كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عددها الصادر اليوم /الأربعاء/ أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطًا على ألمانيا لإغلاق خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الروسي، كجزء من حزمة عقوبات هددت واشنطن بفرضها على موسكو إذا اقدمت الأخيرة على غزو أوكرانيا.
وأفادت الصحيفة في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي أن مطالبة واشنطن لبرلين وبروكسل بوقف خط أنابيب الغاز الروسي عن العمل تعد جزء من حزمة عقوبات اقترحتها الولايات المتحدة لتجنب اندلاع صراع دولي جديد في المنطقة المُتاخمة لروسيا وسط مخاوف لدى مجتمع الاستخبارات الأمريكي من أن الرئيس الروسي يستعد لعمل عسكري.
يأتي ذلك، حسبما أضافت الصحيفة، في الوقت الذي استخدم فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس اتصالا استمر ساعتين مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لتحذيره من "إجراءات اقتصادية وغيرها من الإجراءات القوية" إذا أرسل الزعيم الروسي قواته إلى أوكرانيا.
وسيتم تضمين التهديد بشأن وقف خط نورد ستريم 2، الذي تم بناؤه ولكن لم يضخ الغاز بعد، إلى جانب حزمة من العقوبات الأخرى اقترحتها الولايات المتحدة وتشمل تدابير مالية مثل منع تحويل الروبل إلى دولارات ومواصلة استهداف النخبة الروسية، وفقا لتصريحات مسئولان مطلعان على الخطة للفاينانشيال تايمز.
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي لبايدن، بعد استماعه إلى لقاء بايدن وبوتين الافتراضي: "إذا كان فلاديمير بوتين يريد أن يرى تدفق الغاز عبر خط الأنابيب هذا، فقد لا يرغب في المخاطرة بغزو أوكرانيا".
وأضاف سوليفان- في مؤتمر صحفي عقده بعد اللقاء-: "لقد أجرينا مناقشات مكثفة مع كل من الحكومة الألمانية المنتهية ولايتها والقادمة بشأن قضية نورد ستريم 2 في سياق الغزو المحتمل".
في الوقت نفسه، قال دبلوماسي غربي إن واشنطن وبرلين أجريا "بعض المحادثات القوية حول خط الأنابيب، مضيفًا:" انه تم الاتفاق في النهاية على أنه في حال تعرضت كييف إلى أي غزو أجنبي، فإن نورد ستريم 2 سيصبح غير مقبول".
وأضاف مسئول أمريكي أنه من المتوقع أن تكون الحكومة الألمانية الجديدة "أكثر مساعدة" لحملة الضغط التي تشنها واشنطن ضد روسيا، حيث تحاول إدارة بايدن كسب التأييد الأوروبي لحزمة عقوبات قوية تهدف إلى جعل بوتين حذرًا من تكاليف غزو أوكرانيا.
كما أنه من المتوقع، بحسب الصحيفة، أن يسافر مسئولون أمريكيون إلى ألمانيا بمجرد تشكيل الحكومة الجديدة للبلاد بقيادة المستشار أولاف شولتز فيما قالت فيكتوريا نولاند وهي مسئولة بارزة في وزارة الخارجية الأمريكية أمس، إنها تعتقد أن ألمانيا مستعدة للمشاركة في إجراءات مهمة ضد روسيا حالما أقدم بوتين على غزو أوكرانيا.
من جانبه، قال الكرملين إن المكالمة بين بوتين وبايدن كانت "صريحة" و"عملية" حيث أخبر بوتين بايدن أن الأزمة الأوكرانية نتجت عن "سلوك كييف المدمر" وما وصفه بـ "محاولات الناتو الخطيرة للاستيلاء على الأراضي الأوكرانية وتنمية إمكاناتها العسكرية على حدودنا". وأضاف الكرملين أن الرئيس الروسي كرر دعوته للحصول على ضمانات قانونية بأن الناتو لن يتوسع شرقًا أو ينشر أنظمة أسلحة في الدول المتاخمة لروسيا والتي يمكن استخدامها لمهاجمتها.