في تجربة تهتم بالعالم النقدي، أطلق الناقد محمود الغيطاني، والروائي والفنان التشكيلي ياسر عبد القوي مجلة جديدة باسم "نقد 21".
أكد كل من الغيطاني، وعبد القوي أن المجلة ستصدر مُؤقتا بصيغة PDF تمهيدا لإصدارها ورقيا فيما بعد، كما أنها ستصدر بشكل شهري. وقد قال الغيطاني: إن هذه التجربة الجديدة تضع نصب عينيها العملية النقدية في جميع مجالات الفنون، فهي ليست قاصرة على الأدب أو السينما فقط، بل تتضمن بالإضافة إلى ذلك النقد المسرحي، والتشكيلي، ونقد الصورة الفوتوغرافية، والمُوسيقى والغناء، أي أنها تهتم بنقد جميع المجالات، فضلا عن نشر الترجمات النقدية أيضا.
كتب رئيس التحرير، الغيطاني، في افتتاحية العدد الأول بعنوان "العبث في مُقابل العبث" ما يشبه المانفيستو الذي بدا هجوميا على الحياة الثقافية، واصفا ما يحدث فيها من فوضى وعبث، وقال: إذن، ففي خضم هذه الفوضى التي تُميز هذه الفترة الزمنية وما يدور فيها؛ يصبح إصدار مجلة نقدية مُتخصصة من قبيل العبث المُقابل لعبث أكثر جنونا منه؛ فمن سيهتم بمجلة نقدية تُخصص كتاباتها لنقد كافة أجناس الفنون، ومن سيلقي بالا لمجموعة من الكتاب والأسماء المُختارة من جميع أقطار المنطقة العربية يكتبون بجدية، وما زالوا مُصرين على عدم الانخراط فيما يدور من حولهم من خفة وتساهل في تناول الأمور؟! لكن، لم لا نُقابل العبث الحقيقي- الابتذال- بعبث مُقابل- الجدية- ليكون الأمر بمثابة العبث في مُقابل العبث- مع الفارق؟
واستمر الغيطاني في مُقدمته: لقد قابلنا العبث الدائر من حولنا بعبث آخر مُضاد ومُختلف، لكن بما أن الديمومة من الأمور المُستحيل تحقيقها، وبما أن كل شيء قد ينتهي في أي لحظة؛ فنحن لا نعد أحدا باستمرار التجربة، صحيح أنها قد انطلقت من أجل الاستمرار- وهذا ما نتمناه- لكن لكل شيء في الحياة فترة صلاحية لا بد أن ينتهي عندها، فإذا ما انتهت هذه التجربة ربما ينبت شيء جديد أكثر أهمية منها.
وهو الأمر الذي أكد عليه مُدير التحرير والمُخرج الفني للمجلة ياسر عبد القوي في الصفحة الأخيرة من المجلة؛ حيث وصف الحياة الثقافية بالشللية الفوضوية التي تعمل على تسييد كل ما هو مُبتذل وشائه، وأكد أن دور هذه المجلة هو إعطاء النقد حقه، واصفا العملية النقدية بأنها البوصلة الحقيقية للحياة الثقافية والفنية.
تضمن العدد الأول ملفا بعنوان "تجليات المدينة في الرواية العربية"، وهو الملف الذي شارك فيه الناقدة السورية دعد ديب بمقالها "المدينة والرواية: صوت وصدى"، والناقدة التونسية فاطمة بن محمود بمقالها "دلالات المكان في رواية "حذاء إسباني" للروائي التونسي محمد عيسى المُؤدب"، والناقد الجزائري فيصل الأحمر بمقاله "غد افتراضي لمدينة اليوم: عن تصور المدينة في الخيال العلمي العربي، والناقد الجزائري لونيس بن علي بمقاله "لعبة النور والظلام في تمثيلات المدينة في رواية "سطوح أُورسول" للروائي الجزائري محمد ديب"، والناقد المغربي هشام مشبال بمقاله "الكاتب والمدينة ومُغامرة السرد: صورة تطوان في رواية "المصري" لمحمد أنقار، والناقد المغربي حسن المودن بمقاله "مسرحية هاملت: أهو قتل الأب أم قتل الأخ؟ نحو قراءة نفسانية جديدة"، بينما اشتركت المُترجمة والروائية المغربية سلمى الغزاوي بترجمتها عن الفرنسية للمقال النقدي الذي كتبه مُصطفى الطوبي بعنوان "عندما تُحرر الترجمة النص الأدبي: رواية "الخبز الحافي" لمحمد شكري نموذجا.
وفي مجال الفوتوغرافيا كتب الناقد الأردني صالح حمدوني بعنوان "محاولة لاجتراح نص بصري موازٍ: قراءة في الفوتوغراف، وفي مجال السينما كتب الناقد محمود الغيطاني "رأفت الميهي: سينما المسخرة"، وفي مجال الكوميكس كتب ياسر عبد القوي مقالين بعنوان "الكوميكس: ملاحم العصر الحديث"، و"الكوميكس والسياسية، بينما كتب الناقد العراقي خضير الزيدي في مجال النقد التشكيلي بعنوان "علاء بشير: اللجوء لفن سيريالي من أجل إحياء الذاكرة، وكتب محمد نبيل من مصر مقاله "كلام إيفلين عشم الله الذي لا يُقال: جدليات في تاريخ الفن المصري"، وأدار ياسر عبد القوي حواره بعنوان "العرافات الثلاث: مائدة حوار: بثينة شعلان، وعلياء الجريدي، وهمت ريان"، وفي مجال المُوسيقى كتب الباحث المصري محمد دياب مقاله "الأخوان رحباني وسيد درويش: تاريخ مُوسيقي تتشابك حلقاته".