الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

«نيويورك تايمز»: الحرب فى إثيوبيا تدمر الاقتصاد

رئيس الوزراء الإثيوبي
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عاد رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد، الأربعاء ٨ ديسمبر الجاري، إلى مكتبه فى أديس أبابا، معلنا انتهاء المرحلة الأولى من حربه ضد جبهة تحرير شعب تيجراي، حيث أكد الإثنين الماضى السيطرة على مدينتى ديسى وكومبولتشا، على بعد نحو ٢٥٠ ميلًا شمال شرق العاصمة، وصرح آبى أحمد فى أعقاب ذلك: «لن يوقفنا شىء، وسيتم تدمير العدو».

وفى هذا السياق، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن الصراع المستمر منذ عام فى إثيوبيا سيتسبب فى تآكل المكاسب الاقتصادية التى حققتها إثيوبيا بشق الأنفس على مدى العقدين الماضيين، وعندما وصل آبى إلى السلطة فى عام ٢٠١٨، وعد بتحرير الاقتصاد وخصخصة الشركات التى تديرها الدولة فى محاولة لجذب المستثمرين وتعزيز أحد أسرع الاقتصادات نموًا فى أفريقيا.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الخبراء يؤكدون أن تصاعد الديون، وارتفاع التضخم، وطرد إثيوبيا من قانون «أجوا» والزيادة الحادة فى أسعار المواد الغذائية الأساسية من شأنها أن تقوض طموحات رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد.

وأضافت الصحيفة الأمريكية فى تقرير لها الأسبوع الجارى أن قطاع الزراعة فى إثيوبيا، التى تعد العمود الفقرى للاقتصاد، تعانى بشدة مع نزوح المزارعين، ولا سيما فى منطقة تيجراى الشمالية مع فرارهم إلى السودان، ما تسبب فى إغلاق السلطات جميع المدارس الثانوية حتى يتمكن الطلاب من المساعدة فى حصاد المحاصيل لدعم أولئك الموجودين فى الخطوط الأمامية.

وشجبت ست دول من بينها كندا وأستراليا والمملكة المتحدة الإثنين الماضى عمليات الاعتقال التى تشنها قوات الأمن الإثيوبية ضد عرقية تيجراي، قائلة إنه لا يوجد مبرر للاحتجاز الجماعى لأشخاص من مجموعات عرقية معينة.

فيما تحدثت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، عن تحالف الآلاف من الرجال والنساء بالجيش الإثيوبى، وتأثير ذلك على وظائفهم، قائلة: «فى جميع أنحاء إثيوبيا، ترك الآلاف من الرجال والنساء وظائفهم للالتحاق بالقوات المسلحة للبلاد، حيث هددت جبهة تحرير شعب تيجراى بغزو أديس أبابا، مما أثار مخاوف من أن الصراع المحتدم سوف يتحول إلى حرب أهلية شاملة».

وأضافت الصحيفة الأمريكية: «أدى تدفق المجندين الذين لا يملكون أى خبرة فى القتال، إلى قلق العديد من الإثيوبيين من أن الصراع على وشك الدخول فى مرحلة خطيرة، وتقول جماعات حقوقية ومستشارون أمنيون إن من المرجح أن تكون السيطرة على الميليشيات غير المدربة أكثر صعوبة، مما قد يؤدى إلى تأجيج الصراع العرقي».

وقال رئيس بلدية المدينة «أدانش أبيبي» إن نحو ٢٠٠ ألف شاب انضموا إلى مجموعات الحراسة للدفاع عن العاصمة ويقوم آخرون، مسلحون بالعصي، بدوريات فى الشوارع كل مساء، ويفتشون المركبات بحثًا عن متمردين وأسلحة مشتبه بهم.

وقال «إدوارد هوبى هامشر»، محلل شئون أفريقيا لـ«وول ستريت جورنال» إن عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين المقاتلين والمدنيين يزيد من مخاطر انتهاكات حقوق الإنسان وصعوبة محاسبة الجناة.

وأكدت الصحيفة أن بعض أنصار الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى تعرضوا للتعذيب والاعتداء الجنسى والقتل على أيدى القوات الإثيوبية وحلفائها الإريتريين، وفقًا لجماعات حقوقية، التى اتهمت أيضًا مقاتلى المتمردين بارتكاب انتهاكات، وحذرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول غربية أخرى مواطنيها من مغادرة إثيوبيا مع تقدم المتمردين جنوبا نحو أديس أبابا.

وأكد «جيتاتشو رضا»، المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيجراي، إنهم لم يعودوا يسيطرون على ديسى وكومبولتشا، قائلًا إنهم غادروا كجزء من خطتهم، ووجهت تيجراى اتهاما لآبى أحمد بزيادة استخدامها للطائرات بدون طيار فى الأسابيع الأخيرة، قائلين إن ذلك أدى إلى مقتل مدنيين وتدمير أهداف غير عسكرية.

وفى أعقاب استعادة الجيش الإثيوبى لعدد من المناطق من قبضة جبهة تيجراى وجيش تحرير أورومو، أعلنت جبهة تحرير شعب تيجراي، إن انسحابها الأخير من عدد من المدن، يأتى ضمن استراتيجية تسعى لتنفيذها، تهدف من خلالها لتحقيق نصر نهائى ومفاجئ، ضد قوات آبى أحمد، الذى أدخل بلاده فى أتون حرب أهلية منذ أكثر من عام.

وقالت الجبهة، إنها حققت انتصارات استراتيجية فى الهجمات التى نفذتها ضد قوات النظام الإثيوبى منذ يونيو ٢٠٢١، ما أصاب نظام آبى أحمد، بـ«الشلل» وأفقده القدرة على القيام بأى شيء.

وفى هذا السياق قال موقع «جلوبال نيوز» إن تقهقر قوات تيجراى يأتى بسبب استخدام الجيش الإثيوبى للطائرات بدون طيار، بشكل مكثف ما أدى إلى انسحاب تيجراى وأورومو إلى التضاريس الجبلية التى تمكنهم من الاختفاء بعيدا عن الضربات الجوية، حيث اعتادوا على هذا النوع من التضاريس خلال القتال.

وأوضح الموقع أن التنسيق بين «تيجراي» و«أورومو» سيضمن هجوما مؤثرا ضد القوات الحكومية، وتشير التقارير إلى أن الهجوم سيكون شمال وغرب أديس أبابا وإذا حققوا نجاحا، فسيضغط على قوات الدفاع الوطنى الإثيوبية والميليشيات المتحالفة معها لنقل المزيد من القوات إلى منطقة أورومو، التى تحيط بأديس أبابا.

ودخلت إثيوبيا فى حرب أهلية، منذ بدء الجيش الإثيوبى فى حملته العسكرية ضد جبهة تحرير شعب تيجراي، فى نوفمبر من العام الماضى ٢٠٢٠، وأسفرت عن دخول الإقليم الواقع شمال البلاد فى أزمة إنسانية مروعة، ونزح عشرات الآلاف إلى ولاية القضارف السودانية المتخامة لإقليم تيجراي، هربا من القتل والدمار وجرائم الاغتصاب والانتهاك الجنسي، المنتشر فى شوارع تيجراي.

وتحالفت ميليشيات الأمهرة والجيش الإريتري، مع الجيش الإثيوبى فى الحملة العسكرية، التى ارتكبت انتهاكات ترقى لتكون جرائم ضد الإنسانية وفقا لتقرير منظمة العفو الدولية، وعلى الرغم من إعلان آبى أحمد تحقيق الانتصار على جبهة تيجراي، إلا أنه منذ يونيو الماضى بدأت الأمور تنقلب رأسا على عقب.

وتمكنت جبهة تحرير تيجراي، من استعادة السيطرة على ميكيلى عاصمة الإقليم الشمالي، ما أسفر عنه هروب الجيش الإثيوبى بعد أسر ٨ آلاف جندي.