قال الباحث الجزائري في العلاقات الدولية توفيق قويدر، إن فرنسا تمسك بتلابيب الملف اللبناني الذي كان حاضرا في المباحثات بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جدة مستهل الأسبوع الجاري، إلا أن المعضلة الكبيرة التي يواجهها ماكرون لإيجاد حل في لبنان، هو حزب الله الذي يٌنظر إليه بعين الريبة كعنصر سلبي خاصة وأن باريس طالبته بترك السلاح والاشتغال بالسياسة.
وأوضح "قويدر" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن الرؤية السعودية للحل في لبنان، تختلف عن الرؤية الفرنسية، حيث إن الرياض ترغب في تقليم أظافر حزب الله، ويكون ولاؤه للبنان فقط بعيدا عن إيران، ويمكن للمملكة ضخ مساعدات مالية، إلا أنها تخشى أن يستحوذ عليها حزب الله وبعض الأحزاب المنتمية والموالية لطهران.
وأضاف الباحث الجزائري أن ماكرون يحاول إقناع الرياض بضخ مساعدات اقتصادية للبنان حتى لو بشكل مؤقت، لمنع الانهيار الكلي للاقتصاد، بالإضافة إلى إبعاد حزب الله عن السياسة اللبنانية ولو بصفة مؤقتة، خاصة وأن الرئيس الفرنسي يمكنه التواصل مع جميع الأطراف في بيروت.
وأكد "قويدر"، أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية تشغل بال ماكرون بالفعل، ويمكن اعتبار زيارته للخليج مغازلة للناخب الفرنسي، وأنه يستحق البقاء في الإليزيه لولاية ثانية، ودعوة غير مباشرة للتصويت له، إلا أن المصالح الاقتصادية الفرنسية تتطلب تلك الزيارة بالنظر للوفد المرافق لماكرون، خاصة وأن علاقات الخليج بالعملاق الأوروبي، هي علاقات إستراتيجية مع الدول الثلاثة.
وأجرى الرئيس الفرنسي جولة خليجية يومي الجمعة والسبت الماضيين، إلى الإمارات وقطر والسعودية، أبرم خلالها عدد من الصفقات العسكرية مع أبوظبي والرياض، وبحث عدد من الملفات الساخنة في المنطقة على رأسها الأزمة اللبنانية، والأوضاع في أفغانستان وليبيا واليمن.