صدر حديثًا عن العربي للنشر والتوزيع رواية جديدة للكاتبة مي خالد، بعنوان "سر العنبر"، وهي الرواية الثالثة لها مع الدار بعد "تمار" و"جمنازيوم" الحائزتين على جائزة أفضل رواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
من الرواية:
لم أتبين أبدا سر العبق الذي يغلف النسمة التي تأتي حينما يهَل عليّ. هل كان يدهن له أبوه شعره الأملس بالعنبرية حين كنا صغارًا، أم لأننا لم نتلاقَ حين كبرنا إلا وكان ثالثنا مسجد أو ضريح تُشعل حوله أعواد البخور، فإن لمحنا أي من الجيران، ملست على وجهي بكفي وغادرت في الحال، وكأنني جئت لأقرأ الفاتحة لصاحب الضريح. أما هو فيُخرِجُ أوراقه الشفافة البيضاء ويزعم أنه ينقل الآيات المكتوبة بخط الثلث أو النسخ على جدار المسجد، ثم يبيعها لأحد النحاسين، ليحفرها فوق تحفته الفنية.
وعيت على الدنيا وأمامي الفتى ذو الشعر الكستنائي والعيون العسلية، وكأنه هو نفسه خيط من التطريز المذهب الذي يزين كسوة الكعبة. لم يكن كمثله أحد، لا كلامه كالكلام ولا غزله كالغزل، فقد كان يغازل بالحكايات وبالتاريخ. كان مهووسًا ببقايا الكتابات المحفورة على الجوامع، وكان يود لو يأتِ بما محاه الزمن أو كُشط بفعل فاعل ويقول بأسى: "الكلام الناقص غُربة".
العطور هي البطلة هنا، لكل مكان وشخص عبق وعطر يميزه، ولكل عبق سر وحكاية.
ثقافة
"سر العنبر".. أحدث روايات مي خالد
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق