رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأنبا موسى محمية روحية فكرية بالكنيسة الأرثوذكسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يبدأ نيافة الانبا موسي عامة الثالث والثمانين، وعامه الـ 45 في الرهبنة والكهنوت،"أنجيلوس البراموسي"، وعامـه الـ 41 لاختياره أول أسقف عام للشباب عام 1980. منذ اكثر من ثلاثين عاما تعرفت علي نيافة الانبا موسي اسقف الشباب، ومن الوهلة الاولي للقائنا، ادركت انني امام احد اباء برية شهيت في عصرها الذهبي روحيا ولاهوتيا، مواطن مصري يدرك رائحة الارض في اسيوط حيث ولد، ومعني الانسان من اختيارة مهنة الطب،وتخرجه عام 1960 ليكون نبراسا للمئات من خريجي كليات الطب الذن ترهبنوا بعدة،، لم اصدق ان هذا الراهب الطبيب سوف يترك مجد العالم ويلتحق بدير البراموس، وامتدت خدمتة علي طول الشط من اسيوط لبني سويف وصولا للاسكندرية مرورا بالقاهرة، ولكن حينما قطعت كلماتة معي جدار الصمت، قادتني تلك الكلمات الي عالم مكتبة الاسكندرية القديمة، حينما كان الاقدس هو الاعلم والاعلم هو الاقدس،ووقتها استطاعت الكنيسة تقديس العلم وعلمنة القداسة، وسبقت بذلك العالم شرقا وغربا،تلك الخلفية التي قادت الينا انجيلوس البراموسي من القدوم لنا عبر القرن الرابع من عمق الصحراءالي القرن العشرين ثم الواحد والعشرين في اسقفية الشباب،تابعت ما قدمة في اسقفية الشباب،لم يكن مجرد انشطة،واحتفالات ومهرجانات،بل كانت الاسقفية محمية روحية ولاهوتية للحفاظ‏ ‏علي‏ ‏قيم‏ ‏تكاد‏ ‏تكون‏ ‏قد‏ ‏اندثرت‏ ‏من‏ ‏مجتمعنا‏ ‏وكنيستنا‏، منهم عشرات الاساقفة ومئات الكهنة والمكرسين ومئات الالاف بل والملايين من العلمانيين عبر مهرجان الكرازة السنوي الذي يكتشف منه ازهار ومواهب الكنيسة في الروحانيات والثقافة والفن. وزرع صاحب النيافة أشجارا كثيرة، كبرت واثمرت وظللت سماء الكنيسة والوطن، وعشعشت واحتمت بها عصافير كثيرة، مسيحيين ومسلمين في بستان الكنيسة العتيدة، غردت طيور كثيرة من مختلف الاديان والمذاهب،مثل الراحلين احمد عبدلله رزة، وجورج عجايبي وامير سالم، واخرين اطال الله اعمارهم مثل احمد بهاء الدين شعبان، وسمير مرقص وحنا جريس وفيفيان فؤاد وعماد جاد وسمير زكي، وغيرهم حيث فتح الانبا موسي ابواب الكنيسة للوطن، وهكذا ساعد الانبا موسي الشباب علي الخروج بالكنيسة للوطن. كل من تتلمذ وخرج من عباءة الانبا موسي تحول الي انسان وطني يجسد بوطنيتة مجد الله الحي،ويؤكد ان لاهوت الكنيسة لا يتناقض مع لاهوت الوطن، ولذلك من يحصي المواطنين المصرين الاقباط الذين ثاروا في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، سيجد في مقدمتهم ابناء واحفاد بالروح والتعليم للانبا موسي،ابناء درسة القبطية الوطنية، هؤلاء الذين كانوا يرفعون علم مصر وينكرون ذواتهم، دون ضجيج او "شو" اعلامي، او مكاسب رخيصة،كما يفعل البعض من تحويل "القبطنة" من هوية روحية وطنية الي مهنة سياسية للتكسب، واصبحت علاقتم بالكنيسة حق الانتفاع والجلوس في مقدمة الصفوف بالاعياد لتلقيس التهنئة ليس الا. ‏‏تحية لهؤلاء التلاميذ الذين ليسوا افضل من معلمهم،ولازالوا يسيرون علي نهج معلمهم الاول المسيح الذي قادهم الي منهجة الانبا موسي. تحية وصلاة وامتنان لنيافة الانبا موسي الذي ظل طوال نصف قرن كما قال داود النبي " كشجرة مغروسة عند مجاري المياة، التي تعطي ثمرها في اوانه، وورقها لايذبل، وكل ما يصنعة ينحج "