الأسقف أفرام أنطوان سمعان: الرئيس السيسى أنقذ مصر والعالم العربى من الإخوان
الكتاب المقدس جوهره واحد.. وارد الاختلاف فى ترجماته.. ونقده لا يقلل من إيماننا
حوار- ريم مختار
تصوير- محمد لطفى
فى الأربعين من عمره مرتديا جلبابا أسود وحاملا صليبه متمسكا بعادات بلدته حسن الضيافة، واحتساء القهوة والشاى الأخضر، وفتح لـ«البوابة» أبواب كاتدرائية السيدة الوردية للسريان الكاثوليك بحى الضاهر، استقبلنا بوجه بشوش وروح خفيفة حاملا إيمانه فى قلبه.
«البوابة» كان لها حوار مع الأسقف أفرام أنطوان سمعان مطران ونائب بطريركى على القدس والأراضى المقدسة والأردن، ومدبّرًا بطريركيًا على أبرشية القاهرة والنيابة البطريكية فى السودان للسريان الكاثوليك.
وفى حديثه نقل لنا وجهة نظر العالم الذى يرى لبنان بلد ليبرالى جدًا يقبل أنماط الحياة المختلفة فهو مركز للإعلام والثقافة فى الشرق الأوسط.
السريان هم الأراميون الذين يسكنون بلاد حاران وآرام ما بين النهرين فى القرن السادس عشر قبل الميلاد، وفى القرن التاسع قبل الميلاد انتشرت لغتهم السامية فى بلاد الشام وفارس والهند والجزيرة العربية، أما كلمة سريان فقد جاءت نسبة إلى «سورس» وأُطلق على أهلها سوريان فى القرن الخامس قبل الميلاد، وآمن السريان بالمسيحية منذ القرن الأول الميلادى حيث كرز بطرس الرسول فى أنطاكية، وتوما الرسول وتلميذيه كرزوا فى الرهابنيةً أما اللغة السريانية فهى اللغة الفصحى للأرامية التى تكلَّم بها يسوع والتلاميذ الأطهار وكُتبت بها بعض أسفار العهد الجديد.
وإلى نص الحوار..
* يمكنك أن تعرفنا عن السريان الكاثوليك ولماذا تحمل الكاتدارئية اسم السيدة الوردية؟
- الكاتدرائية الرئيسة فى الظاهر وتدعى "كاتدرائية السيدة الورديَّة" أى العذراء مريم، وكلمة «الورديَّة» يقصدون بها المسبحة المستخدمة فى التسبيح، وهذه الكاتدرائية بُنيت سنة 1904م وجددت سنة 1986 وملحق بها مدرسة القديس ميخائيل وكنيسة القديسة كاترينا بمصر الجديدة ومقامة على مساحة 3000م2 وتم تكريسها سنة 1957 وكنيسة قلب يسوع بالإسكندرية والتى شيدت سنة 1930 ويخدم هذه الكنائس أربع كهنة يعاونون المطران السريانى الكاثوليكي، كما يتبعهم جمعية خيرية باسم مار أفرام الذى تعتبره الطائفة شفيعًا لها، وجمعية مار منصور، وناد للعائلات، وأخويَّة للسيدات، ومستوصف، وبلغ عدد السريان الكاثوليك حتى سنة 148 2040 شخصًا.
* فى البداية عرفنا على مطران القدس للسريان الكاثوليك؟
- أنا من مواليد بيروت، فى عام1980، والدى أنطوان سمعان وأمى ناديا أبوكسم، وأنا لى ثلاثة أشقّاء، فى البداية أنا تلقّيت التعليم الابتدائى والإعدادى فى مدرسة مار بهنام وسارة للسريان الكاثوليك ومنها إلى الإكليريكية الصغرى فى دير سيّدة النجاة الشرفة، لبنان «1997»، وتابعت الدروس الثانوية فى ثانوية غوسطا، حيث حصلت على شهادة البكالوريا اللبنانية فرع علوم الحياة «2000»، ثمّ انتقلت إلى الإكليريكية الكبرى فى دير الشرفة «2000»، وحصلت على مؤهل من الفلسفة واللاهوت من كلّية اللاهوت الحبرية فى جامعة الروح القدس – الكسليك «2005»، ومؤهل فى العلوم الليتورجية من الجامعة عينها «2006»، وحصلت على مؤهل فى القانون الكنسى من جامعة الحكمة – بيروت «2011»، كما تابعت الدراسة لسنة واحدة فى اختصاص إدارة المدارس فى جامعة روح القدس.
* وماذا عن حياتك الكهنوتية؟
- أنا سيمت شمّاسًا إنجيليًا فى 2006، على يد المطران مار ربولا أنطوان بيلوني، فى كنيسة دير الشرفة، لبنان، ثمّ سيمت كاهنًا فى نفس العام 2006، بيد البطريرك مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الأحد، فى كنيسة الدير نفسه وعيننى البطريرك عبد الأحد أمينًا للسرّ فى البطريركية «2006»، وكاهنًا مساعدًا فى رعية مار أنطونيوس بجونيه، ومرشدًا لمدرسة الليسيه المتحف، ومرشدًا للراهبات الأفراميات فى بيت مار أغناطيوس – بيروت، وجدّد البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان تعيينى أمينًا للسرّ فى البطريركية «2009-2016»، وعيّننى أيضًا عضوًا فى اللجنة الليتورجية البطريركية، ثمّ قيّمًا لدار البطريركية فى بيروت وأمينًا لصندوق أوقاف البطريركية «2009-2016»، ورئيسًا ومديرًا لمدرسة دير الشرفة «2014-2016»، ولدى مهامى القضائية فأنا محامٍ عن العدل ثمّ قاضٍ فى المحكمة الكنسية الابتدائية للسريان الكاثوليك فى لبنان «2011-2016»، ومحامٍ عن العدل فى المحكمتين الابتدائية والاستئنافية لطائفة اللاتين فى لبنان، 2012 - 2016 وقاضٍ فى الحملة الاستئنافية لطائفة الكلدان فى لبنان.
* وكيف بدأت رحلتك بالقدس؟
- بتاريخ 26/11/2016 منحنى البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، إنعامَ لبس الصليب المقدس، ثمّ أوفدنى بتاريخ 1/12/2016 إلى القدس حيث عيّننى معاونًا لسيادة المطران مار غريغوريوس بطرس ملكى النائب البطريركى فى القدس والأراضى المقدسة والأردن، فسلّمنى المطران ملكى مسئولية الأمور القانونية فى النيابة البطريركية، والنشاطات الراعوية فى رعية القدس، وتعليم اللغة السريانية، وإدارة بيت مار توما لحجّاج فى القدس، وتمثيل سيادته فى العديد من المناسبات الروحية والمدنية.
* هل لديك القدرة على التحدث بأكثر من لغة؟
- بالفعل أنا أتقن اللغات السريانية والعِبرية والعربية والفرنسية، وأتكلم أيضا الإنجليزية.
* الجميع يعلم أن القدس على صفيح ساخن، فكيف تجاوزت ذلك وذهبت لتخدم بالقدس؟
- نعم القدس اليوم ومنذ عقود وهى تغلى وعلى صفيح ساخن ولكنى أسير على دروب القديسين الذين قدموا أرواحهم وحياتهم فداء للمسيح، وأنا عندما طرح اسمى لا أتردد لحظة فى الذهاب بل بالعكس أنا أقوم بعملى على أكمل وجه، لأن لدينا جالية كبيرة فى القدس وبالنسبة لى هى الأرض المقدسة فكيف أخاف من البقاء بها وحتى القارىء يعى أين تقع الكنيسة السريانية الكاثوليكية بالقدس الشرقية وهو الجزء الفلسطينى ومعانا كل الطوائف فى هذا الجزء.
* لماذا تنهض المدارس الكاثوليكية فى العالم؟
- نعم تلك المدارس يقوم على خدمتها وإدارتها رجال ونساء تربوا على حياة عسكرية مثل حياة الجيش فنحن نعيش حياة صارمة، وهذا نعلمه للأجيال التى تقع تحت مسئوليتنا.
* كيف ترى تجديد الخطاب الدينى المسيحى؟
- دائما فى اللقاءات الشبابية نركز على أن نطالبهم بأن يكونوا مواطنين تحت مظلة القانون أولا، وأن لا يكونوا فاسدين ولا سارقين ونطالب أبناءنا دائما بالحضور إلى الكنيسة ونقول دائما إن التعليم أولا.
* لماذا لا تُطلق الكنيسة الكاثوليكية رغم وجود علة الزنا؟
- أولا ليس لدينا طلاق نهائيًا ولكن لدينا بطلان زواج فمن جمعه الله لا يفرقه إنسان، ولكن البطلان هو الاعتراف بأن الزواج تم على أسس خاطئة ومن ثم يستطيعون الزواج مرة أخرى ومفاعيل البطلان هى ذاتها مفاعيل الطلاق ولكن المسمى بطلان وليس طلاقا، فعند الأرثوذكس الزنا يعطى طلاقا، وعندنا فى عدم قدرة الزوج على أداء مهمته الزوجية بنعطى فسخ عقد زواج «بطلان زواج»، لأن ما بنى على باطل هو باطل.
* ماذا عن الإجراءات التى تنهى أعمار الزوجين على عتبات المحاكم الكنسية؟
- جزء قائم على انشغال الكنيسة بأمور عديدة وقضايا لكثير من الناس وجزء قائم على إهمال المتضررين لملفاتهم أو التباطؤ فى تقديم أوراق أو إثباتات تطلبها الكنيسة فالبطء فى الإجراءات هو عامل مشترك بين الطرفين الأزواج والكنيسة، ولدينا قانون أن كل ملف مر عليه ستة أشهر هو محول للأرشيف، وسبب التأخير هو النزاعات بين الزوجين كالخلاف على الأموال والأبناء والنفقات المالية فنحن غير مختصين بمتابعه ما لا يتابعه الأزواج.
* ما رأيك فى ما يعيشه الأقباط فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
- أولا هذا الرئيس هو لم ينقذ مصر فقط بل أنقذ العالم العربى أجمع، فقد تعرض الأقباط فى مصر لأكبر عملية اضطهاد ومشكلات فى عهد الإخوان، فقد حرق تسعون كنيسة، وفى هذا العهد الأسود تماسك أكثر الأقباط والمسلمين.
* ما رأيك فى ترجمات الكتاب المقدس؟
- الترجمات المتعددة جيدة جدا ولكن دعينى أفسر شيئا «الكتاب المقدس»، هو غير القرآن الكريم فالقرآن كتبه الله بوحى لجبريل عليه السلام ونقله للنبى محمد عليه الصلاة والسلام، أما الكتاب المقدس فهو مكتوب من الرسل وهم أربعة أشخاص، ووارد أن يخطئ هؤلاء الأشخاص ولكنهم كتبوه بتدخل روحانى من الله والكتاب المقدس لم يكتبه المسيح، فوارد أن تختلف تركيبات جمل من ترجمة إلى أخرى ولكن الجوهر لم يختلف.
* ما رأيك حول العنف الذى يعيشه العالم ودور الفاتيكان فيه؟
- الفاتيكان دولة بسيطة وصغيرة جدا ولكنها بدون جيش أو اقتصاد نهائيًا فهى معتمدة على معاشات بسيطة جدا ولكنها تحرص دائما على نبذ العنف ومنع التطرف.
* لماذا تخلى البابا بندكتوس عن الكرسى البابوي؟
- البابا بندكتوس رغم الشائعات حوله إلا أن تخليه كان ناتجا عن كبر السن وكونه غير قادر على أداء دوره على أكمل وجه ولا صحيح تخليه بسبب الأموال أو التحرش بالأطفال، والكنيسة بروما دائما تعانى من المشكلات ولكنها تعتذر دائما عن أخطائنا.
* هل لديك القدرة أن ترى المرأة كاهنا؟
- على مستوى عقائدى لم يمنعها شىء أن تكون كاهنا ولكن على المستوى العقائدى أيضا توجد ثغرة فالسيد المسيح لم يعط سره إلى امرأة، بل لإثنى عشر رسول فنحن نورث ما ورثناه من المسيح فتأسيس الكهنوت قام على رجال.
* هل تمنع الحائض من التناول؟
- أنا لا أمنع المرأة من التناول إذا كانت حائض أو غير صائمة، أنا لا أتدخل بين الإنسان وربه فكيف لى أن أرفضها.
