عاصفة ترابية رملية تضرب البلاد اليوم الأربعاء، وذلك بعد توقعات هيئة الأرصاد الجوية لطقس غير مستقر، حيث يسود طقس مائل للبرودة نهارًا على القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية وشمال الصعيد، ونشاط لرياح محملة بالأتربة والرمال على شمال البلاد حتى شمال الصعيد، أكدت بعض الأطباء على ضرورة الالتزام بالجلوس في المنازل وتجنب الخروج إلا في حالة الضرورة القصوى، مع اتخاذ التدابير اللازمة خاصةً لمرضى الصدر والجهاز التنفسي.
وأوضحت الهيئة، أن الطقس اليوم الأربعاء مائل للبرودة نهارًا على القاهرة الكبرى والسواحل الشمالية والوجه البحري وشمال الصعيد، ومعتدل على جنوب سيناء وجنوب البلاد، وعن حالة الطقس ليلًا فيسود طقس بارد ليلا على كافة الأنحاء، وقد تصل الرياح المحملة بالأتربة والرمال إلى حد العاصفة على المناطق المكشوفة على فترات متقطعة.
وتابعت، أنه هناك اضطراب بالملاحة البحرية على البحر المتوسط وسرعة الرياح من 60: 70 كم في الساعة، وارتفاع الموج من 4: 5 أمتار، واضطراب بالملاحة البحرية على البحر الأحمر وسرعة الرياح بين 50: 60 كم في الساعة وارتفاع الأمواج من 2.5: 3 أمتار، وقد يشهد اليوم أيضًا فرص أمطار خفيفة على مناطق من جنوب الدلتا قد تصل إلى القاهرة الكبرى على فترات متقطعة، وفرص أمطار متوسطة على مناطق من السواحل الشمالية وشمال الدلتا على فترات متقطعة.
جاءت درجات الحرارة اليوم الأربعاء، كالتالي: «القاهرة العظمى 20 درجة والصغرى 13 درجة، والإسكندرية العظمى 19 والصغرى 13 درجة، ومطروح العظمى 20 درجة والصغرى 12 درجة، وسوهاج العظمى 21 درجة والصغرى 10 درجة، وقنا العظمى 21 درجة والصغرى 11 درجة، وأسوان العظمى 23 درجة والصغرى 12 درجة».
نصائح الأطباء للمواطنين بشأن العاصفة الترابية
بدوره، يوضح الدكتور طه عبد الحميد، أستاذ الصدر والحساسية بكلية الطب جامعة الأزهر، أن الطقس اليوم الأربعاء يشهد رياح محملة بالأتربة والرمال التي تتطلب عدم خروج أصحاب أمراض الجهاز التنفسي المزمنة من المنازل إلا للضرورة القصوى، وفي حالة الخروج في ظل الطقس السيئ لابد من الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية مثل تناول الأدوية المخصصة لهم، وخاصةً لمرضى الجيوب الأنفية أو الأزمات الربوية.
وينصح عبد الحميد، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، المواطنين بضرورة عدم التواجد في الأماكن المغلقة أو المزدحمة، وذلك لتجنب الإصابة بفيروس كورونا المستجد، فضلًا عن ضرورة تقوية الجهاز المناعي، وذلك من خلال شرب السوائل الساخنة والباردة وتناول الأطعمة التي بدورها تعمل على تقوية المناعة مثل: «البرتقال والمانجو والليمون والرمان والموز والبروتينات مثل اللحوم».
كما يضيف الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن تأثير الرياح المعبأة بالرمال والأتربة تسبب مشاكل في العين والأنف والحلق والجهاز التنفسي، خاصةً في مرضى الحساسية مسببة سيلان الأنف وانسدادها وبحة الصوت والسعال وضيق النفس، وتشمل أضرار الهواء الملوث الإصابة بالالتهابات التنفسية والإصابة بحساسية الصدر أو الأنف أو العين أو الجلد، قصور في الدورة الدموية.
ويتابع بدران، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الفئات الأكثر عرضة لمتاعب العواصف الترابية هم: الرضع والأطفال والمراهقون وكبار السن الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية ومرضى القلب والسكر، حيث تحتوي الرياح على الرمال والأتربة ببلايين الأطنان، والغبار وهو حبيبات صغيرة الحجم كالأتربة والرمال الناعمة ولربما يحتوي على مركبات الرصاص، والعديد من الميكروبات بالملايين، وفي معظم الأوقات تنتشر الإنفلونزا من خلال الرذاذ المتطاير في الهواء، يعطس المرضى أو يسعل قطيرات كحبيبات تحتوي على فيروس الأنفلونزا، يمكنها الانتقال حتى 6 أقدام، تتعرض لفيروس الأنفلونزا عندما تتنفس هذه القطيرات، أو عندما تسقط على الفم أو الأنف أو العين.
ويواصل، أن فيروسات الإنفلونزا يمكن أن تنتشر عبر الهواء على الغبار والألياف والجزيئات المجهرية الأخرى، وسموم البكتيريا تزيد من الحساسية ضد حشرة الفراش، وسموم البكتيريا الداخلية وهي عبارة عن مواد سامة موجودة في أنواع معينة من البكتيريا، وتنطلق هذه الجزيئات الصغيرة عندما تتفكك هذه البكتيريا فى الهواء وتصبح محمولة جوا يتنفسها المرء، تسبب التهابات الشعب الهوائية، كما تشمل مصادر سموم البكتيريا الداخلية الأوساخ والقاذورات، والغبار، والهواء الخارجي، والعديد من أنواع مختلفة من الفطريات، وهناك أنواعا مختلفة من الفطريات موجودة في رياح الخماسين، منها ما لا يقل عن 80 نوعا تسبب حساسية الصدر وأنواع أخرى تسبب احتقان الجيوب الأنفية والإحساس بالتعب، ومنها ما يتواجد به سموم تسبب التهابات في الجهاز العصبي وتقلل من إنتاج الموصلات العصبية.
ويؤكد، أنه هناك العديد من أنواع مختلفة من حبوب لقاح، والعديد من مسببات الحساسية المشتقة من الحيوانات خاصة الأليفة، وملوثات الجو الأخرى: ملوثات الهواء المنزلي موجودة حتى في نصف منازلنا على الأقل وتشمل مخلفات التدخين السلبي، والجسيمات العالقة: قطرها أقل من 0.1 ميكرومتر وتبقى عالقة، ومسببات الحساسية المشتقة من الحشرات والقطط والكلاب، موضحًا أن أضرار تلوث الهواء تختلف حسب عدة متغيرات وهي حجم الجسيمات العالقة في الهواء، الجسيمات الصغيرة الحجم أكثر ضررا بسبب سهولة المرور عبر الأنف والحنجرة والقدرة على دخول الرئتين، ونسب وتركيز الجسيمات العالقة في الهواء، وطبيعة الجسيمات العالقة في الهواء، وفترة التعرض للهواء الملوث، وكذلك على حسب العوامل البشرية مثل السن- الحالة الصحية- المناعة- الوراثة.
ونصح بدران، بضرورة شرب الماء والسوائل الطبيعية خاصة الدافئة ارتفاع محتوى الماء في المخاط يساعد على ترطيب الهواء خلال مروره بالمجارى الهوائية، وتجنب الخروج من المنزل خاصةً المرضى الذين يعانون من أمراض بالجهاز التنفسي خاصة مرضى الربو ومرضى حساسية الأنف وحساسية العين، وعندما تكون في الخارج حاول البقاء في المناطق المغلقة، وحاول حماية عينيك والأنف والفم من التعرض المباشر للعواصف الترابية، وتجنب العدسات اللاصقة وقت هبوب العواصف الترابية، واستخدم الفازلين لترطيب الأنف حتى لا تجف، وتجنب أي مجهود شاق خارج المنزل، واستخدام ماسكات ضد الأتربة، أو تغطية الأنف بماسك أو بكوفية أو إيشارب أو استخدم مناديل مبللة، وغسل اليد الوجه والرأس بعد الوصول، وتنظيف الأنف باستمرار، التخلص من الأتربة في المنازل أو أماكن العمل أو السيارات بالمسح بقطعة قماش قطنى أفضل من الكنس، تغطية أجهزة التكييف، وغلق النوافذ والأبواب، وتناول أدوية علاج الحساسيات خاصة الوقائية التى تباعد بين فترات حدوث أزمات تحسسية، ورفع القمامة من الشوارع أولا بأول، ورفع الأتربة المتراكمة من الشوارع والطرقات، فتيارات الهواء تنقلها إلى أنوف المواطنين وعيونهم وصدورهم وجلودهم وملابسهم وأغذيتهم.