تمتلئ المكتبة العربية بآلاف الكتب القيمة والرائعة ذات القيمة المعرفية الثابتة والمعلوماتية الثمينة، شملت كافة أنواع الكتابة الدينية والتاريخية والتوثيقية وغيرهم من كتابات عديدة متنوعة.
وخلال تلك السلسلة التي تحمل عنوان "مكتبة المعرفة" تركز "البوابة نيوز" في كل حلقة على كتاب له قيمة تاريخية معرفية سواء لمحتواه أو كاتبه، وتحمل الحلقة الرابعة كتاب "الانتهازيون لا يدخلون الجنة" للكاتب الراحل عبد الغفار مكاوي، التي صدرت سنة 1998.
كتاب (الانتهازيون لا يدخلون الجنة) عبارة عن 10 مسرحيات كل مسرحية مكونة من عدد من المشاهد، المسرحية الأولى بعنوان (الانتهازيون لا يدخلون الجنة) مسرحية في ستة مشاهد، (الموت والمدينة) مسرحية في مَشهدَين، (المرحوم) مسرحية في خمسة مشاهد، الليل والجبل، المرآة، الكنز، الطفل والفراشة، السيد والعبد، محاكمة جلجاميش، (الحكماء السبعة) 3 مشاهد.
يقول عبد الغفار مكاوي عن مسرحية (الانتهازيون لا يدخلون الجنة): (هذه المسرحية صياغة حرة لقصة «الجلسة» لصديق العمر الكاتب الفنان عبد الرحمن فهمي. ولو سلَّمنا بوجود عدد من روائع القصة المصرية القصيرة — قد لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة أو اليدين — لكانت «الجلسة» في تقديري هي إحدى هذه الروائع بغير منازع (نُشرت القصة في مجموعته الأخيرة «العود والزمان»، القاهرة سنة ١٩٦٩م، من صفحة ٧ إلى صفحة ٤٢).
وعن مسرحية (الموت والمدينة) يقول: (تقوم هذه المسرحية على قصةٍ مصرية قديمة هي قصة «الشبَح». وتروي عن ملكٍ عجوز تطارده وتُؤرِّق نومه رُوحُ ميتٍ تهدَّم قبره ولا تهدأ حتى يأمر الملك ببناءِ قَبرٍ جديدٍ له (انظر كتاب «روايات وقصص مصرية»، ترجمها إلى الفرنسية جوستاف لوفيفر وإلى العربية الدكتور علي حافظ). أمَّا قصة ملك الهكسوس المتبجح — الذي تُزعِجه أصوات أفراس البحر في طيبة بينما هو في شرق الدلتا! — فهي أَشهرُ من أن تُذكَر، وأما الأشعار المُنبثَّة في المسرحية فقد استَوحيتُ بعضها من «نذر أيب أور» وبعضها الآخر من حديثِ مُتعَب من الحياة مع نفسه — في تَرجَمتَي أرمان وفوكنر — وكلاهما من أروع نصوص الأدب المصري القديم، وكنتُ قد قرأتُ نصَّ حديث المتعَب في أصله الهيروغليفي قبل أكثر من عشرين عامًا. كتبتُ المسرحية بعد نكسة ١٩٦٧م وقامت بتمثيلها فرقة المسرح الوطني ببنغازي وبعض فرق الهُواة من جامعات الأزهر والمنصورة والثقافة الجماهيرية ببورسعيد وكلية الآثار، كما أُذيعت من البرنامج الثاني بإذاعة القاهرة من إخراج الأستاذ هلال أبو عامر).