الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

كاتب تونسي يكشف حقيقة إشعال عضو بالنهضة النار في نفسه

باسل الترجمان- كاتب
باسل الترجمان- كاتب تونسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الكاتب التونسي باسل الترجمان، الخبير في شئون الجماعات المتطرفة، أن ما وقع اليوم الخميس في مقر حركة النهضة من إقدام أحد عناصرها، الذي كان مسجونًا بتهمة الانتماء لجهازها السري في سنوات حكم زين العابدين بن علي، هو أمر مؤسف للغاية، خاصة وأنه أحرق نفسه كتعبير يائس جراء المشاكل التي تعيشها قيادات النهضة فيما بينها، وجراء طرده من العمل، بعدما عمل في مقر الحركة منذ عدة سنوات، وتم التخلي عنه لكونه مقربًا من أحد القيادات المطرودة مؤخرا من حركة النهضة الإخوانية.

وخلال تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" تعليقًا على وفاة سامي السيفي، عضو حركة النهضة الإخوانية بعد إحراق نفسه داخل مقر الحركة، اليوم الخميس، قال "الترجمان": إن قيادات وأعضاء وإعلام تابع لحركة النهضة حاول أن يبرر الواقعة، ويجد له مخرجًا من الأزمة، حيث حاولوا التلاعب بحقيقة ما جرى اليوم، حاولوا في البداية توجيه اتهامات بأن مجموعات تابعة للرئيس قيس سعيد هجمت على المقر، ثم اخترعوا كذبة أخرى أن هناك شخصًا تسلل الى المقر وأحرق نفسه، ثم رويدا رويدا  كُشِفت الحقائق، وتبين أنه شخص تم طرده من العمل بعد سنوات، وعندما عاد ليطلب العودة طردوه مجددًا من مكتب أحد القيادات فأشعل النار في نفسه داخل هذا المكتب فنتج عن ذلك وفاة "السيفي" وإصابة قيادة أخرى بحروق بالغة يرقد على إثرها في المستشفى.

وأضاف "الترجمان" أن ما جرى اليوم يعكس حالة اليأس والتململ التي تعيشها العناصر القديمة لحركة النهضة الذين يشاهدون بأم أعينهم كيف تعيش الحركة! وكيف تعيش القيادات! وكيف يتمتعون بمباهج الحياة! بينما هم يعانون من صعوبة الظروف، ويعانون طلب لقمة العيش لأسرهم، فجاء الحريق كتعبير يشابه في تفاصيله ما أسميته اليوم "بوعزيزي النهضة" نسبة إلى البوعزيزي الذي قام بإحراق نفسه في 17 ديسمبر2010.

وأوضح أنه سيكون لهذه الحادثة ارتدادات كبيرة داخل حركة النهضة، خاصة بعدما تحدث رئيسها راشد الغنوشي وأعلن أن الرجل أحرق نفسه لأنه لم يحصل على تعويضات، ولم ينل حقوقه، وأن هناك أطرافًا منعت إعطاء هؤلاء حقوقهم.

وعلق "الترجمان" على تصريحات الغنوشي، قائلا: وأعتقد أنه زاد الطين بلة بهذا الكلام غير المسئول، لأن الجميع يعلم أن الرجل طُرد من عمله، وتم التشفي به لأنه كان محسوبًا على قيادة مطرودة مؤخرا من الحركة، فأراد الغنوشي أن يبرر هذا الحدث فزاد الأزمة اشتعالا، وزاد من تعرية الفرق الشاسع بين قيادات الجماعة وبين العناصر التي تاجرت بها وزجت بها في السجون.

واختتم "الترجمان" حديثه: حادث اليوم مؤشر خطير على واقع حال ما يجري داخل النهضة، وفي ظني أنه سيكون له ارتدادات خطيرة على أعضاء الحركة، فكل يوم من داخل الحركة تنفجر أزمة جديدة، وصلت إلى أن يحرق أحد أعضائها القدامى نفسه داخل مقرها في تعبير يائس لمحاولته فهم ما يجري معه، وتعبير عن حجم القطيعة بين قيادة النهضة وما بقى لها من عناصر في الشارع التونسي.

حريق عضو إخواني لنفسه بمقر النهضة
حريق عضو إخواني لنفسه بمقر النهضة