تسللت مخاوف فيروس كورونا مرة أخرى إلى سوق المعدن الأصفر الأسبوع الماضي، وسط توقعات باستمرار سيطرتها الفترة المقبلة، حيث تخلص المستثمرون من الأصول الخطرة ويبحثون عن ملاذات آمنة مثل الذهب بعد ظهور أنباء عن ظهور نوع خطير محتمل من فيروس كورونا في جنوب أفريقيا.
وقال أسامة زرعي، خبير اقتصادي، إن الشيء الأكثر إثارة للقلق بشأن السلالة الجديدة في الوقت الحالي هو قلة ما نعرفه عنها مع وجود مؤشرات مبكرة تشير إلى أنها قد تكون أكثر إشكالية من دلتا لقد أثر الشكل الجديد بالفعل على السفر العالمي.
وأشار زرعي إلى اتجاه الاتحاد الأوروبي لحظر الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا وذهبت دول أوروبية أخرى إلى أبعد من ذلك، حيث حظرت الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا والدول الأفريقية.
كما حظرت المملكة المتحدة الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا والدول المجاورة لها، أعلنت الحكومة الكندية حظر سفر على الرعايا الأجانب القادمين من سبع دول في جنوب أفريقيا في وقت متأخر من بعد ظهر يوم الجمعة إلى جانب البديل الجديد تواصل أوروبا التعامل مع موجة جديدة من الإصابات بفيروس كورونا تتطلع دول مثل ألمانيا إلى سن تدابير إغلاق جديدة في مثل هذه الأوقات يكون لدينا تصور حقيقي لما يعتبره المستثمرون ملاذات آمنة حقيقية وموثوقة يجب أن يظل هذا صعوديًا للذهب حيث ستؤخر البنوك المركزية على الأقل التشديد حتى يكون لديها فكرة أفضل عن المخاطر التي يتعرض لها الاقتصاد إن السماح بالتضخم دون معالجة يمكن أن يزيد من جاذبية التحوط من الذهب مرة أخرى.
وأضاف زرعي: في هذه الأوقات المضطربة كانت هناك تصريحات من رئيس الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك مع نهاية الأسبوع المنقضي حيث صرح بأن المتحور الجديد يمكن أن يعمق من تأثيرات كورونا على الاقتصاد لفترة أطول مما كان متوقعًا وأن المتحور الجديد والذي تم إطلاق عليه اسم "أوميكرون" يمكن أن يعمق من تأثيرات كورونا على الاقتصاد لفترة أطول مما كان متوقعًا لكن توقع أن يكون نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير من العام أقوى من الربع الثالث وصرح أيضا بأن رؤساء الشركات يتوقعون أن لا يتم حل مشكلات سلاسل التوريد حتى منتصف عام 2022 أو بحلول الربع الثالث.
التضخم خارج نطاق السيطرة
وعلى صعيد التضخم قال بأن الفيدرالي لن يترك التضخم خارج نطاق السيطرة وأن جائحة كورونا هي التي تقود التضخم كان هناك تصريح أيضًا بأن الزيادة الثانية في معدلات الفائدة قد تصبح ضرورية في العام المقبل في حال استمر الاقتصاد في التقدم بأكثر من المتوقع على صعيد التقليص صرح بأنه بحلول نهاية الربع الأول وبداية الربع الثاني من 2022 سيتم الانتهاء من تقليص برنامج شراء الأصول وكانت وجهة نظرة أن يقوم الفيدرالي بتسريع تقليص برنامج شراء الأصول للحصول على مزيد من الخيارات.
وبسبب ظهور الفيروس الجديد "أوميكرون" بدأ القلق يعود مرة أخري إلى العالم فيعتزم الرئيس الأمريكي جو بايدن تقييد السفر إلى الولايات المتحدة من ثماني دول في الجنوب الأفريقي بحسب ما أعلن مسئول كبير في الإدارة الأمريكية وقال المسئول إن القيود ستسري على جنوب أفريقيا وبوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق ومالاوي على الجانب الآخر ظهرت أول حالة من المتحور الجديد لفيروس كورونا في بلجيكا وعلي إثر ذلك طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" بتعليق الرحلات الجوية إلى الدول التي اكتُشفت فيها سلالة كورونا الجديد.
وأوضح زرعي، أن الخوف يتصاعد من جميع الجهات تمحور لفيروس كورونا بجانب قلة العمالة في العالم بجانب إيقاف سلاسل التوريد، وتصاعد المناوشات في سوق النفط بين الولايات المتحدة ومنظمة أوبك بجانب إلقاء الصين بظلالها مرة أخري بأزمة جديدة قد تكون هي الشعلة التي سوف تجعل كل شيء ينهار فبعد أن تخلف العملاق الصيني Evergrande عن سداد بعض من مستحقاته المالية ظهرت أخبار جديدة عن تخلف العديد من شركات العقار الصينية عن السداد أيضًا مما رفع المخاوف بشأن حدوث فقاعة عقارية جديدة في الأسواق توازي المالية العالمية عام 2008 ظهرت التقارير الإخبارية حول التخلف عن السداد أو احتمالية حدوث ذلك تنعكس بدورها على الطلب على المنازل من الصينيين والذي بدوره قد يؤدي إلى توقف المطورين عن العمل وبدوره سوف يودي إلى التخلف ومن ثم الانهيار كان هناك تقرير الاستقرار النصف سنوي والذي يصدر عن البنك المركزي الأوروبي إلى وجود نقاط ضعف في أسواق العقارات والأسواق المالية.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن الوضع الآن في قمه القلق فالأسواق تسقط ما بين الخوف والقلق ونهايه عام لا تدعو للتفاؤل إطلاقًا مجمل الأسئلة الآن تتمحور في ماذا سوف يفعل الفيدرالي لكي يحتوي التضخم من وجهة نظري لن يخطو خطوة واحدة إلى نهاية العام فهو الآن في أشد الحاجة إلى السيولة في الأسواق ولكن كيف سيتصرف في التضخم هل مع انخفاض أسعار البترول التي حدثت موخرًا من الممكن أن نلاحظ أن التضخم سوف يهدأ.
ونصح "زرعي" المتعاملين بالاحتفاظ بالذهب حتى تتبين طبيعة الاتجاه والحركة الآمنة لذلك في حال تم مشاهده إغلاق أعلى مستويات 1814 دولارًا لكل أونصة، مضيفًا: نتوقع الصعود إلى مستويات 1850 وفي حال إغلاق أسفل مستويات 1778 نتوقع الوصول إلى مستويات 1742.
فيما أوضح أحمد معطي، خبير اقتصادي، أن الذهب يشهد حاليا تذبذبا ملحوظا نتيجة ضبابية الاقتصاد فى الفترة الحالية ويتحرك في منطقة عرضية من 1850 دولارًا إلى 1875 دولارًا، صعودًا وهبوطًا نتيجة تحرك الأسعار العالمية بسبب البيانات الاقتصادية دون ارتباطه بفكرة العرض والطلب داخل مصر خاصة في ظل ارتفاع الدولار.
وأكد معطي، أن الأسعار تشهد تخبطا واضحا بسبب ارتفاع الدولار الأمريكي لأعلى مستوى له إلى 96 نقطة أمام سلة العملات بالإضافة إلى ارتفاع مبيعات التجزئة، بالإضافة إلى توقعات بارتفاع أسعار الفائدة وبالتالى يرتفع الدولار وينخفض الذهب.
وأشار إلى تصريح كريستين لاجارد باستبعاد رفع أسعار الفائدة حتى 2022، ودوره في تذبذب الأسعار وتوقع مزيد من التحركات العرضية من 1850 إلى 1890 حتى اختراق إحداهما وبالتالى تحديد المستوى، مشيرًا إلى أن الأسواق تترقب حاليا ترقب الأسعار المقبلة، والبيانات الاقتصادية الأمريكية وسعر الفائدة وفى حال رفعها ينخفض الذهب وإذا ظلت كما هى سترتفع الأسعار.