على الرغم من الاكتشافات العلمية الحديثة واكتشاف مئات الأدوية لمرضى الربو، إلا أنه فور استنشاق المريض أى مواد تثير الجهاز التنفسي، يدخل المريض فى حالة من ضيق التنفس وانقباضات وآلام الصدر واضطراب فى النوم والسعال المتكرر مما يجعل حياته قاسية ومليئة بالمعاناة.
ويتطلب لمرضى «الربو» العيش فى أماكن خالية من أى مثيرات طبيعية لأن هذا المرض المزمن يصيب الممرات الهوائية للرئتين، وينتج عنه التهاب وضيق للممرات التنفسية، وهو ما يمنع تدفق الهواء إلى الشعب الهوائية، مما يؤدى إلى نوبات متكررة من ضيق بالتنفس مع أزيز بالصدر مصحوبًا بالكحة والبلغم.
ويبحث مريض الربو بشكل دائم عن الأماكن غير المزدحمة الخالية من المصانع والسيارات، للعيش بها لفترات مؤقتة من أجل الاستشفاء، لأن العوامل البيئية مثل تلوث البيئة المحيطة وتلوث الهواء بدخان المصانع وعوادم السيارات، من أهم أسباب حدوث نوبات الربو.
ويعتمد معظم مرضى الربو على الأدوية لكنه هناك منهم من يبحث عن الأماكن التى يمكن أن يشفى فيها الشخص من هذا المرض كطريقة فعالة للعلاج، وأكثر مكان فى مصر يساعد مرضى الربو على الاستشفاء هو «قصر عباس» بمدينة سانت كاترين بجنوب سيناء، والذى تم بناؤه خصيصًا فوق الجبل من أجل الاستشفاء من مرض الربو.
بناه الخديو عباس حلمى الأول عام 1853 بعد إصابته بالربو
ويعتبر قصر عباس ثالث أعلى قمة جبل بمدينة سانت كاترين، وبناه الخديو عباس حلمى عام 1853م ولم يكن الهدف من بناء القصر التفاخر العمرانى أو غيره من الأغراض بل كان الهدف "الاستشفاء والعزلة" وذلك لأن الخديو عباس كان يعانى من مرض الربو، فنصحه الأطباء بالإقامة فى إحدى المناطق ذات الطقس الجاف، ورشحوا له مدينة سانت كاترين، باعتبارها أفضل مكان فى مصر من حيث الجفاف والهواء النقى، ولم يتردد لحظة فى نصيحة الأطباء فأقدم على بنائه فوق أحد الجبال، أملًا منه فى الاستشفاء والتعافى بهواء نقى صحى.
- يبلغ ارتفاع قصر عباس 2383 مترا فوق سطح البحر
ويشير أحمد فتحى الباحث فى علوم الآثار إلى أنه تم اختيار هذا الجبل بالتحديد لأنه يبلغ ارتفاعه 2383 مترا فوق سطح البحر، وذلك لهدف طبى خاص بعلاج الحساسية المزمنة حيث يتطلب الطقس بالنسبة للمريض ظروف مناخية خاصة، وتم تخصيص مساحة 450 مترا فوق الجبل لتكون أرضًا لإقامة القصر، لكن لم يكتمل بناء القصر؛ لوفاة الخديو عباس الأول فى العام التالى من البناء وهو عام 1854، ولا يزال القصر مهجورًا على القمة، ويمكن رؤيته من أسفل الجبل بشكل واضح، وما زالت كتل الجرانيت التى لم تستخدم ملقاة ومبعثرة، والبوابات لم يكتمل بناؤها ومحاطة بأعتاب رائعة الشكل ومربعة المساحة، وجرى استخدام مادة تحل محل الأسمنت عند البناء، وهى مادة كانت تصنع من كسارات رواسب جيرية على صخور غمرت بالمياه.
رحلة الصعود إلى القصر
ويمكن لأى مريض أومسافر إلى مدينة سانت كاترين أن يخوض غمار الصعود إلى مكان قصر عباس أعلى جبال كاترين من أجل الاستشفاء من الربو أو حتى للمتعة والمغامرة، والوصول لقمة جبل عباس باشا بمثابة رحلة سياحية استشفائية وبيئية، ويمكن تسلقه فى مدة زمنية تصل إلى «ثلاث ساعات ونصف» برفقة الدليل البدوي.
سانت كاترين
ومدينة سانت كاترين من أفضل الأماكن للاستشفاء من مرض الربو، لأنها مدينة خالية من دخان المصانع وعوادم السيارات، وتنعم المدينة على سكانها وزائريها بهواء نقى وصحى خال من أى تلوث بيئي، كما تتميز المدينة بأسعارها الاقتصادية الزهيدة حيث توفر بعض الفنادق والمخيمات هناك الإقامة الشاملة لزوارها من أجل الاستشفاء من مرض الربو.