة سنويا.
وحول عدد المشروعات التى تعتزم الوكالة القيام بها خلال العام المقبل فى مصر.. قال المسئول الفرنسي إنه خلال العام الجارى قامت الوكالة الفرنسية للتنمية بتنفيذ حوالى سبعة مشاريع بقيمة تعادل حوالى 300 مليون يورو.. موضحا أنه خلال العام المقبل 2022 سنقوم بعدد من المشروعات الاخرى.
وأشاد مسئول أفريقيا بالوكالة الفرنسية للتنمية بالمشروعات العملاقة التى تنفذها مصر حاليا خاصة مشروع العاصمة الإدارية الجديدة.. مضيفا أننا مهتمون للغاية بان نرى كيف تعمل الحكومة المصرية على التطوير من خلال إقامة العاصمة الإدارية لتقليل الضغط على مستوى العاصمة القاهرة.
وأشار إلى أن المشروعات الجديدة فى مصر تراعى النمو الديموغرافى وفى نفس الوقت تهدف إلى التطوير بالطريقة المثلى.
وحول الدور الذى تقوم به مصر فى أفريقيا.. أكد يوكا أن مصر دولة كبيرة تقوم بدور نشط بالإضافة إلى دبلوماسيتها الديناميكية على مستوى القارة وهو ما ظهر جليا من خلال التزامها فى المفاوضات حول المناخ خلال مؤتمرات المناخ، فمصر تتحدث باسم أفريقيا فى هذا الصدد خلال المفاوضات الدولية حول التغيرات المناخية.
ووجه مسئول الوكالة الفرنسية التهنئة للحكومة المصرية على استضافة قمة المناخ المقبلة COP 27.. مؤكدا على الدور الهام للقمة العالمية من اجل مكافحة التغيرات المناخية.
وشدد على أن مكافحة التغيرات المناخية والتكيف مع أثارها تعد أولوية بالنسبة للوكالة الفرنسية للتنمية منذ فترة طويلة، حيث التزمت منذ عام 2017، بموائمة جميع أنشطتها مع اتفاقيات باريس للمناخ. مذكرا بان الوكالة الفرنسية خصصت منذ عام 2015، مبلغ 30 مليار يورو لتمويل مشروعات متعلقة بالمناخ، منها 7 مليارات يورو خصصت للتكيف مع التغيرات المناخية.
وأعرب رئيس قطاع أفريقيا عن سعادته للمشاركة فى الاحتفال بمرور80 عاما على تأاسيس من خلال الحدث الذى نظمته السفارة الفرنسية بالقاهرة امس الأول الأربعاء بهذه المناسبة.
وتعد الوكالة الفرنسية للتنمية مؤسسة مالية عامة ومتضامنة، الفاعل الرئيسي في تنفيذ السياسة الفرنسية في مجال التنمية، ونلتزم بدعم مشروعات من شأنها تحقيق تحسن ملموس في الواقع اليومي للشعوب، سواء في الأراضي الفرنسية الواقعة ما وراء البحار أو في البلدان النامية والناشئة، اتساقا مع أهداف التنمية المستدامة وأولويات التحرك الخارجي لفرنسا.