اختتمت بمدينة الأقصر، اليوم الأربعاء، فعاليات المنتدى الشبابي البيئي العربي الحادي عشر تحت عنوان "التغيرات المناخية وتأثيرها على المدن التراثية"، وتضمن المنتدى أعمال برنامج إدارة المخلفات الإلكترونية لشباب الجامعات والذي تنظمه جمعية شباب مصر للتنمية والبيئة، بالتعاون مع جهاز تنظيم إدارة المخلفات بوزارة البيئة “برنامج مشروع التخلص الأمن من المخلفات الإلكترونية”، وذلك في إطار حملة "أتحضر للأخضر" وبتمويل من مرفق البيئة العالمية برنامج المنح الصغيرة.
واستقبلت المدينة الشبابية الدولية بمدينة الطود بمحافظة الأقصر، بالطبل والمزمار 250 شابا وفتاة من المشاركين فى المنتدى، وتم تنظيم زيارة لهم لحضور فعاليات عرض "الصوت والضوء" بمعابد الكرنك، لتقديم الشرح الوافي لهم بكافة تفاصيل الحضارة الفرعونية والمعالم الأثرية والسياحية بالأقصر، وكذلك رؤية طريق الكباش بعد ترميمه وافتتاحه أوائل الشهر الحالي، أو ما يعرف بطريق المواكب الكبرى، وذلك لأول مرة منذ ما يقرب 3500 عام حيث عاد ليظهر إلى النور ذلك الطريق الذي يربط بين معبد الكرنك ومعبد الأقصر في جنوب مصر.
وقال الدكتور ممدوح رشوان، الأمين العام للاتحاد العربي للشباب والبيئة ورئيس المنتدى، إن البرنامج استهدف تدريب 1000 شاب وفتاة على التعامل الأمن مع المخلفات الإلكترونية، بمشاركة الشباب من مختلف الجامعات المصرية والعربية والقيادات الشبابية، حيث تم التركيز على الشباب باعتبارهم أكثر فئة اتصالا بالتكنولوجيا، وبالتالي أكثر استهلاكا للأجهزة الالكترونية التي ينتج عنها أضرار كثيرة لابد من التوعية بها لذلك تم اختيار عنوان البرنامج " كن عصريا وصديقا للبيئة".
وأضاف رشوان، أن المخلفات الإلكترونية أصبحت تمثل مشكلة بيئية في ظل التقدم التكنولوجي وتحديث الشباب للأجهزة التي يملكونها من موبايلات وأجهزة كمبيوتر وتراكم الأجهزة القديمة وغير الصالحة بمنازلهم أو التخلص منها بطريقة غير بيئية وعندما تصل للمدافن يتم حرقها وخروج انبعاثات منها تضر الصحة أو التخلص منها لباعة الروبابيكيا الذين يقومون باستخلاص البوردات منها والتخلص من باقي مكونات الجهاز بالحرق أو إلقائها في مقالب المخلفات، ومن هنا كانت الحاجة لتعريف شباب الجامعات بتلك القضية الهامة وتدريبهم على التخلص الأمن منها، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات تهدف بشكل أساسي لرفع الوعي لدي الشباب للتصدي لقضية المخلفات الإلكترونية، كما تتيح لهم فرص الاستثمار في هذا المجال الجديد لخلق فرص عمل.
وأشار رشوان، إلي أن الزيارات التي قام بها شباب المنتدى لأهم المعالم السياحية بأسوان وتبادلهم للخبرات والمعارف لأهم دليل على أن أسوان لازالت بخير وقادرة على تخطى كارثة السيول، لما تتمتع به من مقومات طبيعية وتاريخية وتراثية وبشرية، تؤهلها لاستعادة الثقة والأمن وجذب السياحة الداخلية والخارجية، خاصة في هذا الوقت المفضل للسياحة والسفر والرحلات.
فيما قال عادل الشافعي ممثلا عن رئيس جهاز إدارة المخلفات التابع لوزارة البيئة، أن هناك جهود حثيثة من كافة الأطراف المشاركة لتوفير المناخ الملائم لدعم صناعة وطنية وأيضا لجذب أي استثمار محلي أو أجنبي للنهوض بمفاهيم الاستفادة من إدارة هذه النوعية من المخلفات، وإعادة تدوير آمنة، واسترجاع خامات يمكن الاستفادة منها في عمليات صناعية أخرى.
وأضاف الشافعي، أن لقاءنا بشباب الجامعات بالأقصر وأسوان يأتي في إطار تفعيل دور الشباب كشريحة مهمة لنهضة الدولة المصرية ولتحقيق التنمية المستدامة وتعميق الوعي بالقضايا والتحديات التي تواجه البيئة والصحة العامة لذا نشارك مؤسسات المجتمع المدني في توجيه الوعي البيئي بصورة فاعلة ولخدمة قضية الإدارة الآمنة للمخلفات الإلكترونية، مشيرا إلى أن الشباب يمثلون شريحة عريضة لمستخدمي التكنولوجيا ونظم المعلومات لذلك نقوم بتدريبهم على آليات جمع المخلفات الإلكترونية في إطار الحرم الجامعي وتوجيه هذه المخلفات للتخلص الآمن لإعادة تدويرها إلى مكونات نافعة بما يحقق مصلحة مشتركة لحماية البيئة.
وأكدت الدكتورة سالي فريد أستاذ الاقتصاد كلية الاقتصاد جامعة القاهرة، أن مشاركة الشباب في البرنامج يأتي انطلاقا من دورنا التوعوي لتدريب الطلاب علي تعريفهم بأخطار المخلفات الإلكترونية، ونشر ثقافة التخلص الأمن منها والاستفادة من تلك المخلفات وإعادة تدويرها معربة عن سعادتها بالمشاركة في أعمال المنتدى في ضوء المشاركة المجتمعية للجامعة ودورنا في الحفاظ علي البيئة وضمن توجهات القيادة السياسية لحملة أتحضر للأخضر ودعم كافة المبادرات التي تهدف للمساهمة في بناء الوطن، داعية كافة الجامعات للمشاركة في المبادرة من أجل الحفاظ علي البيئة ونشر الوعي بين الطلاب والتواصل المجتمعي لكي يتمكن الطلاب من نقل خبراتهم لخارج الجامعة لنشر الوعي البيئي.
من جانبها، قالت الدكتورة سوزي رشاد وكيل كلية الاقتصاد والإدارة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة ٦ أكتوبر، إننا نستهدف توعية شباب الجامعات بالمخلفات الإلكترونية وزيادة المعرفة بها وتعريفهم بآثارها وما يمكن للشباب القيام به على أرض الواقع، للمساعدة في الحد من الآثار الخطرة لتلك المخلفات، مع تحديث الثقافة البيئية لدى الكوادر التي تعمل مع الشباب لتشمل قضايا البيئة المستحدثة، بالإضافة إلى توسيع آفاق الشباب المشارك حول كيفية تحويل المخلفات الإلكترونية من الخطر على البيئة والمجتمع إلى أحد المشروعات الصغيرة التي يمكن تفعليها لتحويلها إلى مصدر للدخل للشباب للحد من البطالة، مضيفة إننا لدينا إستراتيجية لتخريج جيل من الشباب قادر على المساهمة في بناء الوطن.