في مثل هذا اليوم 7 ديسمبر من كل عام تحتفل منظمة الأمم المتحدة باليوم العالمي للطيران المدني، ويأتي الاحتفال هذا العام بيوم الطيران المدني الدولي في وقت قطعت فيه جائحة كوفيد-19 وصلات جوية دولية، وعزلت المؤسسات التجارية عن العملاء، وحالت دون زيارة السياح لوجهات معينة، وأثرت تأثيرا غير متناسب على الضعفاء، وأدت الجائحة أيضا إلى الإخلال بعمليات شركات الطيران والمطارات وبماليتها في جميع أنحاء العالم، ما يهدد قدرتها على ضمان الإمداد العالمي بالأدوية واللقاحات والمعونة الإنسانية وغير ذلك من السلع الحيوية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن إحياء اليوم يهدف إلى المساعدة في توليد وتعزيز الوعي العالمي بأهمية الطيران المدني الدولي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول، وأيضا إلى أهمية دور منظمة الطيران المدني الدولي الفريد في مساعدة الدول على التعاون وتحقيق شبكة عالمية حقيقية للنقل السريع في خدمة البشرية جمعاء.
وبعد اعتماد الأمم المتحدة والعالم جدول أعمال عام 2030 الجديد، والشروع في حقبة جديدة في مجال التنمية المستدامة على الصعيد العالمي، تبرز أهمية الطيران كمحرك للتواصل العالمي في تحقيق أهداف اتفاقية شيكاغو من خلال اعتبار الرحلات الدولية ركيزة رئيسية في تمكين السلام والرخاء العالميين.
وفي كل خمس سنوات، وبالتزامن مع احتفالات الذكرى السنوية لإنشاء منظمة الطيران المدني الدولي في الأعوام (2014/2019/2024/2029 )، يختار مجلس منظمة الطيران المدني الدولي موضوعا خاصا للإحتفال باليوم الطيران المدني الدولي. ويقوم ممثلي المجلس بين هذه السنوات باختيار الموضوع للفترة الفاصلة لمدة أربع سنوات كاملة، وقرر المجلس أن تكون الاحتفال بهذه المناسبة حتى عام 2023 تحت شعار: "تحسين الابتكار لتنمية الطيران العالمي".
وكان الفضل الاول لاختراع الطائرة للأخوين الأمريكيين رايت حيث قاموا بأول أول عملية طيران ناجحة في التاريخ، بواسطة آلة أثقل من الهواء في 17 ديسمبر من عام 1903، وكان لتجربتهم الفضل في اختراع الطائرات على صورتها الحالية، حيث كان الطيران حلمًا يراود الإنسان منذ وجوده على سطح الأرض، فكان الإنسان القديم يراقب الطيور محاولًا فهم آلية طيرانها، فقام العالم اليوناني أرشيتاس، عام 400 قبل الميلاد، بصنع حمامة خشبية تطير في الهواء، عن طريق ربطها بذراع دوار، واستخدم البخار في تحريكها.
وفي عام 300 قبل الميلاد، ابتكر قدماء الصينيين طريقة صنع الطائرة الورقية، والتي مهدت لصنع الطائرات الشراعية فيما بعد، كما وجد في مصر، حول هرم "زوسر" أثناء التنقيب، نموذج لطائرة شراعية، تعود إلى تاريخ 200 قبل الميلاد، وحاول الإنسان تقليد الطيور في الطيران، معتمدًا على عضلاته في التحليق، كما فعل العالم العربي، عباس بن فرناس، عام 880 ميلادي عندما صنع لنفسه جناحين، وحاول أن يحلق بهما لكنه وقع.
كما قام الفنان والمخترع الإيطالي ليوناردو دافنشي، عام 1500، برسم جهاز أسماه "الأورنيثوبتر"، وهو طائرة بجناحين خفاقين كجناحي الطيور، لكن العالم الإيطالي جيوفاني بوريللي أثبت استحالة فكرة طيران الإنسان بواسطة الأجنحة الخفاقة، وفي عام 1783 تمكن الفرنسي دي روزييه، ومواطنه دي أرلاند، من صنع أول آلة يطير الإنسان بداخلها، وكانت هي المنطاد، الذي طار فوق باريس، لمسافة ثمانية كيلومترات، بعد أن ملئ البالون بالهواء الساخن الناتج عن حرق الخشب، وبعدها تطورت صناعة المناطيد، وذلك عن طريق ملئها بغاز الهيدروجين، وهو غاز أخف وزنًا من الهواء يمكن البالونات من الطيران لمسافات بعيدة.
ونجح الألماني أوتو ليلينتال، عام 1896، بالقيام بأول طيران شراعي ناجح، وبرغم المحاولات العديدة الناجحة إلا أن الطيران الشراعي بقي وسيلة غير عملية، بسبب عدم تمكنه من حمل ركاب أو بضائع، وبعد أن شهدت البدايات عدة محاولات لاختراع نموذج لطائرة بمحرك، لكن لم يكتب لها النجاح، إلى أن جاء الأخوان رايت، اللذين كانا يعملان في مصنع للدراجات، وتمكنا من صنع أول طائرة بمحرك، والتي قطعت مسافة 37 مترًا، وكانت طائرة خشبية مربوطة بأسلاك وقطع قماش.
وبعدها استمرت الطائرة بالتطور والطيران لمسافات أبعد، إلى أن جاءت ثلاثينيات القرن العشرين، لتشهد صناعة الطائرات المعدنية، وأحادية السطح، أي بطبقة جناح واحدة، ثم اخترعت الطائرات المروحية والنفاثة، وتم استخدام الطائرات للسفر، بداية الخمسينيات، فتغير أسلوب حياة الناس بعد توفير الوقت، وضمان الراحة في السفر بعد أن كان الإنسان يمضي شهورًا في السفر من بلد لآخر.