في إطار الحملات المناهضة للعنف ضد المرأة، تعاونت المنظمة الإنسانية الإيطالية WeWorld Onlus مع رابطة اللاعبين والدوري الإيطالي "ليجا" لجعل الحملة على الضوء وحتى الآن، وشهدت الحملة استجابة رائعة من اللاعبين والمؤيدين على حد سواء، وذلك اعتمادًا على الشعبية الكبيرة لكرة القدم ومدى تأثيرها القوي على كل المتعلقين بها.
وظهر عدد من لاعبي الدوري الإيطالي، كل عام منذ 2008 ولعدة مواسم حتى الآن، بعلامات حمراء على وجناتهم في إطار حملات العنف ضد المرأة، وهي الحملة التي أطلقها الاتحاد الإيطالي لكرة القدم منذ سنوات مع إحدى منظمات الدفاع عن حقوق المرأة، والتي جاءت بعنوان "العنف ضد المرأة خط أحمر"، في إطار التضامن مع النساء اللاتي يتعرضن إلى العنف.
ولم تقف الحملة عند مشاركة اللاعبين فقط، وإنما ظهرت هذه العلامات الحمراء على وجوه المدربين والحكام، ما لفت أنظار كل محبي كرة القدم بقوة وأثار العديد من التساؤلات حول ماهية هذه العلامة وإلى ماذا ترمز؟ خاصةً وأنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الكالتشيو إلى هذه اللافتة.
وكان أبرز اللاعبين المشاركين في هذه الحملة هم كريستيانو رونالدو وقت وجوده في فريق يوفينتوس الإيطالي وزميله باولو ديبالا وإبراهيموفيتش وناينجولان وحارس المرمى دوناروما، وبوفون وماندزوكيتش وهيجواين وانسيني وبيانيتش.
أشهر لاعبي كرة القدم
وحظيت المبادرة هذا العام بدعم بعض أشهر لاعبي كرة القدم السابقين في إيطاليا، ومن أبرزهم، أليساندرو ديل بييرو، برناردو كورادي وماركو ماتيرازي، ومعهم بطلة المبارزة الأولمبية إليسا دي فرانسيسكا.
وكان الحساب الرسمي لرابطة الدوري الإيطالي لكرة القدم، قد نشر صورة أعلنت فيها تعاونها مع مؤسسة إيطالية مختصة في الدفاع عن حقوق المرأة في العالم. وأرفق الحساب الصورة بهذا التعليق: "العلامة واضحة.. دعونا نواجه العنف ببطاقة حمراء".
يرى حقوقيون أن ظاهرة العنف ضد المرأة في إيطاليا، قد وصلت لمستويات مأساوية وغير مقبولة خلال السنوات الأخيرة. ووفقًا لإحصائيات، فإن واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض للعنف. فيما 40% من النساء المعنفات لا تتحدثن عن الأمر، كما أن المكالمات التي تصل للخط الساخن للإبلاغ عن العنف ضد المرأة ارتفعت بنسبة 79.5 في المائة خلال السنة التقويمية الماضية.
هذا بخلاف ما تشير إليه أرقام أخرى صادرة عن جهات مختلفة، بأن امرأة تقتل كل يومين على يد شريكها، وبحسب معهد البحوث الإيطالي Eures، قُتلت 142 امرأة في حوادث العنف المنزلي عام 2018، ويتوقع خبراء أن يتضاعف هذا الرقم بنهاية العام الحالي، على خلفية ارتفاع هذه الحوادث خلال فترة الحجر المنزلي.
يذكر أن هذه الحملة يتم إحياؤها 25 نوفمبر من كل عام، لمكافحة التمييز والعنف ضد المرأة.